برلين تطمح لـ«ولايات متحدة أوروبية»
إدوارد أفانيوف إدوارد أفانيوف

برلين تطمح لـ«ولايات متحدة أوروبية»

اقترح زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني "مارتن شولتز" في الآونة الأخيرة، فكرة إنشاء الولايات المتحدة الأوروبية.

ووُجِدت الفكرة الماسونية القديمة بإنشاء الولايات المتحدة الأوروبية، كبديل للإمبراطورية الرومانية المقدسة. فقد تم الترويج لهذه الفكرة في الماضي من قبل نابليون وفيلهلم الثاني، وحاول كلاهما أن يفرضا سيطرة بلادهما (فرنسا وألمانيا) على كامل أوروبا.

كان هناك حاجة لفكرة جديدة من قبل الديمقراطيين الاجتماعيين، الذين عانوا من هزيمة تاريخية في الانتخابات البرلمانية الألمانية في شهر أيلول. ومن الواضح أن الحزب في تراجع، ليس فقط في ألمانيا بل في أوروبا كلها. وتحول الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني من المتحدث باسم مصالح الطبقة العاملة، إلى ممثل للمحتاجين والمهاجرين. وعادوا إلى الفكرة القديمة لعدم امتلاكهم لأفكار جديدة.

لم يتمكن مارتن شولتز من تقديم حل واضح لخروج البلاد من الأزمة السياسية في المؤتمر الأخير للحزب الديمقراطي الاجتماعي. وربما لهذا السبب تذكر فكرة الولايات المتحدة الأوروبية. وطالب شولتز بضرورة تطبيق الفكرة بحلول عام 2025، ومن الضروري وضع اتفاق مناسب بهدف الحصول على الموافقة من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وسيتعين على جميع البلدان التي لا توافق، الخروج من الاتحاد الأوروبي. ويرى شولتز أنه من الممكن تخويف "القوميين اليمينيين" الذين يعززون مناصبهم في الاتحاد الأوروبي.

وأيد وزير خارجية ألمانيا "زيغمار غابرييل" فكرة شولتز، وأعلن:
" الآن أتى شخص، وهو مارتن شولتز، وقدم فكرة حول كيفية تطور أوروبا أكثر. ولكن بدأ الجميع بانتقاده ". وأكد غابرييل أيضاً أن اقتراح شولتز يهدف إلى تحويل الاتحاد الأوروبي إلى ممثل لمصالح المواطنين.

ويجدر الإشارة إلى أن شعب أوروبا يعارض هذه الفكرة.

ويرى المواطنون الألمان أنه لم يعد لهم الحق في التصويت في بلدهم. وتقرر السلطات قضايا مستقبلهم ومستقبل أبنائهم بطريقة غير مسؤولة. فعلى سبيل المثال، قاموا بإدخال الملايين من المهاجرين العدائيين إلى ألمانيا.

لا يمكن السيطرة على الاتحاد الأوروبي في شكله الحالي، فهو يتألف من مزيج من البلدان المختلفة من حيث التطور، والعقلية، والقوة الاقتصادية. بعض هذه البلدان متحرر تماماً مثل ألمانيا، وبعضها أكثر تحفظاً مثل بولندا. وبسبب هذا بدأ تراجع توحيد اليورو كعملة. فالعديد من الدول تريد تقرير مصيرها بنفسها.

إن بروكسل وبرلين على استعداد للتضحية بالكمية لإرضاء النوعية من أعضاء الاتحاد الأوروبي. ولذلك قد يكون اشتراط الحزب الديمقراطي الاجتماعي عند إنشاء الولايات المتحدة الأوروبية، هو التحذير من التمرد.

لم يتضح بعد متى سيتحرك القطار الأوروبي باتجاه الولايات المتحدة الأوروبية. وكم عدد الدول التي سترفض العضوية؟ يعتمد كل شيء في النهاية على الشعب الألماني والدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي. وستكون هناك مواجهة بصفة عامة بين الشعب والنخب التي تحتاج أعمالها إلى أكبر سوق ممكن. وهذا هو التناقض الرئيسي في العصر الحديث.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني

آخر تعديل على السبت, 16 كانون1/ديسمبر 2017 11:43