الخطر الآتي من آسيا الوسطى؟
أندريه آفاناسييف أندريه آفاناسييف

الخطر الآتي من آسيا الوسطى؟

تقول مصادر في وكالات تنفيذ القانون الروسية، مستشهدة بالبيانات من قنوات الاتصال المغلقة مع وزارة الدفاع في كل من الصين وباكستان وأفغانستان، أن هجوم مشترك واسع النطاق ضد روسيا عبر طاجاكستان وأوزباكستان أصبح في المرحلة النهائية.

وقد وردت تقارير عن ذلك في وقت سابق، وتم ذكر ذلك على وجه الخصوص في مؤتمر أمني عقد مؤخراً في طشقند. وتحدث وزير خارجية طاجاكستان "سيرودزهدين أسلوف" عن نشاط الإرهابيين في المنطقة فقد قال:

"نشاط الجماعات الإرهابية وتقدمها في المناطق الشمالية من أفغانستان، وخاصة في الأراضي المتاخمة لطاجاكستان، وزيادة مؤيدي داعش، بالإضافة إلى انخراط عدد من مواطني جمهوريات ما بعد الاتحاد السوفيتي في الجماعات والحركات الإرهابية في أفغانستان، كل هذا يثير قلقنا".

وقد تم طرح هذه المشكلة أيضاً في المؤتمر السابع المعني بالأمن الدولي، والذي عُقد مؤخراً في موسكو. ووفقاً لوكالات الاستخبارات الروسية، فإن القدرة القتالية لداعش تتراوح في الوقت الحالي بين 2500 إلى 4000 مقاتل. وهذا ما تؤكده مصادر وزارة الدفاع الصينية. ويزعم الجيش الصيني أن ما لا يقل عن 3800 مقاتل يعملون في 160 خلية إرهابية. والتركيز الأكبر في ولاية ننكرهار، حيث يقوم تنظيم داعش بإنتاج المخدرات وتهريبها، فضلاً عن إنشاء بنية تحتية لتدريب الإرهابيين وتجنيد السكان المحليين.

الخطة 

وفقاً لوكالات تنفيذ القانون الروسية والصينية، فإن المسلحين الفارين من سوريا والعراق عبر البحر يتبعون طريقاً من ميناء قاسم في مدينة كراتشي الباكستانية إلى بيشاور، ثم يتم توزيعهم على طول مقاطعة ننكرهار في شرق البلاد. ويتواجد ممثلو القيادة العليا للمتطرفين في منطقة أتشين.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه من الملاحظ أنه منذ أواخر عام 2017، تمكن قادة داعش من نقل أكثر من 500 مقاتل أجنبي من سوريا والعراق وأفغانستان، بما في ذلك أكثر من 20 امرأة. ويقول مصدر في إحدى وكالات تنفيذ القانون الروسية:

"كل الذين هم في مدينة ننكرهار، هم مواطنون من السودان وكازاخستان وجمهورية التشيك وأوزباكستان وفرنسا وهلم جراً".

ومن المقرر تنظيم حركة المتشددين إلى الشمال وفق اتجاهين. وسيخترقون في طاجاكستان كل من مقاطعات نورستان، وبدخشان، وتركمانستان، عبر مقاطعات فرح وغور وساري بول وفارياب.

المنفذ

ويشرف حاكم مقاطعة ننكرهار "غلاب منغال" شخصياً على الأنشطة العسكرية في المنطقة، والتي تخطط لتوسيع نفوذها في مناطق أخرى من البلاد على حساب المتطرفين. ويشارك بالإضافة إلى ذلك في الأنشطة المالية لداعش ويحصل على أرباح كبيرة. وتفيد الشبكة أن أي أعمال احتجاج من جانب السكان الغير راضين عن أنشطة داعش يتم قمعها بشدة من قبل سلطات المحافظات.

لدى منغال علاقة طويلة الأمد مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية. فقد قاتل ضد القوات السوفيتية خلال الحملة الأفغانية للاتحاد السوفيتي. وتم تعيينه بعد الغزو الأمريكي مباشرة في عام 2001، رئيساً للحكومة المحلية للباشتون، وهم الأشخاص الذين ينتمي إليهم. كما أن منغال محبوب من قبل الصحافة الغربية، فإن معظم منشورات وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية الرئيسية تحوي على معلومات إيجابية عنه. وقد وصفته هيئة الإذاعة البريطانية أنه أمل إقليم هلمند الذي ترأسه من قبل.

ووفقاً لوزارة الدفاع الأفغانية، فإن قيادة تنظيم داعش يخطط في المستقبل القريب لتوسيع التجمع من قبل 1200 مقاتل تحت قيادة منغال.

تجدر الإشارة إلى أن أكبر قاعدتين أمريكيتين في أفغانستان تقعان في المنطقة المجاورة مباشرة لمقاطعة ننكرهار، وهذا ليس مجرد مصادفة.

وفي الوقت نفسه يشير الخبراء إلى أن الضغط على طاجاكستان وتركمانستان ليس إلا أحد الاتجاهات للهجوم على روسيا. ويؤكد مدير مركز الخبرة الجيوسياسية "فاليري كوروفين" أن على موسكو  أن تستعد لهجوم واسع النطاق من الخصوم الجيوسياسيين على جميع الجبهات: أوكرانيا وربما أرمينيا، بالإضافة لعدد من الدول الأخرى ما بعد السوفيتية فقد قال:

احتمال التصعيد في آسيا الوسطى، لماذا يفعل الأمريكيون ذلك؟

ستحقق الولايات المتحدة وحلفاؤها من خلال زعزعة الاستقرار في آسيا الوسطى، عدة أهداف في وقت واحد. أولاً: بهذه الطريقة يمكن لواشنطن تشتيت موسكو وطهران عن سوريا. وثانياً: إذا نجحت العملية فسيتم التركيز على عدم الاستقرار على طول مسار طريق الحرير الذي يهدف لتعزيز التكامل الاقتصادي واللوجستي لأوراسيا. وأفغانستان على الحدود مع إيران من الغرب والتي تفتح جبهة جديدة ضد طهران إذا لزم الأمر. ومن الواضح أن الولايات المتحدة لم تسعى لبناء ديمقراطيتها في أفغانستان، وجعلتها نقطة انطلاق لإنشاء شبكات إرهابية تساعد الولايات المتحدة في العدوان على طهران وروسيا.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني