مقدونيا وخطأ الإسراع إلى الناتو
أليكس غوركا أليكس غوركا

مقدونيا وخطأ الإسراع إلى الناتو

كتب أليكس غوركا مقالاً يحاول فيه إلقاء الضوء على ما ستخسره مقدونيا والناتو حال انضمامها إليه. فبالاعتماد على جميع المؤشرات وعلى حديث رئيس مقدونيا في الأول من كانون الثاني، يبدو أنّ مقدونيا تسير بخطى متئدة للانضمام إلى الناتو وإلى الاتحاد الأوربي. مع ذكر أنّ خطّة دعم ونصح مقدونيا من أجل الانضمام إلى الناتو تعود إلى 1999.

تعريب وإعداد: عروة درويش

وتتفاوض مقدونيا في الوقت الحالي مع اليونان من أجل حلّ النزاع على الاسم، حيث التقى وفدان من الدولتين في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك للتفاوض برعاية أمريكية. حيث تدعي أثينا بأنّ مقدونيا لا حقّ لها في ذلك الاسم الذي يعود بجذوره إلى اليونان، خاصّة مع وجود إقليم شمال اليونان يحمل نفس الاسم.

ويذكر المقال: «بأنّ جيش مقدونيا ذو الثمانية آلاف جندي ليس لديه أيّ شيء يقابل معايير أي أحد، فالبلاد لا تملك لا قوات بحرية ولا قوات جوية تساهم فيها بالتحالف. وسيكون على الناتو أن يحمل كامل العبء من أجل رفع معايير الجيش المقدوني ليقابل المتطلبات». وهذا يؤكد أنّ مقدونيا ليست أكثر من منطقة يريد الناتو أن يستكمل من خلالها الانتشار في البلقان ومحاصرة روسيا.

لكنّ انضمام مقدونيا للناتو سيضعفها. فهي ستسعى لمصالحها التي لا تتلاقى مع مصالح رواد الناتو وعلى رأسهم الولايات المتحدة. فمقدونيا حال انضمامها سوف توجّه ضربة لعلاقاتها بموسكو دون أدنى شك، فروسيا هي أحد أكبر شركاء مقدونيا التجاريين. وكذلك ستضع حدوداً على حركتها في السياسات الخارجية، وستجبر على الانخراط في نزاعات مسلحة بعيدة لا مصلحة فيها لها.

لكن لمقدونيا دور آخر يسعى إليه الأمريكيون. فمشروع خطّ الغاز الروسي-التركي الذي يتوسع ليصل أوروبا، سيكون أفضل مسار له هو أن يعبر من تركيا إلى اليونان إلى مقدونيا ثمّ صربيا وهنغاريا ليصل وسط أوروبا. والولايات المتحدة لا تريد لهذا الأمر أن يتم، بحيث تتمكن من تعزيز صادراتها الخاصة.

لكنّ مقدونيا، وهي الدولة التي تعاني من مشاكل إثنية، ستتعرض لمشكلة أخرى أكثر خطورة. فكما يقول الكاتب: «الناتو يستغلّ [العنصر الألباني] من أجل دفع أهدافه قدماً. سيكون من الحمق التام أن يعتقد المرء بأنّ نشاطات انفصاليي كوسوفو، والعنف الإثني في مقدونيا بين المقدونيين والألبان، والجهود التي يبذلها الألبان في منطقة وادي بريسيفو الصربيّة من أجل الاتحاد مع ألبانيا وكوسوفو، ما هي إلّا أحداث منفصلة بعضها عن بعض. ففكرة إنشاء ألبانيا الكبرى لم تمت، وألبانيا هي أحد أعضاء الناتو».

ربّما تكمل مقدونيا سعيها الحالي وتصبح العضو الثلاثين في الناتو، ولكنّ هذه العضوية لن تجعلها أكثر أمناً ولا أفضل موقعاً، بل ربّما تدقّ المسمار الأخير في نعش وحدتها حتّى.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني