جيوبولتيك معركة كوسوفو... بين العثمانيين والصرب
Katehon Katehon

جيوبولتيك معركة كوسوفو... بين العثمانيين والصرب

في عام 1389، أراد الأتراك أن يحتفلوا بمرور مئة عام على تأسيس إمبراطوريتهم العثمانية، التي كانت لها سلطتها في ذلك الوقت. كانت خطتهم هي الذهاب إلى الحرب، وقهر الإمبراطورية الصربية وإلحاق الهزيمة بجيشها في كوسوفو، وإحياء الذكرى السنوية بطريقة مجيدة.

بدأ الأتراك من الأناضول واتجهوا إلى شبه جزيرة البلقان عبر كوسوفو، وبلغراد، ثم عبر درينا، ومنبع نهر سافا، ثم إلى الجنوب نحو البحر الأدرياتيكي. أرادوا أن يجعلوا سلطنتهم إمبراطورية عابرة للقارات. كان من المفترض أن تكون المعركة ضد الصرب في ميدان كوسوفو. وصل الأتراك إلى كوسوفو يوم 27 حزيران. بالنسبة للصرب، كان الإله السلافي فيد هو الصلة مع جذور الأمة القديمة. أدرج الصرب التقاليد السلافية القديمة في المسيحية الأرثوذكسية واستمرت في كونها أحد أعمدة الأمة والدولة الصربية.

كانت نية الأتراك هي كسر عبادة الإله فيد، والاحتفال بتراث ديانة الأسلاف القديمة. وبصرف النظر عن كسر عبادة التقاليد، كان هدف الأتراك هو كسر العادات الصربية. المعركة في اليوم الصربي الكبير ستجعل الهزيمة الصربية أكبر والنصر العثماني أكثر مجداً.

كان الصرب يستعدون للمعركة. وقبل ثلاثة أعوام من معركة كوسوفو، كان الصرب قد اشتروا ستة مدافع من مدينة البندقية (حسب شروط هذه الأيام سيكون الأمر كما لو كان لدى الصرب إس-300). 

وقعت المعركة، وقتل كلا من الزعيمين، الصربي والتركي. وبعد المعركة تخلى الأتراك عن خطتهم للذهاب أبعد من كوسوفو. لقد تخلوا عن خطتهم للاحتفال المجيد بمئات السنين من الإمبراطورية العثمانية. وأعلنت أوروبا انتصار الجيش الصربي وترك الأتراك كوسوفو. بقي الصرب هناك لثلاثة أشهر، وبعدها هاجم الهنغاريون صربيا من الشمال. 

لا يمكن أن يكون صحيحاً أن كل الجيش الصربي وكل النبلاء، ماتوا في معركة كوسوفو، إذا كان ذلك صحيحاً، فلم يكن من الممكن أن يكون في صربيا 5000 فارس.

بدأ تفسير معركة كوسوفو باعتبارها هزيمة صربيا تحت حكم ستيفان لازاريفيتش.

هل كانت قصة الهزيمة إحدى الروايات التي خُلقت أثناء الحكم التركي على الصرب؟ كيف كان الشعب الصربي يحافظون على ثقافتهم وتقاليدهم لمدة 500 عام تحت الحكم التركي؟

كانت الإمبراطورية العثمانية القاسية متجهة إلى أوروبا وكان على الصرب أن يتجاوزوهم. على الرغم من أن المعلومات التاريخية مختلفة تماماً عن المعركة ومن فاز فيها. فإن النقطة الأساسية هي أن كوسوفو هي الأرض المقدسة الصربية، ولا شيء يمكن أن يغيرها. مرة أخرى، عندما يتم احتلال صربيا من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وعندما يكون الطريقة الوحيدة لفصل كوسوفو عن صربيا هي حرب غير مشروعة. ظهرت كوسوفو مرة أخرى أنها أرض مقدسة صربية وأنه حتى الناتو ومجمعه العسكري القوي لا يستطيعان هزيمة صربيا. والجيش في كوسوفو، ربما تم هزيمته في البوسنة وكرواتيا، ولكن ليس في كوسوفو.

كوسوفو هي الأرض الصربية المقدسة لأن الصرب ضحوا بأفضل ما لديهم في ذلك الوقت من أجل الحفاظ على الدولة، وليس فقط بسبب حقيقة أن الأمة الصربية والكنيسة الأرثوذكسية الصربية لا ينفصلان. وأظهرت تلك السنوات الخمسمئة في ظل الأتراك مرة أخرى أن صربيا وكوسوفو لا ينفصلان.

والآن أصبح لدى الأطلسيين استراتيجية جديدة لهزيمة صربيا في كوسوفو، وهي التسلل إلى النظام التعليمي في صربيا لتقديم التاريخ بطريقة جديدة تماماً. واستخدام التعليم، كما هو الحال في الولايات المتحدة، كأداة جيوسياسية. سيتعين على الأجيال الجديدة من التلاميذ في صربيا أن يتعلموا أن الألبان كانوا يعيشون في كوسوفو ثم جاء الصرب. ربما سيتعين على رئيس المجلس النيابي الجديد المعين للتربية "معمر زكورلي" أن يوجه نيته إلى الاتجاه المشين للأطلسيين. وسيتحكم بشكل أفضل في برنامج المدارس الحكومية.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني