الكلمة الأمريكية لم تعد نافذة: ملف النووي نموذجاً
لوي سويسان لوي سويسان

الكلمة الأمريكية لم تعد نافذة: ملف النووي نموذجاً

وافقت الدول المشاركة في الصفقة النووية مع إيران، باستثناء الولايات المتحدة، على إنشاء آلية للالتفاف على عقوبات واشنطن ضد طهران.

في أعقاب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وإيران، تلت رئيسة قسم السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، "فيديريكا موغيريني" بياناً عاماً، ذكرت فيه أن المشاركين رحبوا بالمقترحات التكتيكية للحفاظ على قنوات الدفع، وعلى وجه الخصوص، مبادرة لإنشاء آلية خاصة لتسهيل المدفوعات المتعلقة بتصدير إيران، بما في ذلك النفط، والواردات.

سحب ترامب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة في 8 أيار، والتي وقعت في عام 2015، والتي بموجبها تخلت جمهورية إيران الإسلامية عن البرنامج النووي، ونتيجة لذلك رُفعت عنها قيود اقتصادية. دخلت الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية ضد صناعة السيارات والطيران الإيرانية حيز التنفيذ في شهر آب. وتخطط واشنطن لفرض المزيد من القيود القوية التي تؤثر على الطاقة والتمويل، في 4 تشرين الأول. وهذا سيحدث قبل يومين من انتخابات الكونغرس النصفية، والتي يحتاج فيها ترامب إلى أصوات اللوبي المؤيد لإسرائيل.

الاتحاد الأوروبي "قلق" أكثر من البقية

وبالنظر إلى أن الصين معتادة على العمل مع إيران تحت العقوبات، وأنها لا تزال شريكها التجاري الرئيسي، فإن الاتحاد الأوروبي هو الأكثر تضرراً. استثمر الاتحاد الأوروبي مليارات الدولارات في الاقتصاد

الإيراني، وهناك مخاوف من أن تفرض العقوبات الأمريكية على الشركات التي لديها أصول في الولايات المتحدة. فقد غادرت بعض الشركات الأوروبية الكبرى، مثل توتال وبيجو، السوق الإيرانية. وليس من المستغرب أن تكون بروكسل أكثر نشاطاً في الصفقة النووية.

وأضافت "موغريني" أن دول الاتحاد الأوروبي ستنشئ كياناً قانونياً خاصاً للمعاملات المالية مع إيران، وستكون "مفتوحة للشركاء الآخرين". وفي السابع من آب، وهو اليوم الذي بدأ فيه سريان العقوبات الأمريكية الأولى، تبنى الاتحاد الأوروبي قراراً يحظر على الشركات الأوروبية الالتزام بهذه العقوبات والقيام بتعهد للشركات بالتعويض عن الأضرار المحتملة.

بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن "الصفقة النووية" ليست قضية تجارية فحسب، بل هي قضية ذات سمعة.

لم تقنع تحذيرات الشركاء الأمريكيين في حلف الناتو، ترامب بالتخلي عن الضغوط على إيران. ويواصل البيت الأبيض خنق إيران. هذا العام خسر الريال الإيراني ثلثي قيمته، وازداد التضخم في إيران. على الرغم من أن ترامب قال في تموز إن الولايات المتحدة مستعدة "لصفقة حقيقية" جديدة مع طهران ولم تستبعد حتى إمكانية عقد لقاء شخصي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني. تتوقع واشنطن في المقابل رفض طهران تطوير صواريخ باليستية وسحب القوات الإيرانية من سوريا. بالنسبة للمعاملات المالية مع إيران، ستكون "مفتوحة للشركاء الآخرين".

لا بد لي من القول إن الولايات المتحدة أكثر تشدداً على إيران، ولكن يزداد الحافز لبقية البلدان على الاعتراض، ليس فقط لأنهم استثمروا مبالغ كبيرة في الاقتصاد الإيراني، أو أنهم يشعرون بالأسف لإيران، ولكن لأنهم أنفسهم كانوا ضحية لسياسة العقوبات الأمريكية. وليس من الأهمية بمكان ما إذا كانت تدابير ترامب العقابية قد بدأت، مثل التعريفة الجمركية

المفروضة على الاتحاد الأوروبي والصين، كما هو الحال في العقوبات المناهضة لروسيا. بالمناسبة، أشار اليوم نائب وزير التجارة في جمهورية الصين الشعبية، "فو زيينغ"، أن روسيا تعمل بقوة ضد العقوبات الأمريكية.