الانذار من انتشار موجة جديدة من الأعمال الإرهابية في العالم
لي شيشيانغ لي شيشيانغ

الانذار من انتشار موجة جديدة من الأعمال الإرهابية في العالم

فجر انتحاري نفسه خارج مركز لتسجيل الناخبين في العاصمة الأفغانية كابول يوم 22 ابريل الجاري مما أسفر عن مقتل 57 على الأقل وإصابة 119 شخص. ويعتبر أسوأ هجوم إرهابي في كابول منذ يناير هذا العام. وأعلن فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" في أفغانستان مسؤولية الهجوم، واستهدف الهجوم "خونة" الشيعية.

تنظيم " الدولة الإسلامية" يواصل نموه في أفغانستان

تواصل عناصر تنظيم " الدولة الإسلامية " التسلل الى أفغانستان لجعلها مقرا جديدا لها بعد الهزيمة التي لحقت بهم في العراق وسوريا وأماكن أخرى. وقد ساعد تماشي الموقف الاستراتيجي لأفغانستان مع استراتيجية التنمية الشاملة لتنظيم " الدولة الإسلامية " على تسلل الأخير الى إيران وأماكن أخرى من آسيا الوسطى.

وفي الوقت نفسه، ترك هيكل السلطة الفضفاض بأفغانستان فراغا امام اختراق تنظيم " الدولة الاسلامية" لأفغانستان. ولتنظيم " الدولة الاسلامية" حاليا ما لا يقل عن 3000 مقاتل في افغانستان، ينشطون في الشمال والشرق، ويواصلون التسلل لاختراق والمناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية في باكستانمن خلال استغلال كثرة القبائل وضعف سيطرة الحكومة المركزية في هذه المناطق.

الوضع الدولي لمكافحة الإرهاب يواجه تغيرات جديدة

وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، هناك العديد من المنظمات المتطرفة الموالية لـ "الدولة الإسلامية"، بما في ذلك جماعة"بوكو حرام" في افريقيا، و "أنصار بيت المقدس" بمصر، و"طالبان " بأفغانستان، وجماعة "أبو سياف" المسلحة الفلبينية، وجماعة "أنصار التوحيد" في اندونيسيا وغيرها. وتنشط هذه المنظمات المتطرفة بقوة في ظل دعم تنظيم " الدولة الإسلامية". ولدى الكثير ممن شاركوا في الهجمات الإرهابية في أوروبا والولايات المتحدة في عام 2017 الخبرة في الشرق الأوسط أو متأثرون بتفكير تنظيم " الدولة الإسلامية "المتطرف. وبالإضافة الى ذلك، تضطلع " الذئاب المنفردة" التي لم تزر سوريا والعراق بتنفيذ الهجمات الإرهابية تحت اشراف منظمات متطرفة، وهؤلاء من الصعب منعهم.

ولا يبدو أن تجنيد تنظيم " الدولة الإسلامية" قد ضعف كثيرافي افريقيا، بالرغم من الضربات القوية التي لحقت به في الشرق الاوسط. حيث لا يزال بإمكان المتطرفين تمديد صناديق الاسلحة والعناصر المسلحة الاجنبية والمواد الاجنبية، واستغلال عدم الاستقرار الاقليمي للحفاظ على مفارقة " الجهاد" المواتية.ويدعم تنظيم " الدولة الإسلامية" المنظمات الإرهابية في افريقيا تشمل منطقة سيناء العسكرية (مصر)، وتنظيم " الدولة الإسلامية" في(ليبيا)، وتنظيم جند الخلافة في (الجزائر)، وجماعة"بوكو حرام" في (نيجيريا)، وكتائب"عقبة بن نافع" في (تونس). وقال السفير الروسي لدى باكستانأليكسي يوريفيتشديدوف، أن تنظيم " الدولة الإسلامية" يبذل قصارى جهده لنشر الإرهابيين من سوريا والعراق نحو جميع انحاء العالم. لذلك، يشهد العالم انتشار موجدة جديدة من الإرهابيين من الشرق الأوسط بعد الهزيمة التي لحق بها تنظيم " الدولة الإسلامية "في المنطقة.

كما أصبح موقف الولايات المتحدة تجاه الإرهاب عاملاً مهماً مؤثرا على الوضع الدولي المستقبلي لمكافحة الإرهاب. حيث تعمل الحكومة الامريكية منذ وصول ترامب الى السلطة بشكل تدريجي على تحويل تركيزها من مكافحة الارهاب الى المنافسة بين الدول الكبرى، منها روسيا في اوروبا والشرق الاوسط، والصين في آسيا والمحيط الهادئ.على سبيل المثال،تخفى الولايات المتحدة وروسيا بالمحاربة الارهاب في سوريا، كما اصبحت الحرب التجارية على الصين شرسة على نحو متزايد. وهذا سيضعف حتما الثقة المتبادلة والتعاون بين القوى العالمية الكبرى في الحرب ضد الارهاب، ويعطي الارهابيين فرصة لزيادة صعوبة مكافحة الارهاب في المجتمع الدولي.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني