أدوات هيمنة النخب: CFR| الهيكليّة
لورنس شاوب لورنس شاوب

أدوات هيمنة النخب: CFR| الهيكليّة

عن كتاب: «مركز أبحاث وول ستريت: مجلس العلاقات الخارجية»

تعريب وإعداد: عروة درويش

يمثل «مجلس العلاقات الخارجية cfr -Council on foreign Relations» أحد أهم أدوات سيطرة النخب الحاكمة على النظام العالمي غير الديمقراطي بقيادة الولايات المتحدة، وهو النظام الذي يخدم مصالح الطبقة الحاكمة لا الشعوب. يتضمن «المجلس» مزيجاً من العائلات الثريّة القديمة والجديدة مع شركاتهم وعوائلهم ومنظماتهم الخاصة، ويصنفها بشكل هرمي تبعاً لقوتها وسطوتها الاقتصادية. ولا تملك هذه العوائل والشركات والمنظمات سلطة رسمية أو قانونية أو سياسية بذاتها، ولهذا فهي بحاجة للدولة كي تستخدمها كقوّة ملزمة وإدارية لخدمة مصالح النخب الحاكمة. إنّ إدارة النظام تتضمن إنشاء أجسام تعمل كأدوات تسهّل استغلال قوّة الدولة لخلق فرص ربحية ومنحهم الشرعية ووهم الديمقراطية. تمنحهم الشرطة والجيش والسجون الحماية ضدّ عدم الرضا الحتمي للطبقات التي يتمّ استغلالها والسيطرة عليها.

رئيس مجلس الإدارة

أعوام الحكم

ديفيد روكفيلر

1970-1985

بيتر جي. بيترسون

1985-2007

كارلا هيلز – وروبرت روبن

منذ 2007

 

علاوة على ذلك، تعتمد عناصر ديمومة النخب الرأسمالية عموماً، ونخب القطّاع المالي خصوصاً، على الضمانات الحكومية الصريحة والضمنية لتجنيبها الخسارة في الأسواق ضمن نظام ما يسمّى «السوق الحر». فعمليات الإنقاذ التي يتحمل دافعو الضرائب من مثل حملة «كبيرة جداً لتسقط» التي تلت الانهيار المالي عام 2008 هي أحداث متكررة في التاريخ الحديث، وهي تظهر مدى السطوة التي تمارسها النخبة الرأسمالية على الحكومة لحملها على دفع ثمن أخطائها، وكذلك في استخدام الموارد العامّة لضمان ربحها الخاص. فالخسائر والمخاطر الاقتصادية للشركات الخاصة في ظلّ هكذا نظام يتم تحويلها بازدياد لخسائر مجتمعية في حين تخصص المكاسب، وهو ما ينتج عنه تدمير المصلحة العامة والرفاه العام.

إنّ رؤيتنا للدولة بوصفها أداة لحكم الطبقة الرأسمالية يتّسق مع إيجاد هذه الطبقة لمجلس العلاقات الخارجية، ويسمح لنا برؤية مدى واقعية مصطلح: «الطبقة الحاكمة»، وهي الطبقة التي تصوغ بنفسها اقتصادها ومجتمعها وسياساتها الخاصة التي تشكّل جزءاً من الكل، لكن الأهم أنّها تحكم هذه الأشياء بطريقة تجعلها أقوى حتّى من القانون.

إنّ مجلس العلاقات الخارجية يقع في مركز هذا الحكم، وكذلك يلعب دور آلية حاسمة في التنسيق وتبادل المعلومات بين أعضاء الطبقة الحاكمة، وذلك بالاعتماد على «طبقة المحترفين» المرتبط وجودهم بهذا المجلس. فتراهم يستخدمون جميع الوسائل لضمان قيام الدولة بخدمة احتكار رأس المال المالي وليس لتلبية احتياجات الشعوب والكوكب. وعبر هذه الوسيلة يتم الحفاظ على الوضع الراهن وكذلك استخدام العناصر النشطة والمدربة من المنتمين للطبقة العاملة «والمحترفة».

  • رؤساء ومدراء مجلس العلاقات الخارجية:

يضع المجلس الاستراتيجية العامّة ويتخذ القرارات الهامّة، ويقوم الرؤساء والمدراء بملاحقة الأعمال اليومية لتنفيذ هذه الاستراتيجية. وكما هو متوقع فإنّ قيادة المجلس تعود لأعضاء الطبقة الرأسمالية العليا من أمثال روكفيلر وسوروز، أمّا الرئاسة والإدارة فيحظى بها أعضاء الطبقة الرأسمالية المرتبطين بهم والقادرين على الاضطلاع بمهمة إدامة سطوتهم. بعض هؤلاء الرؤساء والمدراء لا ينتمي إلى الطبقة الرأسمالية، بل إلى «طبقة المحترفين» المرتبطين وجودياً بالنخب، وهؤلاء لا تزيد مدّة رئاسة وإدارة كلّ واحد منهم عن العام ما بين 1976 و2013.

فالرؤساء الذين زادت مدّة بقائهم عن العام هم: بيلس ماننينغ ووينستون لورد وبيتر تارنوف وليسلي غيلب وريتشارد هاس، وفي الجدول سنرى سيرة حياتهم المختصرة:

الاسم

فترة الرئاسة

مختصر

بيلس مانينغ

1971-1977

خريج جامعة يال – بروفسور قانون في جامعة ستانفورد – اختاره ديفيد روكفيلر وسيروس لرئاسة المجلس – انضم بعد استقالته إلى رئاسة أكبر شركة محاماة في نيويورك.

وينستون لورد

1977-1985

عائلته من الأثرياء القدامى – كان أحد أعضاء طاقم كيسنجر في مجلس الأمن القومي – استلم منصب مخطط السياسات في وزارة الخارجية – بعد استقالته من رئاسة المجلس أصبح سفير أمريكا في الصين – مساعد وزير الخارجية في عهد كلينتون – متزوج من مديرة «المجلس» ما بين 1998 و2003 بيتي باو لورد.

بيتر تارنوف

1986-1993

مساعد وزير الخارجية لوزيرين – المدير التنفيذي لمجلس العلاقات العالمية – عمل بعد استقالته من رئاسة المجلس كأمين عام للدولة للشؤون السياسية.

ليسلي غيلب

1993-2003

مسؤول في وزارة الدفاع والخارجية – محرر قسم الأمن الوطني في النيويورك تايمز – مدرس في مؤسسة بروكينغز وكارنيغي – مؤلف كتب حققت مبيعات كبيرة.

ريتشارد هاس

منذ 2003

أحد الدعائم الرئيسية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة – خريج أكسفورد ومدرّس فيها – المساعد الخاص لجورج بوش الأب – عضو مجلس الأمن القومي – مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية – مستشار الوزير كولن باول – أصبح في 2007 عضواً شرفياً في مجلس إدارة شركة الاستثمار العالمية فورترس إنفيستمنت غروب – ألّف في 2013 كتاباً عن مارغريت تاتشر يمدح فيه برامجها التقشفية والخصخصة وتخفيض الضرائب على الأرباح.

 

وأمّا فيما يخصّ المدراء، فمن بين 167 مديراً «للمجلس» ما بين 1976 و2013، هناك 103 مدير ينتمي للطبقة الرأسمالية، أي قرابة الثلثين. إنّهم يملكون أصولاً تفوق قيمتها العشرة ملايين دولار، وبعضهم تفوق أصولهم المليارات، وكانوا مدراء لشركات كبرى أو شركات محاماة كبرى.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني

آخر تعديل على الأحد, 15 تموز/يوليو 2018 11:51