روسيا والصين تؤسسان طريق الحرير الجديد
فاليري كاتونوف فاليري كاتونوف

روسيا والصين تؤسسان طريق الحرير الجديد

ارتفعت قيمة المبادلات التجارية بين روسيا والصين بمقدار الثلث، وقد تصل إلى 100 مليار دولار بحلول نهاية العام. وتم إعلان هذا البيان في المنتدى الدولي (روسيا والصين: تحديات وآفاق التكامل الدولي)، الذي يُعقد في موسكو.

وقال فيتالي مونكيفيتش رئيس الاتحاد الآسيوي الروسي للصناعيين ورجال الأعمال: " هناك ردود فعل صينية جيدة، وهذا يعني أنه خطوة بخطوة سنصل إلى هدفنا ".

تعزز روسيا والصين تعاونهما خطوة بخطوة. وتجاوزت قيمة المبادلات التجارية 90 مليار دولار، وارتفع هذا الرقم بمقدار الثلث مقارنة بالعام الماضي. وذُكر خلال المنتدى في موسكو أن الاستثمارات ستأتي بعد القوافل التجارية، وستكون بمعظمها مرتبطة بالمشروع الدولي "طريق الحرير".
وقال وانغ ون عميد معهد الدراسات المالية بجامعة الشعب الصينية: " تلعب روسيا أحد الأدوار الرئيسية في وضع استراتيجية لتطوير طريق الحرير، وتلعب العلاقات السياسية والاستراتيجية بين البلدين دوراً كبيراً أيضاً، فالروس قريبون منا، ونعتقد أن الخطوط الرئيسية ستتعلق بتطوير العلاقات الروسية الصينية وبناء البنية التحتية ".

يُعتبر طريق الحرير الحديث طريقاً لنقل البضائع من الصين إلى أوروبا. ويُتوقع أن يصاحب هذا المشروع بناء عدد من مرافق البنية التحتية، التي تَعد مستقبلاً بالتنمية في البلدان الواقعة على طول الطريق التجاري. وتتمثل المهمة في العقد القادم بزيادة تدفق الاستثمارات الصينية إلى روسيا بما يصل إلى 30 مليار دولار. تُعد هذه المشاريع مثيرة للاهتمام ومفيدة ومهمة للطرفين، ولكن الأهم من ذلك هو فهم الروح الروسية الغامضة، وهو ما يسعى إليه رجال الأعمال الصينيون.

تعمل سياسة الولايات المتحدة بنشاط ضد الاستثمار في الاقتصاد الروسي، والدليل على ذلك هو مجموعة العقوبات المناهضة لروسيا، والتي يعتبرها العديد من الخبراء استعداداً لتجميد الأملاك الروسية المُستثمرة في سندات الحكومة الأمريكية.
وقال ميخائيل ريميزوف رئيس معهد الاستراتيجية الوطنية: " إن تجميد الأملاك هو إجراء استثنائي من أجل تبرير تطبيق تدابير استثنائية، فمن الضروري رفع درجة المعلومات والهستيريا إلى حد كبير جداً، ونحن نرى أن هذا الحد أخذ بالارتفاع. وبناءً على ذلك فإن ما نراه هو إعداد إعلامي وسياسي لاعتماد تدابير قاسية سببت بالفعل أثراً خانقاً في المجال المالي ".

وذُكر خلال المنتدى في موسكو أنه من المهم بالنسبة لروسيا والصين أن توحد جهودها لشن حرب مالية على الولايات المتحدة.
سيشارك الصينيون أسرار المعجزة الاقتصادية لبلادهم مع الروس، إذا حافظت النخبة المالية والاقتصادية الروسية على زمام أمور الاقتصاد المحلي، مما يسمح بالحفاظ على معدل النمو مرتين أو ثلاث مرات أعلى من المتوسط العالمي لمدة 30 عاماً. ومثلما يقول المثل الصيني: إن الرغبة تمهد الطريق للشمس في يوم ممطر.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني