لماذا الادعاء الرسمي بالتفوق على سكان أمريكا الأصليين؟
إيلانا ميرسر إيلانا ميرسر

لماذا الادعاء الرسمي بالتفوق على سكان أمريكا الأصليين؟

لا يمكن التقليل من أهمية ادعاء أحد رجال القبائل الهندية حول أراضيه القديمة. هذا هو جوهر القانون. وهذه هي النقطة التي أخذتها بعين الاعتبار من محادثة في عام 2000 مع السيد هانز هيرمان هوب.

دافع هوب عن الهنود قائلاً: إذا عبر الهنود إلى أمريكا من أجل البحث عن سبل عيشهم وطعامهم فإن الأرض التي اتخذوها كمأوى أصبحت ملكاً لهم.

ونُشر مقال بمناسبة يوم كولومبوس، وفي هذا اليوم ازداد العداء والتطاول على السكان الأصليين. وفسر ريان ماكاكين ادعاء آين راند الخادع بأن السكان الأصليين لأمريكا لم يكن لديهم مفهوم أو حقوق للملكية.

لا يُعتبر التفوق الثقافي حجة لنزع ملكية دولة أخرى. ومن يدعي أن له حق في ممتلكات شخص آخر يجب أن يثبت أنه المالك الشرعي.
وحتى لو لم يكن لدى قبائل الهنود مفهوم الملكية، فهذا لا يبرر نزع ملكية أراضيهم. لا يعني افتقار شخص أو مجموعة من الأشخاص إلى المال الكافي أو الوعي الثقافي والفكري أنه ليس لديهم مثل هذه الحقوق أو تم مصادرتها منهم. ولو لم يكن للهنود أي صلة بالأرض لما ماتوا دفاعاً عنها.

أصبح يوم كولومبوس مناسبة للمحافظين الجدد والمحافظين وأتباعهم لإظهار غضبهم ضد الهنود الأمريكيين. ويتم إطلاق نفس الملاحظات المبتذلة، كما لو أنها اقتطعت من خطاب عن التفوق الأخلاقي.
ما أعنيه، من منا لا يعرف أن السكان الأصليين بالكاد كانوا أمناء على الطبيعة؟ فلم تكن أمريكا قبل كولومبس تلك المملكة الطبيعية. فشاركت القبائل الأصلية على الأغلب في حرق الغابات لإخراج أنواع الحيوانات التي كانوا يرغبون في اصطيادها. وتشير الأدلة إلى تآكل التربة في الأجزاء الوسطى والجنوبية حيث كانت تمارس الزراعة.

لا تقدم الأدلة المختلفة على المذابح والعبودية وإساءة معاملة المرأة والتضحية بالإنسان لدى القبائل القديمة أي عذر لسوء معاملة السكان الأصليين. فهل هذا المذهب الذي يعمل به المحافظون الجدد والذين يترأسهم ترامب؟ وهذا لن يوصل العالم إلى الخير.

كانت كلمة ريد إيغل إلى جاكسون من الكلمات المؤثرة جداً في 14 نيسان 1814، بعد أن قام الرئيس بحرق المحاصيل في القرى، من خلال حملة ضد الهنود في شرق المسيسبي.
فقد قال: لقد ذهب شعبنا، لا أستطيع أن أفعل أكثر من أن أبكي على مصائب أمتي.
باختصار إن الشعوب الأصلية الأولى عاجزة سياسياً مما يجعلها هدفاً سهلاً.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني