الموقف الصيني من التصعيد الأمريكي
تسوي تيان كاي تسوي تيان كاي

الموقف الصيني من التصعيد الأمريكي

أوضح السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، تسوي تيان كاي، مواقف الصين حول مجموعة كبيرة من القضايا ذات الاهتمام المشترك مع الولايات المتحدة، بما في ذلك العلاقات الثنائية والخلافات التجارية وبحر الصين الجنوبي.

الخلافات التجارية

وفقاً لنص مقابلة أجرتها الإذاعة الوطنية العامة (إن بي آر)، وهي إحدى المنافذ الإعلامية الأمريكي، مع تسوي،وأذيعت الأربعاء، قال تسوي " إننا بالتأكيد لا نرغب في خوض حرب تجارية مع الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى".

وتابع " إننا نرغب في تسوية ذلك عبر التفاوض والمشاورات بين الجانبين". وأضاف " من أجل التفاوض، ومن أجل نجاح المشاورات، فإننا نحتاج إلى الإرادة الطيبة والنوايا الحسنة من كلا الجانبين".

وأوضح أن واشنطن لم تظهر ما يكفي من النوايا الطيبة في هذا الشأن، مضيفاً أن "موقف الولايات المتحدة يتغير طيلة الوقت، لذلك نحن لا نعلم تماما ما تريده الولايات المتحدة ليكون في محل الأولويات"

وقال " الأمر الثاني، أعتقد أن هناك بعض المحاولات من الجانب الأمريكي لفرض أمر ما بالقوة ، تحصل فيه الولايات المتحدة على 100 بالمئة، وتحصل الصين على صفر" . وتابع " لا أعتقد أن هذا عدل. لا أعتقد أن هذا ممكن. نحن مستعدون للتوصل إلى اتفاق . نحن مستعدون للتوصل لحل توفيقي، ولكن هذا يتطلب الإرادة الطيبة من كلا الجانبين".

وتابع "خلال الأشهر القليلة الماضية، كان هناك اتصالات بين الحكومتين....أعتقد أنه في أكثر من مرة كان هناك نوعاً من الاتفاق المبدئي بين فريقي عمل البلدين. ولكن بين عشية وضحاها تم رفض الاتفاق المبدئي، وتغير مطلب الجانب الأمريكي. هذا أمر محير للغاية، وهذا يجعل الأمور صعبة للغاية . إننا نرغب في أن يخبرنا شخص ما بالقصة الحقيقية...أعتقد أننا لازلنا في حاجة إلى المزيد من النوايا الحسنة".

العلاقات الثنائية

وفي تعليقه على التعاون بين بكين وواشنطن، قال تسوي " أعتقد أن بين أي دولتين، وربما بشكل خاص بين الصين والولايات المتحدة، هناك درجة ما من التنافس. وهذا طبيعي للغاية ، ولكن هناك أيضا حاجة أشد كثيراً للتعاون . وهذا أيضا حقيقة في عالم اليوم."

وقال "بلدانا، سوياً مع الدول الأخرى، تواجهان العديد من التحديات المشتركة، فيما يسمى بالتحديات العالمية أو القضايا العالمية، ولا تستطيع أي دولة في الواقع أن تتعامل مع كل تلك الأمور بنفسها." وأضاف "علينا أن نتعاون سواءً كنا راغبين في ذلك أم كارهين .هذه حاجة مشتركة متنامية ومصلحة مشتركة."

وتابع تسوي " وفيما يخص الصين، فنحن مستعدون دائماً للتعاون مع الولايات المتحدة، حتى في ظل وجود خلافات، وربما لأن بيننا خلافات، فالحاجة للتعاون تصبح أكبر"

وحينما طُلب من تسوي التعليق على التقارير الأخيرة حول أن واشنطن تبحث مقترحات بمنع الطلاب الصينيين من الدراسة في الجامعات الأمريكية، قال تسوي " إذا كان ذلك صحيحا، فأنا أعتقد أن هذا وضع خطير للغاية."

وقال " لأن الكثير من الطلاب الصينيين يدرسون هنا، وعدد متزايد من الطلاب الأمريكيين يدرسون في الصين، فمثل هذا الاتصال الشعبي من شأنه أن يشكل أساسا حقيقيا للصداقة والتعاون بين البلدين العظيمين."

وقال " أستطيع أن أعطي لك مثالاً دقيقاً .أنت ترى في ولاية إنديانا، هناك متحف للأطفال...منذ سنوات قليلة مضت استضاف المتحف فعالية كبيرة للغاية حول الثقافة الصينية...حققت نجاحا كبيراً. وكنت مدعوا لإلقاء كلمة في مراسم الافتتاح والتقيت مع حاكم الولاية وقتها مايك بنس. وقد كان بنس وقتها مؤيداً بشدة لمثل هذه التبادلات الثقافية الشعبية ".

وقال تسوي " إن تلك التبادلات تعود بالتأكيد بالنفع على شعبي البلدين. والمواطنون المحليون كانوا متحمسين لتلك الفعاليات الثقافية". وأضاف " لذلك، لماذا نقطع تلك العلاقات .. كل تلك العلاقات الطبيعية بين شعبي البلدين؟"

وأضاف " إننا منفتحون أمام الطلاب والأساتذة والصحفيين أو الأكاديميين الأمريكيين".

الاستقرار الإقليمي

وبشأن بحر الصين الجنوبي، قال تسوي " نحن نملك السيادة على العديد من الجزر في بحر الصين الجنوبي، وهذ موقف طويل الأمد حظيت به الصين".

وتابع " ولكننا أيضا نعي أن هناك بعض النزاعات على الأراضي. ونحن الآن مستعدون للعمل مع الدول الأخرى للتفاوض من أجل التوصل إلى تسوية نهائية لمثل هذه النزاعات. نحن نتفهم أن هذا سيستغرق وقتا طويلا". وأضاف "ولكن في الوقت ذاته، نحن ننتوي الحفاظ على الاستقرار هناك، ولذلك نحن نعمل على وضع مدونة قواعد سلوك مع دول آسيان".

وأردف " نحن نحقق تقدما جيدا في هذا المضمار...وهذا يعني أننا قبل أن نكون قادرين على تسوية النزاعات على الأراضي، فإنه يتعين أن نعمل سوياً من أجل الحفاظ على الاستقرار وأن نسعى إلى الاشتراك في شكل ما من التنمية المشتركة للموارد الطبيعية هناك وأن نحافظ على نظام جيد في المنطقة".

وأضاف " لذلك فإنني آمل فقط أن تنضم الولايات المتحدة لجهودنا،وأن تكون عونا لنا، وألا تسعى إلى إرباك عملية التوجه نحو المفاوضات السلمية".