النص الكامل للكتاب الأبيض الصيني
مجلس الدولة الصيني مجلس الدولة الصيني

النص الكامل للكتاب الأبيض الصيني

سياسة الصين وممارستها حول ضمان حرية الاعتقاد الديني

أصدر مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني كتاباً أبيض بعنوان «سياسة الصين وممارستها حول ضمان حرية الاعتقاد الديني»، وفيما يلي النص الكامل للكتاب الأبيض:

مقدمة

الصين دولة اشتراكية يقودها الحزب الشيوعي الصيني. وظلت الصين تتمسك بالانطلاق من وضع بلادها والواقع الديني الحقيقي، وتطبق سياسة حرية الاعتقاد الديني، وتسعى لضمان حق حرية الاعتقاد الديني للمواطنين، وبناء العلاقات الدينية الإيجابية والسليمة، للحفاظ على الوئام الديني والانسجام الاجتماعي . ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، وتحت القيادة الوطيدة للجنة الحزب المركزية التي تتخذ من الرفيق شي جين بينغ نواة لها، تعمل الصين على دفع حوكمة الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، وإدراج الأعمال الدينية ضمن منظومة حوكمة الدولة، واستخدام القانون لضبط مختلف العلاقات الاجتماعية ذات الصلة بالدين، فارتفع مستوى سيادة القانون للأعمال الدينية بلا توقف. ويحترم المواطنون المتدينون وغير المتدينين بعضهم بعضا ويتعايشون سوية بوئام وانسجام، ويزجون أنفسهم بنشاط في الإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية، ويقدمون إسهاما معا في تحقيق حلم الصين للنهضة العظيمة للأمة الصينية.

أولاً، السياسة الأساسية حول ضمان حرية الاعتقاد الديني

تطبق الصين سياسة حرية الاعتقاد الديني، وتدير الشؤون الدينية وفقا للقانون، وتتمسك بمبدأ الاستقلال والمبادرة في إدارة الشؤون الدينية، وترشد الديانة لتتناسب مع المجتمع الاشتراكي بنشاط، وتتضامن إلى أقصى حد مع الجم الغفير من المواطنين المتدينين وغير المتدينين.

تطبيق سياسة حرية الاعتقاد الديني. احترام وحماية حرية الاعتقاد الديني سياسة أساسية للحزب الشيوعي الصيني وحكومة الصين إزاء الدين. يتمتع كل مواطن بحرية الاعتقاد بدين، كما يتمتع بحرية عدم الاعتقاد؛ ويتمتع بحرية الاعتقاد بدين ما، ويتمتع بحرية الاعتقاد بمذهب ما من نفس الدين؛ ويتمتع بحرية عدم الاعتقاد بدين سابقا ومن ثم الاعتقاد به، كما يتمتع بحرية الاعتقاد بدين سابقا ومن ثم عدم الاعتقاد به. ويتمتع المواطنون المتدينون وغير المتدينين بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها على قدم المساواة، ولا يسبب اختلاف العقائد عدم المساواة في حقوقهم. تحترم الدولة حرية المواطنين في الاعتقاد الديني، وتحمي النشاطات الدينية الطبيعية؛ ويمارس المواطنون حقهم في حرية الاعتقاد الديني، لكن لا يمكنهم أن يعوقوا الحقوق المشروعة للمواطنين الآخرين، ويجبروا غيرهم على الاعتقاد بدين، ويعاملوا المواطنين غير المتدينين أو المواطنين المعتقدين بالأديان الأخرى بصورة غير عادلة، ويستغلوا الدين لعرقلة وإساءة الحقوق والمصالح المشروعة للمواطنين. وينبغي لممارسة حق حرية الاعتقاد الديني أن تحترم النظام العام والعادات الطيبة، وتحترم التقاليد الثقافية والمبادئ الأخلاقية الاجتماعية .

إدارة الشؤون الدينية وفقا للقانون. تعامل الدولة مختلف الأديان على قدم المساواة، ولا تطور دينا معينا أو تحظره، بالقوة الإدارية، ولا يجوز لأي دين أن يتجاوز الأديان الأخرى ليتمتع بمكانة استثنائية في القانون. وتقوم الدولة بإدارة الشؤون الدينية المتعلقة بالمصالح الوطنية والمصالح الاجتماعية العامة وفقا للقانون، لكن لا تتدخل في الشؤون الداخلية الدينية. وتسعى الدولة لحماية حق المواطنين في حرية الاعتقاد الديني وفقا للقانون، وحماية النشاطات الدينية الطبيعية والحقوق والمصالح المشروعة للأوساط الدينية، وكبح النشاطات الدينية غير المشروعة، والحد من استغلال الدين لترويج أفكار متطرفة أو مباشرة أنشطة متطرفة، ومقاومة تسلل القوى من خارج الصين باستغلال الدين، وتسديد الضربات إلى الأنشطة الإجرامية والمخالفة للقانون التي تُمارس باستغلال الدين. وينبغي للمواطنين المتدينين أن يلتزموا بالدستور والقوانين والأنظمة واللوائح. وتجري النشاطات الدينية في حدود قوانين الدولة، ولا يجوز لها أن تتدخل في تنفيذ وظائف الدولة الإدارية والقضائية والتعليمية وغيرها. ولا يمكن استعادة الامتيازات الإقطاعية والدينية التي تم إلغاؤها، ولا يمكن استغلال الدين لممارسة النشاطات التي تضر بالاستقرار الاجتماعي والوحدة القومية والأمن الوطني.

التمسك بمبدأ الاستقلال والمبادرة في إدارة الشؤون الدينية. لا تخضع المنظمات الدينية والشؤون الدينية لسيطرة قوى خارج الصين، وهذا مبدأ ينص عليه دستور الصين. وتؤيد حكومة الصين، وفقا للدستور والقوانين، تمسك مختلف الأديان بمبدأ الاستقلال والمبادرة في إدارة شؤونها، وعلى مختلف الجمعيات الدينية ورجال الدين والمواطنين المتدينين أن يديروا الشؤون الدينية بالاستقلال والمبادرة. ويعد مبدأ الاستقلال والمبادرة في إدارة الشؤون الدينية خيارا تاريخيا تبناه المواطنون المتدينون في خضم نضال الشعب الصيني من أجل الاستقلال الوطني والتقدم الاجتماعي، نظرا لتاريخ ظالم سُمّي بـ"الدين الأجنبي" جراء فترة طويلة من سيطرة الاستعمار والإمبريالية على الكاثوليكية والبروتستانتية واستغلالهما لهما. إذ أن هذا المبدأ كان يتفق مع التيار التاريخي لسعي الشعب الصيني وراء الاستقلال الوطني والتحرر الشعبي، ويستجيب لمتطلبات العصر لتحقيق حلم الصين للنهضة العظيمة للأمة الصينية، مما جعل الديانة بالصين تكتسي بملامح جديدة، وتنال فهما واحتراما وتأييدا من الشخصيات الدينية الدولية الصديقة على نطاق واسع. ولا يعني التمسك بمبدأ الاستقلال والمبادرة في إدارة الشؤون الدينية، قطع العلاقات الطبيعية بين الجمعيات الدينية الصينية ونظيرتها في خارج البلاد. وتؤيد حكومة الصين مختلف الأديان وتشجعها على ممارسة أنشطة التبادل والتواصل مع نظيرتها في خارج البلاد، وبناء العلاقات الودية مع الأوساط الدينية فيما وراء البحار وتطويرها وتوطيدها على أساس الاستقلال والمساواة والصداقة والاحترام المتبادل، بغية تعزيز الثقة وتبديد الشكوك، وإظهار الصورة الحسنة. وبالنسبة لمختلف النشاطات المخالفة للدستور والقوانين والأنظمة واللوائح والسياسات المنفذة في الصين، والتي يمارسها أفراد ومنظمات في خارج البلاد مستغلين الدين، بهدف السيطرة على الجمعيات الدينية الصينية والتدخل في الشؤون الدينية الصينية، وحتى محاولة تخريب السلطة الصينية والنظام الاشتراكي، فإن حكومة الصين تعارضها بحزم وتعاقبها وفقا للقانون.

إرشاد الديانة بنشاط لتتكيف مع المجتمع الاشتراكي. يقصد بإرشاد الديانة بنشاط لتتكيف مع المجتمع الاشتراكي، إرشاد المواطنين المتدينين إلى حب الوطن والشعب، والحفاظ على وحدة الوطن الأم والوحدة الكبرى للأمة الصينية، والخضوع للمصلحة العليا للدولة والمصلحة العامة للأمة الصينية وخدمتهما؛ وإرشاد الأوساط الدينية لدعم قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ودعم النظام الاشتراكي، والتمسك بسلوك طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتمسك باتجاه تصيين الديانة، والممارسة الإيجابية لمفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، وتعظيم الثقافة التقليدية الصينية الممتازة، والعمل على دمج الشرائع والتعاليم الدينية في الثقافة التقليدية الصينية الممتازة، والالتزام بقوانين وأنظمة الدولة، والطاعة الواعية لإدارة الدولة وفقا للقانون.

ثانياً، الضمان القانوني لحق حرية الاعتقاد الديني

تكتمل وتتحسن المنظومة القانونية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية بلا توقف، ويرتفع مستوى سيادة القانون لضمان حق حرية الاعتقاد الديني بلا انقطاع ، وتصبح إدارة الحكومة للشؤون الدينية أكثر معيارية، وتضحى حماية الحقوق والمصالح المشروعة للجم الغفير من المواطنين المتدينين، أقوى وأكثر شمولا.

حق حرية الاعتقاد الديني مضمون بدستور الصين. تنص المادة السادسة والثلاثون ل((دستور جمهورية الصين الشعبية)) على: "أن مواطني جمهورية الصين الشعبية يتمتعون بحرية الاعتقاد الديني." وتنص في الوقت نفسه على: "أن الدولة تحمي النشاطات الدينية الطبيعية." "ولا يحق لأي من أجهزة الدولة أو المنظمات الاجتماعية أو الأفراد، إرغام أي مواطن على الاعتقاد بأي دين أو عدم الاعتقاد به، ولا يجوز التعصب ضد أي مواطن يعتقد بأي دين أو لا يعتقد به." "ولا يجوز لأي شخص استغلال الدين لمباشرة نشاطات تخل بالنظام الاجتماعي وتضر بصحة المواطنين البدنية وتعوق النظام التعليمي للدولة." "ولا تخضع الجمعيات الدينية والشؤون الدينية لأي سيطرة قوى أجنبية." لقد قدمت هذه النصوص أساسا دستوريا للدولة لضمان حق حرية الاعتقاد الديني وإدارة الشؤون الدينية وفقا للقانون وبناء العلاقات الدينية الإيجابية والسليمة.

ضمان حق حرية الاعتقاد الديني يتجسد في القوانين الأساسية. توجد نصوص خاصة بحماية حرية الاعتقاد الديني للمواطنين، في ((القانون الجنائي لجمهورية الصين الشعبية)) و((قانون الأمن الوطني لجمهورية الصين الشعبية)) و((قانون مكافحة الإرهاب لجمهورية الصين الشعبية)) وغيرها. ويطبق مبدأ الحماية بشكل متساوٍ، كل من ((قانون انتخاب المجلس الوطني لنواب الشعب والمجالس المحلية لنواب الشعب على مختلف المستويات لجمهورية الصين الشعبية))و((القانون التنظيمي للمحاكم الشعبية لجمهورية الصين الشعبية)) و((القانون التنظيمي للنيابات العامة الشعبية لجمهورية الصين الشعبية)) و((القانون التنظيمي للجان الأحياء الحضرية لجمهورية الصين الشعبية)) و((القانون التنظيمي للجان القرى لجمهورية الصين الشعبية)) و((قانون الدعاوى الجزائية لجمهورية الصين الشعبية))و((قانون التربية والتعليم لجمهورية الصين الشعبية)) و((قانون العمل لجمهورية الصين الشعبية)) و((قانون تعزيز التوظيف لجمهورية الصين الشعبية)) و((قانون نقابات العمال لجمهورية الصين الشعبية)) وغيرها، وتنص تلك القوانين أيضا على أنه لا فرق بين حق المواطنين في التصويت والترشيح للانتخابات في مجالس نواب الشعب على مختلف المستويات والمنظمات الجماهيرية الذاتية الحكم على المستوى القاعدي، وما ينطبق على القانون من حق المساواة وحق تلقي التعليم وحق المساواة في التوظيف وحق اختيار الوظائف بحرية وحق تنظيم نقابات العمال والاشتراك فيها وفقا للقانون وغيرها، بسبب اختلاف العقائد الدينية، ولا يجوز التعصب ضد أي مواطن في التمتع بهذه الحقوق بسبب الاعتقاد الديني. وينص ((قانون الحكم الذاتي الإقليمي القومي لجمهورية الصين الشعبية)) على أنه يجب على أجهزة الحكم الذاتي لمناطق الحكم الذاتي القومي أن تضمن حرية الاعتقاد الديني للمواطنين من مختلف القوميات. وينص ((قانون حماية القاصرين لجمهورية الصين الشعبية)) على أن القاصرين يتمتعون بالحق في البقاء وحق التنمية وحق التمتع بالحماية وحق المشاركة وحق تلقي التعليم وغيرها، وفقا للقانون على قدم المساواة، مهما كان اعتقادهم الديني. وينص((قانون الإعلانات لجمهورية الصين الشعبية)) على أنه لا يجوز للإعلانات أن تحتوي على مضامين التفرقة الدينية. وينص ((القانون الجنائي لجمهورية الصين الشعبية)) على أنه يجب تحديد المسؤولية الجنائية لموظفي أجهزة الدولة الذين جردوا مواطنين من حق حرية الاعتقاد الديني بصورة غير مشروعة، وتسببوا بعاقبة وخيمة. وتنص ((المبادئ العامة للقانون المدني لجمهورية الصين الشعبية)) على أنه يمكن لمواقع النشاطات الدينية التي تم تأسيسها وفقا للقانون ولديها شروط الشخصية الاعتبارية أن تتقدم بطلب تسجيل الشخصية الاعتبارية وتحصل على مؤهلات الشخصية الاعتبارية في التبرعات.

القوانين والأنظمة الإدارية الخاصة بالشؤون الدينية تشهد المزيد من الاكتمال والتحسن. إن ((لوائح الشؤون الدينية)) التي تم تعديلها وإصدارها في سبتمبر 2017، عززت الضمان لحرية الاعتقاد الديني للمواطنين والحقوق والمصالح المشروعة للأوساط الدينية، وحددت معيارية أعمال الإدارة الحكومية للشؤون الدينية وفقا للقانون، وزادت المضامين الخاصة بالحفاظ على الأمن الوطني والانسجام الاجتماعي. وقد نصت اللوائح على حقوق وواجبات الجمعيات الدينية ومواقع النشاطات الدينية والمواطنين المتدينين، في إنشاء مواقع النشاطات الدينية وإقامة النشاطات الدينية وتأسيس المعاهد والمدارس الدينية وطلب مؤهلات الشخصية الاعتبارية ونشر وتوزيع الكتب والمجلات الدينية وقبول التبرعات الدينية وإدارة الممتلكات الدينية وممارسة نشاطات الخدمات العامة والأعمال الخيرية والتبادلات الخارجية وغيرها. وقد أوضحت اللوائح كبح جعل الدين يصبح عملا تجاريا، وأضافت المحتويات الخاصة بخدمة المعلومات الدينية على شبكة الإنترنت، كما نصت في الوقت نفسه على أنه ينبغي للحكومات الشعبية المحلية على مختلف المستويات أن تقدم خدمات عامة للجمعيات الدينية والمعاهد والمدارس الدينية ومواقع النشاطات الدينية؛ ويتعين على الحكومات الشعبية المحلية على مختلف المستويات أن تقوم بإدراج بناء مواقع النشاطات الدينية ضمن الخطة العامة لاستخدام الأرض والتخطيط الحضري والريفي؛ ولا يجوز لأي منظمة أو فرد أن يحدث تناقضات ونزاعات بين المواطنين المتدينين وغير المتدينين؛ ولا يجوز للمنشورات وشبكة الإنترنت أن تصدر الآراء والأحاديث التي تميز بين المواطنين المتدينين وغير المتدينين.

نشاطات الأجانب الدينية في داخل حدود الصين تحظى بالحماية القانونية. تؤكد ((اللوائح حول تنظيم نشاطات الأجانب الدينية في داخل حدود جمهورية الصين الشعبية)) على أن حكومة الصين تحترم حرية الاعتقاد الديني للأجانب في داخل حدود الصين، وتحمي التبادلات الودية ونشاطات التبادل الثقافي والأكاديمي بين الأجانب والأوساط الدينية الصينية في المجال الديني. ويمكن للأجانب في داخل حدود الصين أن يشاركوا في النشاطات الدينية في المعابد البوذية والطاوية والمساجد والكنائس وغيرها من مواقع النشاطات الدينية، ويمكنهم أن يشرحوا الكتب الدينية ويلقوا الخطبة الدينية في مواقع النشاطات الدينية، تلبية لدعوة من الجمعيات الدينية على مستوى المقاطعة والمنطقة الذاتية الحكم والبلدية المركزية وما فوق، ويقيموا النشاطات الدينية الخاصة للأجانب في المواقع المعتمدة من قبل أجهزة الشؤون الدينية للحكومات الشعبية على مستوى المحافظة وما فوق، ويمكنهم أن يدعوا رجال الدين الصينيين لإقامة نشاطات مثل التعميد وحفلات الزفاف، ومراسم الجنازة، والطقوس الطاوية والاحتفالات الدينية الأخرى لهم، ويمكنهم أن يحملوا المطبوعات الدينية والمنتجات السمعية والبصرية الدينية واللوازم الدينية الأخرى التي تتطابق مع الأحكام المعنية عندما دخلوا الصين. وفي الوقت نفسه، تنص اللوائح على أنه ينبغي للأجانب أن يلتزموا بالقوانين والأنظمة الصينية عند ممارسة النشاطات الدينية في داخل حدود الصين. ولا يجوز للأجانب والمنظمات الأجنبية أن يؤسسوا المنظمات الدينية وينشئوا الأجهزة الإدارية للشؤون الدينية ومواقع النشاطات الدينية والمعاهد والمدارس الدينية ويقبلوا الطلاب الوافدين بدون تفويض في داخل حدود الصين، ولا يجوز لهم أن يضموا المعتنقين ويعينوا رجال الدين بين المواطنين الصينيين أو يمارسوا نشاطات تبشير أخرى. وينص ))قانون إدارة نشاطات المنظمات غير الحكومية الخارجية داخل حدود جمهورية الصين الشعبية(( على أنه لا يجوز للمنظمات غير الحكومية الخارجية أن تمارس النشاطات الدينية أو تُمولها بصورة غير مشروعة.

مكافحة القوى الدينية المتطرفة ونشاطات العنف والإرهاب وفقا للقانون. ينص ((قانون مكافحة الإرهاب لجمهورية الصين الشعبية))على أن الدولة تعارض أي شكل من أشكال التطرف بما فيها التحريض على الحقد والتحريض على التفرقة ونشر العنف، عبر تشويه التعاليم الدينية، أو سبل أخرى، وتحظر أي سلوك تمييزي تحت مبررات إقليمية أو قومية أو دينية وغيرها. وتنص ((لوائح الشؤون الدينية))على أنه لا يجوز نشر التطرف الديني وتأييده وتمويله، ولا يجوز استغلال الدين لتخريب الوحدة القومية وتشتيت الدولة وممارسة النشاطات الإرهابية. وتتخذ الدولة الإجراءات والتدابير الرامية لكبح بث التطرف الديني وانتشاره، بينما تولي اهتماما خاصا لتفادي ربط نشاطات العنف والإرهاب والتطرف الديني بقومية معينة أو دين معين.

ثالثاً، ممارسة النشاطات الدينية بانتظام

تشمل الأديان الرئيسية في الصين البوذية والطاوية والإسلام والكاثوليكية والبروتستانتية، وغيرها، ويبلغ عدد المواطنين المتدينين ما يقرب من مائتي مليون فرد، ويبلغ عدد رجال الدين أكثر من 380 ألف فرد. ويعتنق البوذية والطاوية عدد كبير من الناس، ولكن بسبب أن المعتنقين العاديين لم يلتزموا بإجراءات الاعتناق الصارمة، لذا، فمن الصعب إحصاء العدد بدقة. ويبلغ عدد رجال الدين البوذي حوالي 222 ألف فرد، ويبلغ عدد رجال الدين الطاوي أكثر من 40 ألف فرد. ويزيد عدد أبناء الأقليات القومية العشر التي يعتنق أغلبية أبنائها الإسلام، عن 20 مليون نسمة، ويبلغ عدد رجال الدين الإسلامي أكثر من 57 ألف فرد. ويبلغ عدد معتنقي الكاثوليكية حوالي 6 ملايين فرد، ويبلغ عدد رجال الدين الكاثوليكي حوالي 8 آلاف فرد. ويتجاوز عدد معتنقي البروتستانتية 38 مليون فرد، ويبلغ عدد رجال الدين البروتستانتي نحو 57 ألف فرد. كما توجد في الصين العديد من العقائد الشعبية، التي ترتبط بالثقافات التقليدية والعادات المحلية، وتكون أعداد الجماهير المشاركة في نشاطات العقائد الدينية الشعبية، كبيرة نسبيا. ويبلغ عدد الجمعيات الدينية في الصين حوالي 5500، منها 7 على المستوى الوطني، وهي الجمعية البوذية الصينية، والجمعية الطاوية الصينية، والجمعية الإسلامية الصينية، والجمعية الكاثوليكية الوطنية الصينية، وفرقة الأساقفة الكاثوليكية الصينية، واللجنة البروتستانتية الصينية للحركة الوطنية الذاتية الثلاثية، والجمعية المسيحية الصينية.

تحسن ظروف مواقع النشاطات الدينية بشكل ملحوظ. تقوم الدولة بتسجيل المواقع التي يقيم المواطنون المتدينون النشاطات الدينية الجماعية فيها وفقا للقانون، مع إدراجها ضمن نطاق الحماية القانونية، لضمان ممارسة النشاطات الدينية حسب التحديدات المعيارية وبانتظام. في الوقت الراهن، بلغ عدد مواقع النشاطات الدينية المسجلة وفقا للقانون 144 ألفا. وبلغ عدد المعابد البوذية نحو 33.5 ألف، منها أكثر من 28 ألف معبد للبوذية الصينية، وأكثر من 3800 معبد للبوذية التبتية الصينية (اللامية)، وأكثر من 1700 معبد للبوذية الجنوبية (تيراخانا). وبلغ عدد المعابد الطاوية أكثر من 9000. وبلغ عدد المساجد الإسلامية أكثر من 35 ألفا. وبلغ عدد الأبرشيات الكاثوليكية 98، وبلغ عدد الكنائس وقاعات النشاطات أكثر من 6000. وبلغ عدد الكنائس البروتستانتية ومواقع التجمع حوالي 60 ألفا. ويُطبق نظام الضرائب الموحد في البلاد على الجمعيات الدينية ومواقع النشاطات الدينية، التي تدفع الضرائب المستحقة وتتمتع بالأفضلية الضريبية وفقا للأحكام المعنية للدولة؛ وتمتد الخدمات العامة للمياه والكهرباء والغاز والتدفئة والطرق والاتصالات والإذاعة والتلفزيون والصحة والطب وغيرها إلى مواقع النشاطات الدينية وتغطيها.

نشر الكتب المقدسة الكلاسيكية والوثائق الدينية وفقا للقانون. يتم طبع ونشر وتداول الكتب الدينية المقدسة الكلاسيكية والمطبوعات والمنتجات السمعية والبصرية والكتب الإلكترونية التي تسجل وتشرح وتفسر التعاليم والشرائع الدينية بلغات وطبعات عديدة، الأمر الذي يسد الاحتياجات المتنوعة للمواطنين المتدينين من مختلف القوميات. لقد تم تنظيم ونشر ((التريبيتاكا)) و((سلسلة الكتب الطاوية الصينية)) و((مجموعة مؤلفات لاو تسي)) وغيرها من الكتب والوثائق الدينية القديمة الضخمة. وتحظى المطبوعات التقليدية للكتب الدينية المقدسة في المعابد التبتية، بالحفظ والتطوير، وتوجد حاليا 60 مطبعة تقليدية للكتب الدينية المقدسة بما فيها مطبعة قصر بوتالا، تطبع 63 ألف نوع من الكتب الدينية المقدسة كل سنة.

وقد تمت ترجمة كتب إسلامية مقدسة بما فيها ((القرآن الكريم)) إلى اللغات الصينية والويغورية والقازاقية والقرغيزية مع نشرها، وتم تحرير وتوزيع سلسلة من الكتب والمجلات بما فيها ((المجموعة الجديدة لخطب الوعظ)) والبالغ إجمالي عددها أكثر من 1.76 مليون نسخة. وطبعت الصين ما يزيد عن 160 مليون نسخة من ((الكتاب المقدس)) بأكثر من مائة لغة، لأكثر من مائة دولة وإقليم، وطبعت حوالي 80 مليون نسخة، للكنائس الصينية باللغة الصينية و11 لغة للأقليات القومية إلى جانب طريقة برايل. كما أنشأت كثير من الجمعيات الدينية ومواقع النشاطات، مواقعها الإلكترونية على شبكة الإنترنت، وفتحت الجمعية الإسلامية الصينية موقعها الإلكتروني باللغتين الصينية والويغورية.

منظومة التعليم الديني تصبح أكثر اكتمالا وتحسنا. حتى سبتمبر 2017، بلغ عدد المعاهد والمدارس الدينية التي تم تأسيسها بموافقة مصلحة الدولة للشؤون الدينية 91، منها 41 للبوذية و10 للطاوية و10 للإسلام و9 للكاثوليكية و21 للبروتستانتية. وتوجد 6 معاهد ومدارس على المستوى الوطني، هي الأكاديمية البوذية الصينية والمعهد الصيني الرفيع المستوى للبوذية التبتية والمعهد الصيني للطاوية والمعهد الإسلامي الصيني والمعهد الكاثوليكي الصيني والمعهد اللاهوتي الاتحادي في نانجينغ. وبلغ عدد الطلاب الدارسين في المعاهد والمدارس الدينية أكثر من 10 آلاف فرد، وبلغ مجمل عدد الطلاب الذين تخرجوا فيها أكثر من 47 ألف فرد.

الضمان الاجتماعي لرجال الدين يصبح أقوى. نشرت الدوائر المعنية بشكل مشترك ((الآراء حول حل قضية الضمان الاجتماعي لرجال الدين على نحو سليم)) في عام 2010، ونشرت بشكل مشترك ((الإشعار حول حل قضية الضمان الاجتماعي لرجال الدين بشكل متزايد)) في عام 2011، مما أدرج رجال الدين ضمن منظومة الضمان الاجتماعي. وحتى نهاية عام 2013، بلغ معدل مشاركة رجال الدين في التأمين الطبي 96.5%، وبلغ معدل مشاركتهم في التأمين ضد الشيخوخة 89.6%، وتم إدراج جميع الذين بلغوا الشروط المطلوبة، ضمن نظام الحد الأدنى لمستوى المعيشة، مما حقق التغطية الشاملة لمنظومة الضمان الاجتماعي من حيث الأساس .

النشاطات الدينية للمواطنين المتدينين تجري بانتظام. إن جميع النشاطات الدينية الطبيعية التي يقيمها المواطنون في مواقع النشاطات الدينية أو في منازلهم بموجب العادات الدينية، ومنها على سبيل المثال الصلاة والصوم، والتعبد لبوذا، وإقامة الصلاة، وشرح الكتب الدينية، وإلقاء الخطبة الدينية، وتلاوة الأسفار الدينية، وحرق البخور، والقداس الإلهي، والمعمودية ومراسم قبول طالبي الرهبنة، ومراسم مسح المريض بالمسحة للكاثوليك، ومراسم التأبين، وقضاء أيام الأعياد الدينية، تحظى بالحماية القانونية، ولا يحق لأي منظمة أو فرد أن يتدخل فيها. وتمارس النشاطات الدينية التقليدية للبوذية التبتية بما فيها دراسة الكتب الدينية ومناقشتها ومراسم الترهب والتمكين والتنسك، ونشاطات دراسة الكتب الدينية وفحص نتيجة دراستها عبر الاختبار وترقية الدرجة العلمية في المعابد بشكل طبيعي، وتقام مختلف النشاطات الدينية وفقا للعادات السابقة كلما حل عيد ديني مهم. وتحظى عادات المسلمين في الطعام والشراب والملابس والزينات والأعياد والزواج، ومراسم الجنازة، وغيرها، بالاحترام التام. وتقوم الجمعية الإسلامية الصينية بتنظيم المسلمين للسفر إلى السعودية للحج. ومنذ عام 2007، يتجاوز عدد الحجاج 10 آلاف فرد كل سنة.

تصحيح السلوك المشوش للنظام الطبيعي في المجال الديني. منذ عام 2012، تقوم الدوائر المعنية بمتابعة مشتركة وفقا لـ((الآراء حول معالجة القضايا المتعلقة بإدارة المعابد البوذية والطاوية))، بغية معالجة ظواهر مشوهة تتمثل في "مقاولة" مواقع النشاطات الدينية و"تسجيلها في البورصة". وفي عام 2017، وضع 12 جهازا منها مصلحة الدولة للشؤون الدينية، ((الآراء حول المعالجة المتزايدة لمسألة المتاجرة بالبوذية والطاوية))، وأصدرتها للحيلولة دون دخول رأس المال التجاري إلى مواقع النشاطات الدينية، وتفادي اللجوء إلى الديانة للكسب غير المشروع والأفعال الأخرى التي تخل بالنظام الطبيعي للنشاطات الدينية. كما تزيد الأجهزة المعنية جهودها المبذولة في العمل على تعزيز الإدارة للشؤون الدينية على شبكة الإنترنت، ومعالجة المعلومات المخالفة للقانون ذات الصلة بالدين، وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للأوساط الدينية.

رابعاً، التوظيف الفعال لدور الأوساط الدينية

تشجع الصين مختلف الأديان على مواكبة العصر، والتكيف مع المجتمع الاشتراكي، وتقديم المساهمات للتنمية الاقتصادية والانسجام الاجتماعي والازدهار الثقافي والوحدة القومية ووحدة الوطن الأم.

بذل جهد كبير في تقديم شروح للشرائع والتعاليم الدينية تتفق مع وضع البلاد ومتطلبات العصر. ظلت مختلف الأديان في الصين تتحلى بخصائص الاندماج مع الثقافة التقليدية الصينية الممتازة والتكيف مع المتطلبات الواقعية للتنمية الاجتماعية، أثناء عملية تطورها. وتتمسك الأوساط الدينية الصينية باتجاه تصيين الديانة، وتطبق مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، وتُعظم التقاليد المجيدة للأمة الصينية، وتعمل بإيجابية على استكشاف الأفكار الدينية التي تتفق مع واقع الصين. وفي الوقت الذي تحافظ فيه على المعتقدات الأساسية والشرائع الجوهرية والطقوس والأنظمة، تمارس الأوساط البوذية والطاوية، نشاطات تبادل حول شرح الكتب الدينية، وتقوم الأوساط الإسلامية بأعمال "تفسير النصوص الدينية"، وتبذل الأوساط الكاثوليكية جهدا في دفع التعليم الديني الديمقراطي، وتعمل الأوساط البروتستانتية على بناء الأفكار اللاهوتية، سعيا لتقديم شروح للشرائع والتعاليم الدينية، تتفق مع واقع البلاد ومتطلبات العصر. وتربط الأوساط البوذية حب الوطن بحب الدين، وتولي اهتماما متزايدا لمسألة الحياة الدنيا، وتحرص حرصا بالغا على نشر التعاليم البوذية وإسعاد كل المخلوقات وتقديم الخدمات العامة والأعمال الخيرية والتبادلات الثقافية. وتركز الأوساط الطاوية جهودها في تحديث وتطوير المبادئ والتعاليم الدينية المتمثلة في احترام الطاوية وتعظيم الفضيلة، واتخاذ الطبيعة كقانون الطاوية، والسعي وراء الهدوء بدلا من الشهرة والمصلحة، والعودة إلى الطبيعة والذات وغيرها، وتبذل الجهود في متابعة الثقافة التقليدية الصينية الممتازة وتعظيمها. وتهتم الأوساط الإسلامية بشرح ما تحتوي عليه الشرائع الدينية من حب الوطن والسلام والتضامن والتسامح والوسطية وغير ذلك من الأفكار الأخرى، مما يلعب دورا إيجابيا في تبني الاعتقاد الصحيح، والتمييز بين الصواب والخطأ ومقاومة الانفصالية ومكافحة التطرف الديني. وتعمل الأوساط الكاثوليكية بنشاط على دفع توطين الكنائس، وتطبيق "إدارة الشؤون الدينية بطريقة ديمقراطية" في إدارة شؤون الكنائس وصنع قرارات للقضايا الهامة. وتمتص الأوساط البروتستانتية الغذاء من الثقافة الصينية الممتازة، لتعزيز الاحترام المتبادل والتعايش المنسجم بين البروتستانتيين ومعتنقي الأديان الأخرى، ودفع اندماج البروتستانتية بالمجتمع الصيني المعاصر على نحو أفضل.

ممارسة نشاطات الخدمات العامة والأعمال الخيرية بنشاط. منذ عام 2012، تقيم الأوساط الدينية فعاليات "الأسبوع الخيري الديني" كل سنة، بموجب ((الآراء حول تشجيع ومعايرة ممارسة الأوساط الدينية لنشاطات الخدمات العامة والأعمال الخيرية))، وقد تجاوزت القيمة الإجمالية للمبالغ المتبرع بها، مليار يوان. لقد أقامت نشاطات الصلاة بمختلف الأشكال من أجل المتضررين في المناطق المنكوبة بزلزال ونتشوان والحوادث والكوارث الجسيمة؛ وركزت الجهود في مساعدة محافظة ساندو الذاتية الحكم لقومية شوي بمقاطعة قويتشو في التخلص من الفقر؛ وقدمت مساعدة مالية للطلاب عبر سبل ووسائل متنوعة؛ وساعدت الأجهزة الطبية المحترفة في تسهيل خدمة التشخيص والعلاج الخيري للمرضى، وقدمت معونات مالية للجماهير التي تواجه صعوبات في تلقي العلاج الطبي؛ وأقامت أشكالا شتى من النشاطات الرامية لرعاية العجزة ومساعدة المعوقين، وأنشأت مؤسسات خاصة لرعاية المسنين ومحطات استعادة صحة المعوقين، وحسب الإحصاءات الأولية، فقد أنشأت الأوساط الدينية أكثر من 400 مؤسسة لرعاية المسنين ذات 29 ألف سرير؛ كما تدعو الأوساط البوذية والطاوية إلى مفهوم حماية البيئة الخضراء، وأطلقت نشاطات "تقديم البخور بشكل متحضر" و"إعادة الحرية للحيوانات الأسيرة بشكل منطقي"، وشيدت المعابد البوذية والطاوية الإيكولوجية.

مقاومة التطرف بوعي. في ظل مواجهة تحديات الأفكار الدينية المتطرفة للخط الأساسي الأخير المشترك للحضارة الإنسانية، ترسم الأوساط الدينية خطا فاصلا واضحا للتطرف، وتعارض بحزم نشاطات العنف والإرهاب والانفصال القومي التي تُمارس باسم الدين، وتدعو بقوة إلى الاعتقاد والسلوك السليمين. وفي يناير 2013، عقد كبار الرهبان والعلماء والخبراء من المذاهب البوذية الرئيسية الثلاثة - البوذية الصينية والبوذية التبتية والبوذية الجنوبية (تيراخانا) اجتماعا يناشد كل الشخصيات العاملة في الأوساط البوذية للعمل بنشاط، وشرح وجهات النظر البوذية الصحيحة إزاء الحياة للجم الغفير من المعتنقين، ومعارضة التصرفات المتطرفة التي تخالف التعاليم والوصايا البوذية، وتنفذ الاحتراق الذاتي أو تحرض الآخرين على تنفيذه. وفي مايو 2014، أصدرت الجمعية الإسلامية الصينية مبادرة ((التمسك بالوسطية والابتعاد عن التطرف))، وأطلقت الشخصيات المشهورة للأوساط الإسلامية في عموم البلاد، صوتا مشتركا، لاستنكار نشاطات العنف والإرهاب بشدة. وفي يوليو 2016، أقامت الجمعية الصينية لتبادل الثقافات الدينية، بالتعاون مع الجمعية الإسلامية الصينية، ندوة دولية في أورومتشي، حول أفكار الإسلام الوسطية المعتدلة، بهدف الدعوة للأفكار الوسطية ومكافحة التطرف معا. وفي ديسمبر 2017، طرحت الجمعيات الدينية على المستوى الوطني في الصين، مبادرات مشتركة، تدعو الأوساط الدينية إلى تعزيز قدرة التمييز، والوقاية والحد من هجمات الطوائف الشريرة، والحفاظ على الانسجام والاستقرار الاجتماعيين .

خامساً، العلاقات الدينية الإيجابية والسليمة

تعالج الصين العلاقات العديدة بين الحزب والحكومة من جانب وبين الأديان من الجانب الآخر، وبين المجتمع والدين، وبين مختلف الأديان في داخل البلاد، وبين الأديان الصينية والأديان الأجنبية، وبين المواطنين المتدينين وغير المتدينين وغيرها، على أفضل وجه، مما يشكل العلاقات الدينية الإيجابية والسليمة.

العلاقات المنسجمة والمتناغمة بين الحزب والحكومة وبين الأوساط الدينية. يتمسك الحزب الشيوعي الصيني بمعالجة العلاقات بينه وبين الأوساط الدينية وفقا لمبادئ "التضامن والتعاون سياسيا والاحترام المتبادل في العقائد"، ويوطد الجبهة المتحدة الوطنية مع الأوساط الدينية بلا توقف. حاليا، يتولى نحو 20 ألف فرد من الشخصيات الدينية مناصب أعضاء في مجالس نواب الشعب ومجالس المؤتمر الاستشاري السياسي على مختلف المستويات في الصين، ويشاركون بنشاط في إدارة ومناقشة الشؤون السياسية، ويمارسون الرقابة الديمقراطية. وبدءا من عام 1991، يقيم قادة الحزب والدولة ندوة مع مسؤولي الجمعيات الدينية على المستوى الوطني بحلول عيد الربيع كل سنة، ويستمعون لآرائهم ومقترحاتهم. وتم تحديد آليات التصادق بين الكوادر القياديين للحزب والحكومة والشخصيات الدينية على نطاق واسع في مختلف مناطق البلاد، بهدف تعميق التفاهم وتعزيز الصداقة.

الموقف المتسامح للمجتمع تجاه الدين. منذ أكثر من الألفي سنة الماضية، انتقلت البوذية والإسلام والكاثوليكية والبروتستانتية وغيرها إلى الصين بالتتابع، لكن لم تظهر نزاعات وصراعات تحت خلفية الدين، إلا في أحوال قليلة جدا، وتتخذ الدولة والمجتمع موقفا منفتحا تجاه مختلف الأديان والعقائد الشعبية المتنوعة، وتحظى حرية الاعتقاد الديني وتنوع العقائد الشعبية، باحترام وتقدير. وظلت مختلف الأديان تسعى لمتابعة وتطوير تقاليد التصيين والتوطين منذ فترات طويلة، وتتكيف مع المجتمع بإيجابية، وتطور التقاليد المجيدة المتمثلة في حب الوطن والدين، والتضامن والتقدم، وخدمة المجتمع، والانسجام والتسامح، وتحافظ بوعي على مصالح الدولة والمصالح الاجتماعية العامة والنظام العام والعادات الحميدة، وتؤدي مسؤولياتها الاجتماعية . وفي عام 2016، أقامت الأوساط الدينية لعموم البلاد فعاليات الصلاة في مختلف المناطق من أجل السلام بمناسبة إحياء الذكرى الـ71 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، وحثت على الحفاظ على الوحدة القومية والاستقرار الوطني والسلام العالمي.

إجراء تبادلات وحوارات بين مختلف الأديان بنشاط. في التاريخ، ظلت مختلف الأديان تتمازج وتتعايش وتستفيد بعضها من بعض في أراضي الصين، وتصبح جزءا عضويا من الثقافة التقليدية الصينية الممتازة. وفي العصر الحاضر، تحترم مختلف الأديان بعضها بعضا وتتعلم بعضها من البعض، وتجري حوارات وتبادلات، مما يخلق منزلة جديدة تتمثل في "لعب الأديان الخمسة دورا فعالا معا وتحقيق الانسجام سوية". وتم إنشاء آليات الاجتماع المشترك بين الجمعيات الدينية على المستوى الوطني وبعض الجمعيات الدينية المحلية، لمناقشة ومشاورة القضايا المتعلقة بالعلاقات الدينية، بما يخلق نمط الحوار الديني الصيني الخصائص، ويعزز التفاهم والصداقة.

إجراء تبادلات دولية في المجال الديني على نطاق واسع. لقد أقامت الأوساط الدينية الصينية علاقات صداقة مع الجمعيات الدينية في ما يزيد عن 80 دولة على أساس الاستقلالية والمساواة والصداقة والاحترام المتبادل، وتشارك بإيجابية في المؤتمرات الدولية المتعلقة بالحضارات والعقائد والأديان المختلفة، وتشارك في النشاطات التي يقيمها الاتحاد العالمي للكنائس والبروتستانتية والاتحاد العالمي للبوذيين ورابطة العالم الإسلامي والمؤتمر العالمي للأديان والسلام، وغيرها من الاتحادات والجمعيات الدولية على نطاق واسع، وتشارك في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتشارك في عدة حوارات ثنائية ومتعددة الأطراف حول حقوق الإنسان. وتستجيب بإيجابية لمبادرة "الحزام والطريق"، وتعمل على تعزيز تفاهم العقليات والتمازج الثقافي. وقد أقامت الأوساط البوذية أربع دورات من المنتدى العالمي للبوذية، وأقامت الأوساط الطاوية أربع دورات من المنتدى الدولي للطاوية، بحيث أصبح المنتديان منصتين رئيسيتين للتبادل الدولي للبوذية والطاوية في داخل البلاد وخارجها. وأقامت الجمعية الإسلامية الصينية فعاليات الثقافة الإسلامية في تركيا وماليزيا في عام 2012 وعام 2014 على التوالي. وأقامت الكنائس والبروتستانتية الصينية والأمريكية "الدورة الثانية لمنتدى رؤساء الكنائس والبروتستانتية الصينية والأمريكية" بشانغهاي في عام 2013، وأقامت مؤتمر التبادل حول "أعمال كهنوت الكنائس الصينية" بالولايات المتحدة في عام 2017. وفي عام 2016، أقامت الجمعية الإسلامية الصينية والجمعية المسيحية الصينية والاتحاد الوطني الصيني للكنيسةالكاثوليكية، بالتعاون مع الاتحاد البروتستانتي الألماني، حوارا عابرا للأديان، في ألمانيا، تحت عنوان "الحوار بين الأديان الصينية والألمانية - السلام والتقاسم". ومنذ الإصلاح والانفتاح في الصين، تجاوز عدد الطلاب الذين بعثتهم مختلف الجمعيات الدينية للدراسة في خارج البلاد 1000 فرد.

التعايش المتناغم بين المواطنين المتدينين وغير المتدينين. يحترم المواطنون غير المتدينين المعتقدات الدينية للمواطنين المتدينين، ولا يتعصبون ضدهم أو يقصونهم؛ بينما يحترم المواطنون المتدينون خيارات المواطنين غير المتدينين في اعتقاداتهم. وفي الأماكن التي لا تعتقد غالبية مواطنيها بدين، تحظى الحقوق المشروعة لأقلية المواطنين المتدينين، بالاحترام والحماية؛ وفي الأماكن التي تعتقد غالبية مواطنيها بدين، تحظى حقوق أقلية المواطنين غير المتدينين بالاحترام والحماية أيضا.

خاتمة

إن الدين جزء عضوي من الحضارة الإنسانية. ويعد ضمان حرية الاعتقاد الديني، ومعالجة العلاقات الدينية على أحسن وجه، وجعلها تتكيف مع العصر، وكبح التطرف الديني، موضوعا مشتركا يواجه مختلف الدول في العالم. لقد أخذت الصين التطورات والتغيرات الدينية وأحوال الأعمال الدينية الواقعية، بعين الاعتبار، واستفادت من التجارب الإيجابية، وحتى السلبية، في داخل البلاد وخارجها، وشقت طريقا ناجحا لضمان حرية الاعتقاد الديني، وتعزيز انسجام العلاقات الدينية، وتوظيف الدور الإيجابي للأوساط الدينية. ويشير التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني بوضوح إلى وجوب التنفيذ الشامل للمبادئ الأساسية للحزب حول الأعمال الدينية، والتمسك باتجاه تصيين الديانات، وإرشاد تكيف الدين مع المجتمع الاشتراكي بنشاط. وستظل الصين، كما اعتادت، تحترم وتضمن حرية الاعتقاد الديني للمواطنين، وتبذل جهدا كبيرا في بناء الدولة الاشتراكية الحديثة المزدهرة والقوية والديمقراطية والمتحضرة والمتناغمة والجميلة.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني