هل ندخل العصر الذهبي للعلاقات الصينية البريطانية؟
صحيفة «الشعب» الصينية صحيفة «الشعب» الصينية

هل ندخل العصر الذهبي للعلاقات الصينية البريطانية؟

أجرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم 31 كانون الثاني 2018 زيارة رسمية إلى الصين. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "الغارديان" يوم 30 يناير، أن تيريزا ستكون مرفوقة بزوجها فيليب ماي، وهو مايعكس رغبة تيريزا في تعميق علاقات بلادها مع الصين. كما سيرافق تيريزا وزير التجارة الدولية ليام فوكس ووفدا تجاريا ضخما يضم ممثلين لـ51 شركة ومؤسسة من مختلف أنحاء بريطانيا.

خلال زيارتها التي ستستمر لـ 3 أيام، ستزور تيريزا ماي كل من مدينة بكين، ووخان وشنغهاي. وقالت وكالة بلومبيرغ في 30 يناير الجاري، أن تيريزا قد أشارت قبل إنطلاق زيارتها إلى الصين، إلى أن هذه الزيارة ستعمق "العصر الذهبي" للعلاقات الصينية البريطانية. حيث قالت "إن تعميق علاقاتنا يعني مناقشة جميع القضايا بكامل الصراحة". في ذات الصدد، أشارت وكالة رويترز إلى وجود 3 مهام أساسية أمام زيارة تيريزا إلى الصين: أولا تعميق العلاقات بين البلدين. ثانيا، إقناع بكين بفتح السوق الصينية للشركات البريطانية. ثالثا، تبديد شكوك ومخاوف المستثمرين من تأثيرات الخروج من الإتحاد الأوروبي على الوضع في بريطانيا. وذكر تقرير رويترز نقلا عن الرئيس التنفيذي لمجلس الأعمال الصيني البريطاني ماثيو روس بأن زيارة رئيسة الوزراء البريطانية إلى الصين تعد "لحظة هامة بالنسبة لبريطانيا".

بعد خروجها من الإتحاد الأوربي، سعت بريطانيا إلى أن تقدم نفسها كدولة داعمة للتجارة العالمية. لكن في ذات الوقت، بدت تيريزا أقل تحمسا من سابقها ماكرون في دفع العلاقات البريطانية الصينية. وخاصة بعد الإيقاف المؤقت لمشروع محطة "هينكلي بوينت" النووية في عام 2016. ورغم أن تيريزا والقادة الصينيين قد أكدوا مجددا على وعود "العصر الذهبي"، لكن تبقى فرنسا وألمانيا أكثر تحمسا على تحقيق تقدم في العلاقات مع الصين.

في سياق متصل، ذكرت قناة "البي بي سي" أن حجم التجارة الصينية البريطانية قد نمى منذ عام 2010 بـ 60%، وأن الجانب البريطاني سيؤكد لنظيره الصيني بأن بريطانيا ستبقى وجهة تجارية محبذة بعد خروجها رسميا من الإتحاد الأوروبي العام القادم. في ذات الجانب، قالت صحيفة "غلوبال تايمز" أن الشركات الـ 51 المرافقة لتيريزا تنشط في مجالات الخدمات المالية، الطب والصحة وعلوم الحياة، الأغذية والمشروبات، الصناعات المتقدمة والعلوم والتكنولوجيا، والطاقة والتعليم والبنية التحتية. 59% منها تتنتمي إلى الشركات الصغرى والمتوسطة، كما تمثل سيدات الأعمال 25% من أعضاء الوفد.

وفقا لقائمة الضيوف التي حصلت عليها صحيفة "غلوبال تايمز" من السفارة البريطانية ببكين، يتضمن الوفد البريطاني الزائر رئيس مجلس إدارة بنك "أش أس بي سي" مارك تاك، والرئيس التنفيذي لمجموعة ستاندرد تشارترد بيل وينترز، ونائب الرئيس المدير العام لمجموعة بريتش بتروليوم ديف سانيال وغيرهم من رؤساء المؤسسات المعروفين. من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام بريطانية أنه من المتوقع أن يقوم الجانبان الصيني والبريطاني بإمضاء 50 إلى 100 وثيقة خلال زيارة تيريزا إلى الصين.

قبل ذلك، ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن عدم تعبير تيريزا عن دعمها لمبادرة "الحزام والطريق" قد يُلقي ببعض الظلال على زيارتها إلى الصين. لكن السفيرة البريطانية ببكين بربرا وودورد قالت في 29 يناير الجاري خلال مؤتمر صحفي بأن بريطانيا تتمسك بموقف ثابت ورسين حيال "العصر الذهبي" للعلاقات البريطانية الصينية. وأضافت بأن بريطانيا تدرك الإمكانيات الهائلة الكامنة في مبادرة الحزام والطريق، كما تمثل شريكا طبيعيا للصين في بناء مبادرة الحزام والطريق، وأكدت على أن بريطانيا ستحافظ على تعاون متين مع الصين في هذا المجال.

خلال المؤتمر الصحفي الإعتيادي لوزارة الخارجية الصينية في 30 يناير الجاري، طرح أحد الصحفيين سؤالا حول ما إذا كانت الصين تأمل في أن تواصل العلاقات الصينية البريطانية قيادة العلاقات الصينية الأوروبية، بعد أن كانت بريطانيا أول من انضم إلى بنك الإستثمار. وردا على هذا السؤال، قالت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ أن الحكومة البريطانية ورئيسة الوزراء تيريزا ماي عبروا في عدة مرّات عن دعمهم لمبادرة الحزام والطريق. وأضافت بأن بريطانيا قد أوفدت في مايو من العام الماضي وزير ماليتها فيليب هاموند لحضور منتدى التعاون الدولي للحزام والطريق.

بالنظر من مصالح البلدين، يمكن القول إن “مبادرة الحزام والطريق" تتيح للصين وبريطانيا على حد السواء تفعيل حوافزهما الخاصة في دفع التعاون الثنائي، إلى جانب تحقيق المصالح المتبادلة والفوز المشترك. كما تجمع الحكومتان الصينية والبريطنية ومكونات السوق في البلدين الرغبة في إستكشاف المزيد من آليات التعاون وفتح آفاق أوسع للتنمية في إطار مبادرة الحزام والطريق.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني