هل يتأهب العالم لدخول مرحلة ما بعد أمريكا؟
علي الهيل علي الهيل

هل يتأهب العالم لدخول مرحلة ما بعد أمريكا؟

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في عمل نفسها عن العالم العربي و الشرق الأوسط منذ ولاية الرئيس السابق (باراك أوباما) بانسحابه التدريجي من العراق و أفغانستان بدعوى تركيز أمريكا على منطقة جنوب شرق آسيا كما قيل وقتها. إضافة للخسائر البشرية الأمريكية و المادية التي ناهزت ال٣ تريليون دولار (ثمة من يقول أكثر من ذلك) في كل من العراق و أفغانستان- كانت خسارة أمريكا وسمعتها الأخلاقية بانحطاط جنودها قيمياًٌ في أبو غريب و العراق (الإغتصاب و القتل المتعمد بدم بارد و انتحار عدد كبير من الجنود و إصابة الكثيرين بدرجات متباينة من الجنون) عموما و في أفغانستان و في فلسطين المحتلة من خلال سكوت أمريكا عن إرهاب الدولة “الإسرائيلي” و تقريرها له “بالدفاع المشروع عن النفس.”

الهزيمة الأخلاقية بكل تراكماتها التاريخية أدت بالتحديد إلى قرار تقليل الإهتمام الأمريكي في عهد الرئيس السابق (أوباما) بالعالم العربي و الشرق الأوسط. قطعاً تسكين الصداع الأمريكي بسبب أنشطة إيران النووية كان كذلك جزءاً من سياسة الخروج The USA Exit Policy من الشرق الأوسط و إن كان في مصلحة إيران.

أمس في الأمم المتحدة تم تكريس عزلة أمريكا عن أي دور محتمل في الصراع العربي “الإسرائيلي” حيث وافق الجميع على رفض القرار الأمريكي بشأن القدس عاصمة “لإسرائيل” الذي نقضته أمريكا بالفيتو الذي جعلها محط سخرية دول العالم بما فيها الصين و روسيا و دول الإتحاد الأوروبي. إذن أمام كل ذلك و تحديات بيونغ يانغ و طهران لأمريكا يبدو أن العالم بدأ يودع الزمن الأمريكي.