سباق التسلح... لمصلحة من؟
Katehon Katehon

سباق التسلح... لمصلحة من؟

طوّر البنتاغون سلاحاً مدمراً (B61-12)، والذي يمكن أن يكون أول سلاح نووي يستخدم في النزاعات المحلية حول العالم. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى قيام روسيا بإنشاء السلاح النووي المماثل الخاص بها، بحسب موقع "راشان بيوند".

وأجرت القوات الأمريكية الجوية اختبارات ناجحة لأحدث قذائفها الجوية B61-12، ولكي نكون أكثر دقة فإن هذا التعديل الثاني عشر للقنبلة النووية التي تحمي أمريكا منذ منتصف التسعينات. 

يحتوي النموذج الجديد على اثنين من الابتكارات الأساسية وهي القدرة على ضبط رأسه الحربي ليحوي من 5 إلى 100 طن، وإضافة نظام توجيه عالي الدقة. 

وقد تحولت هذه القنبلة الجوية ذات السقوط الحر غير الموجه إلى سلاح عالي الدقة يسمح للطيارين بإسقاطها خارج نطاق أي دفاع جوي للعدو. 

التحديث الرئيسي لهذه القنبلة هو القدرة على المناورة. وقال البروفسور "فاديم كوزيولين" من أكاديمية العلوم العسكرية لموقع "راشا بيوند ذا هيد لاين": "إن القسم الخلفي مجهز بمعدات ملاحية، وطيار آلي، وشفرات قابلة للتوجيه".

وبفضل هذا التطوير لم يعد من الضروري إلقاء القنبلة باستخدام المظلات، بل بكل بساطة يجب على الطائرة الصعود إلى ارتفاع وإسقاطها، فتحلق القنبلة بشكل مستقل نحو الهدف وتغير مسارها.

من المتوقع أن تدخل القنابل النووية من الطراز B61-12 إلى الخدمة مع سلاح الجو الأمريكي في وقت لا يتجاوز عام 2020. كما سيتم تركيب هذه القنبلة على المقاتلة من طراز "إف-35" من الجيل الخامس. وتم في العام 2015، إجراء رحلات تجريبية تحمل ذخائر من هذا النوع. 

مغير اللعبة

وبالإضافة إلى ما سبق فإن السمة الأساسية لهذا السلاح هي إمكانية تثبيت هذا السلاح تحت جناحي طائرة من طراز "إف-35" والتي تُعتبر بحد ذاتها تغييراً مهماً للعبة في النزاعات المستقبلية.

كما أن استخدام هذا السلاح النووي التكتيكي في النزاعات المحلية والحروب يعطي الضوء الأخضر للقوى النووية الأخرى لتستخدم رؤوسها النووية.

ووفقاً للمحلل العسكري "فيكتور ليتوفكين": "فإن الأسلحة النووية بطبيعتها تخضع للعديد من المتغيرات. فأراد الأمريكيون في عام 1991 خلال عملية عاصفة الصحراء القضاء على كامل نظام الدفاع الجوي العراقي عن طريق تفجير شحنة نووية منخفضة المدى في الهواء. وحسب البنتاغون، فإن روسيا بعد ذلك ستقوم بنشر قنبلة كهرومغناطيسية في أي صراع عسكري، لذلك تخلوا عن الفكرة".

ويعتقد الخبير أن هذا يثير قلق الروس، ويقولون إن مبدأ الردع النووي الجديد في الولايات المتحدة يسمح للجيش باستخدام الأسلحة النووية في الحروب عندما يرون ذلك مناسباً.

كيف سترد روسيا؟

فشلت الأخبار التي تفيد بأن الولايات المتحدة قد حصلت على القنبلة الجديدة في إثارة رد قوي داخل المجتمع العسكري الروسي، فالجميع يعرف منذ فترة طويلة عن هذه الاختبارات.

ووصل كلا البلدين إلى نقطة يحتاجون فيها إلى استبدال نظمهم النووية القديمة والحفاظ على التكافؤ النووي.

وفي الوقت نفسه قامت روسيا بتحديث ترسانتها النووية لفترة طويلة، فقامت بتطوير صاروخ "بولافا" العابر للقارات، وصواريخ سارمات وأنظمة لم يكن بالإمكان تخيلها في السابق. 

لا جدوى من توقع أي خطوات سياسية وعسكرية جديدة. فقد تم بالفعل نشر أنظمة من نوع "إسكندر-إم" في كالينينغراد وشبه جزيرة القرم، وهي قادرة على مجاراة القواعد الأمريكية في أوروبا.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني