الظهور المفاجئ لجيرمي كوربين في بريطانيا
سيان غاب سيان غاب

الظهور المفاجئ لجيرمي كوربين في بريطانيا

عندما أصبح "جيرمي كوربين" قائداً لحزب العمال البريطاني 2015، ابتهج حزب المحافظين البريطاني، ودخل حزبه البرلماني في استياء كبير. كانت الرؤية هي أن اختيار هذا الاشتراكي بانتقائية تسمح للمحافظين أن يتوقعوا خمس سنوات أخرى على الأقل في مناصبهم. وأنا لا أوافق، فمن المؤكد أنه جاء في المرتبة الثانية في الانتخابات العامة لعام 2017. وأنا أضمن أنه إذا كانت هناك انتخابات في الأسبوع المقبل، سيحصل كوربين على أغلبية عامة، وقد تكون أغلبية كبيرة.

وسأناقش الأسباب:أولاً، هناك طبيعة الحملة الإعلامية ضده. فمن العدل أن نقول إنه في الثمانينات، كان مرافقاً للجيش الإيرلندي، ومن العدل أيضاً أن نقول إنه لا يزال يجيب عن الأسئلة حول تعاملاته في الثمانينات مع مختلف وكالات الاستخبارات في الكتلة السوفيتية. وإن تأييده للهجرة الجماعية غير المحدودة، وصراحته السياسية، وإعجابه بهوغو تشافيز، هي أيضاً نقاط ضده. وبدل من دعوته لتصحيح كل هذا، قامت وسائل الإعلام بتشويه سمعته كمعادي للسامية.هناك الكثير مما يمكن قوله عن السيد كوربين، ولكنه ليس معادياً للسامية. ويهتم الجمهور البريطاني بالعدالة، وكل ادعاء عليه سيكون بمثابة دعم له. فإن جزء هام ومتزايد من جمهور الناخبين معادٍ للسامية، وستشجع هذه الاتهامات الجمهور للتصويت له أكثر.ثانياً: هناك اشتراكيته، فقد أبرمت مارغريت ثاتشر في عام 1979، صفقة شبه صريحة معنا. ستعمل هي وأصدقاؤها وحلفاؤها على خفض استحقاقاتنا لمجموعة من الخدمات المدعومة والمجانية. وبالمقابل ستقوم بتخفيض ضرائبنا. وتم سحب المواد المجانية والمدعومة ولكن العبء الضريبي كان أكثر. وما يعرضه كوربين هو أن يعطينا المزيد من الأشياء التي ما زلنا ندفع ثمنها.ثالثاً: هناك سياسة منذ عام 1979، فقد عملت الحكومة البريطانية في علاقاتها الخارجية كشركة مملوكة بالكامل للبنتاغون. فقد خضنا حروباً في العراق وصربيا وأفغانستان وليبيا والآن في سوريا. وقد تم وضع حجج تقوم على الأكاذيب لكل هذه الحروب، وكل حرب منها ارتكبت الجرائم ضد المدنيين. وقد سئم الناس من الكذب والفظائع، ووعد السيد كوربين بإنهائها. كما أنه يريد إجراء تحقيق هادئ في التسمم المزعوم في سالزبوري، فهو يريد علاقة جيدة مع بقية العالم. لذلك فأنا أميل إلى كسر العادة في تصويت حزب العمال.فلا عجب أن استطلاعات الرأي تتجه نحو فوز حزب العمال. وقلت إنني سأصوت لحزب العمال، ربما سأفعل، وحتى إذا انسحبت في اللحظات الأخيرة فأنا على ثقة بأن الكثيرين لن ينسحبوا وسيصوتون له.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني