الصين والتوجه الجيوسياسي والاقتصادي إلى الشرق
Katehon Katehon

الصين والتوجه الجيوسياسي والاقتصادي إلى الشرق

بدأت الصين تدخل الصين بقوة إلى الشرق الأوسط من خلال تقديم الدعم الاقتصادي والتنموي لعدد من دول العالم العربي التي تعاني من أوضاع سياسية واقتصادية صعبة، حيث أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، الثلاثاء 10 يوليو/تموز 2018 أن بلاده ستقدم قروضاً للتنمية الاقتصادية بقيمة 20 مليار دولار إلى دول عربية، وذلك في إطار مساعي بلاده لتعزيز تأثيرها في الشرق الأوسط وإفريقيا، وعلى وجه الخصوص سوف تتلقى سيقدم الدعم لكل من فلسطين والأردن واليمن ولبنان وسوريا.

تأتي هذه الخطوة كما هو منظور في إطار "برنامج الأهداف الخاصة لتعزيز الانتعاش الاقتصادي من خلال التنمية الاقتصادية في قطاعات مختلفة"، والتي تتمثل إحدى المهام والأولويات في إطار تطوير روابط مشروع "حزام واحد — طريقة واحدة". وأشار الرئيس "شي" أمام الدورة الثامنة لمنتدى التعاون الصيني العربي، بأن القروض ستخصص لـمشاريع ستوفر فرص عمل جيدة، وسيكون لها تأثير اجتماعي إيجابي في دول عربية لديها حاجات لإعادة الإعمار.مدير معهد "هوشي مين " بروفيسور جامعة بطرسبورغ الحكومية فلاديمير كولوتوف يرى أنالصين بدأت لعبة كبيبرة في منطقة الشرق الأوسط، حيث أنها تقترح الإنضمام إلى المشروع الإقليمي العابر للحدود "الطريق الكبيرة".ومن هنا ظهر لدى العالم العربي خيار بين أمرين أما الإقتتال فيما بينهم مجاناً وبدون مردود، كما ترسم الولايات المتحدة لهم، وإما السير باتجاه المشاركة في مشاريع لتنمية التعاون الاقتصادي الإقليمي.وأردف البروفيسور كولوتوفدعونا لا ننسى أنه منذ عام 2014، الإقتصاد الصيني هو أكبر الإقتصادات في العالم. الآن بدأت حرب إقتصادية كبيرة بين الولايات المتحدة والصين. لذلك، تدرك الصين أنه ستكون هناك محاولات لوضع العصي في عجلات تطورها الاقتصادي وستكون هناك محاولات لإعاقة هذا التطور، وستضطر الصين لإتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها، أو إيجاد حلفاء، أو حتى شراء حلفاء في هذه القارة، وأن تقدم خيارات ونظم معينة للتعاون.
وأضاف الروفيسور كولوتوفيعد الشرق الأوسط منطقة رئيسية للصين. وتغطي منطقة شرق آسيا الجزء الأكبر من نفط منطقة الشرق الأوسط. وبناء عليه في حال تمت زعزعة استقرار المنطقة، فسوف يتراجع هذا التدفق النفطي. ويشكل كل من شرق آسيا والصين واحدة من أكبر الغقتصادات في العالم، وسوف يجدون أنفسهم في وضع محرج وغير مريح. وإذا بدأت إقتصادات كبيرة بسد تدفق الغاز أو النفط أو تدفق بعض الموارد، فسيكون هذا سبباً لإندلاع الأعمال العدائية.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني