التخويف والتوتير بهدف الحشد للحرب
Strategic culture Strategic culture

التخويف والتوتير بهدف الحشد للحرب

نشر محرر موقع مؤسسة «Strategic Culture» مقالاً يوضّح فيه مخاطر استمرار الأجندة الغربية بحشد العالم من أجل الحرب، والذي قد يتحول إلى سيناريو حقيقي يكون قنبلة موقوتة تودي بهذا العالم إلى الخراب وبجنسنا إلى الفناء جراء حرب نووية.

تعريب: هاجر تمام

يقول المحرر: «شهد الأسبوع الماضي سلسلة من إطلاق صفارات الإنذار تؤكد أنّ العالم يواجه خطر حرب كارثية. إنّ هذه الإنذارات، سواء أطلقت عن طريق الخطأ أم بشكل مقصود، فهي غير ملائمة لهذا العالم وتعيدنا إلى حقبة الحرب الباردة».

بدأ الأمر بإطلاق صافرات الإنذار الشاملة في هاواي استعداداً لتلقي صاروخين باليستيين. اتضح بعدها أنّ الإنذار خاطئ، ولكنّ كامل سكان الجزيرة الموجودة في المحيط الهادئ قد كانوا عرضة للتعذيب لمدّة 38 دقيقة. ثم بعد يوم من ذلك، تكررت الحادثة ولكن هذه المرة في اليابان، حيث انطلقت صافرات إنذار نظام التصدي للصواريخ، وتبين أنّه خطأ.

في هذه الأثناء في أوروبا، تزاحمت طائرات مقاتلة بلجيكيّة وهولندية وبريطانية، وجميعها عضو في الناتو، من أجل اعتراض طائرتين روسيتين. أعلنت وزارة الدفاع الروسية بأنّ الادعاءات بأنّ طائرتيها من نوع تو-160 كانتا تتصرفان بشكل «استفزازي» ما هي إلّا ادعاءات كاذبة، وبأنّهما كانا يسيران في الأجواء الدولية كما كانا يفعلان دائماً بشكل روتيني.

وفي حادثة شبيهة حدثت قبل أقل من شهرين، أعلنت البحرية البريطانية بأنّ بارجتين حربيتين بريطانيتين قامتا «بمرافقة» سفينة حربية روسية كانت تبحر «بالقرب من المياه الإقليمية البريطانية». ومرّة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الروسية بأنّ سفينتها لم تتخطى حدودها وكانت في المياه الدولية.

ويقول المقال: «يبدو أنّ البريطانيين تحديداً يحبون المبالغة في ادعاءات [الدفاع] عن مناطقهم من تهديدات روسية غير موجودة. تكمن المفارقة الساخرة هنا بأنّ الروس كان عليهم أن يناضلوا في السنوات الماضية من أجل التماشي مع مقاتلات وسفن بحرية الناتو التي تدخل بشكل متزايد إلى مناطق البلطيق والبحر الأسود. لكنّ وسائل الإعلام الغربية لا تقول الكثير حول هذا الأمر، بينما تعجّ صفحاتها بعناوين [الاستفزازات] الروسية المزعومة».

إنّ مثل هذه الإنذارات وهذه الأخبار التمهيدية تحمل خطراً حقيقياً. يقول المحرر: «تنشأ مثل هذه المشكلة الشيطانية من عقليّة الحرب الباردة التي تحافظ عليها واشنطن وحلفائها في الناتو. تظهر العالم بناء على التقسيم الإيديولوجي [هم] و[نحن]، [الأمم الحرة] و[الأمم غير الحرّة]، [الحلفاء] و[الأعداء]. هذه النظرة العدائية للعالم ضرورية لواشنطن من أجل إبقاء طموحها بشأن عالم ذو قطب واحد تقوده هي حياً».

وهذا يبرر كذلك الحملات الإعلامية العدائية و«الروسوفوبيا» التي انتشرت في الغرب. يقول المحرر: «إنّ الروسوفوبيا الصلبة في الخطاب الرسمي الغربي تعتمد على أرضية هشّة من المزاعم عن تدخل روسيا في السياسات الغربية، وهي أمر نمطي تبعاً للعدائية الحتمية التي تتميز بها».

وينتهي المقال بالتحذير: «إنّ هذه العقلية تضع العالم على عتبة خطيرة، حيث التوتر والإنذارات تضعنا بشكل متهور أما خطر حدوث كارثة. ويجب استبدال هذه العقلية التي عفا عليها الزمن بنموذج أكثر ديمقراطية على الصعيد الدولي».

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني