ترامب... تاجر أم مجنون؟
katekhon katekhon

ترامب... تاجر أم مجنون؟

يعتبر الكثيرون أن الرئيس الأمريكي شخص مجنون، ويستطيع إطلاق العنان للحرب العالمية الثالثة. ومع ذلك فإن تكتيك التهديدات يمكن دونالد ترامب من تحقيق تنازلات جدية من المنافسين، وهذا يثبت أنه رجل أعمال جيد يعمل من أجل المصالح الاقتصادية الأمريكية.

التهديدات

للوهلة الأولى يبدو أن الرئيس ترامب يقوم بكل شيء لإطلاق الحرب العالمية الثالثة. ولكن بسبب عدم قيام حرب حتى الآن، فيمكن الوصول إلى استنتاج غير قاطع بأن التهديدات وحتى التصعيد غير الملائم هي تكتيك مدروس بشكل واضح وله هدف محدد للغاية. بعد تهديده بقصف كوريا الديمقراطية، قرر الرئيس الأمريكي فجأة الاسترخاء، وعرض اللقاء مع "كيم جونغ أون"، وسمح برفع العقوبات وإقامة العلاقات الدبلوماسية. لأي سبب؟ للقضاء على احتكار الصين في كوريا الشمالية، التي تحولت خلال سنوات من العقوبات إلى مستعمرة اقتصادية للإمبراطورية الصينية.

عقوبة أوروبا

تنسحب الولايات المتحدة من صفقة نووية سمحت لأوروبا بالاستفادة من سوق الغاز الإيراني. كانت استثمارات الكثير من شركات الاتحاد الأوروبي عرضة للخسارة بسبب قرار ترامب. وإن انفتاح إيران على الأعمال الأوروبية يهدد بشكل خطير صناعة النفط الأمريكية. والولايات المتحدة ليست راغبة بإطلاق الغاز الإيراني إلى السوق الأوروبية.

ترامب يريد أن يتهرب ليس فقط بسبب إيران ولكن أيضاً بسبب العجز التجاري الضخم (147 مليار دولار، وفقاً لمكتب الإحصاء)، وهنا يستخدم هذا الملياردير طريقة أخرى، وهي إمكانية إدخال التعريفات الجمركية على استيراد الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي. ووفقاً لوسائل الإعلام الأوروبية، فإن ترامب مستعد لتقديم تنازلات إلى الاتحاد الأوروبي إذا وافق الأوروبيون على زيادة مشترياتهم من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي المكلف. 

إن الضغط على إيران هي من مصلحة إسرائيل، التي تهم الرئيس ترامب. وإن إلغاء العقوبات على إيران سوف يتحول إلى تهديد كبير على تل أبيب في المستقبل. 

قال وزير الخارجية "مايك بومبيو"، حول الاستراتيجية الإيرانية الجديدة، أن الولايات المتحدة إلى جانب حلفائها إسرائيل والسعودية على استعداد لقمع أي مظاهر للعدوان الإيراني.

وتجدر الإشارة إلى أن تصرفات ترامب تثير زيادة في أسعار النفط، مما يخلق ظروفاً لزيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة. وبعد انخفاض حاد في عام 2014، ارتفعت العلامة التجارية "برينت" إلى حد أقصى يبلغ 80 دولاراً للبرميل. وعند هذا السعر يصبح استخراج الغاز الطبيعي المسال الأمريكي مربحاً.

الضغط على الصين

الموضوع الأكثر إلحاحاً هو الصين، على عكس إيران والاتحاد الأوروبي، فإن أسلوب العصابات في ممارسة الأعمال التجارية يؤدي بالفعل إلى نتائج. المشاكل مع الصين متطابقة تقريباً. ولا يحب ترامب العجز الهائل في التجارة مع بكين – 375 مليار دولار في عام 2017. وقد فرضت الولايات المتحدة قيوداً جمركية على استيراد الفولاذ والألمنيوم الصيني.

وتمكن ترامب من خلال الحرب الجمركية من المساومة على تفضيلات الولايات المتحدة. وتوصل البلدان في 20 أيار على إجماع أنهما سيتخذان تدابير لخفض العجز التجاري. ووافقت الصين على زيادة مشتريات البضائع الأمريكية بما في ذلك المنتجات الزراعية والطاقة. وحسب "رويترز" وافقت بكين على خفض التوازن التجاري السلبي لواشنطن بمقدار 200 مليار دولار. وقال البيان إن الصين ستزيد بشكل كبير من شراء السلع والخدمات من الولايات المتحدة من أجل تحفيز النمو الاقتصادي والعمالة في الولايات المتحدة. كما وعدت الصين بتعديل قانون الملكية الفكرية الذي يحمي شركات تكنولوجيا المعلومات الأمريكية في الصين.

هل تلقت الصين أي شيء في المقابل؟ يعتقد نائب رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية "ليو هي" أن هذا القرار يلبي مصالح البلدين. ووافقت الولايات المتحدة والصين على التصدي لنمو التعريفات التجارية.

على الرغم من الموقف الإيجابي لبكين، حقق ترامب الهدف الرئيسي من الصين وهو الالتزام بخفض العجز التجاري. 

استمرار الحرب التجارية يعتمد على تطور الوضع على المحيط الأطلسي. وإن الاتحاد الأوروبي يظهر القوة ويضمن امتثال إيران للصفقة.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني