الشركات الكبرى تشكّل تهديداً على المناهضين للمنظومة
towardfreedom towardfreedom

الشركات الكبرى تشكّل تهديداً على المناهضين للمنظومة

كشف تحقيق حديث أجرته منظمة (أوكسفام Oxfam) كيف أنّ أكبر عشر شركات أغذية ومشروبات في العالم قد «أخفقت» في حماية المدافعين عن حقوق الإنسان الذين تواجدوا في مناطق سلاسل التوريد الخاصّة بها.

يوضّح تقرير منظمة أوكسفام بعنوان: «السبل إلى غذاء خاوٍ من الزحرجة = إزالة الغابات»، كيف أنّ شركات أسوشيتد بريتش فودز ودانون وكوكا كولا وجنرال ميلز وكيلوغ ومارس ومونديلز وبيبسيكو ونستله ويونيلفر، قد أعلنوا الالتزام بمقاومة الزحرجة التي تتسبب بها شركاتهم، ولكن دون وجود سياسات لحماية الناشطين المحليين وأصدقاء البيئة في شبكات توريدها من العنف والتهديدات والهجمات.

وخلص تقرير أوكسفام إلى أنّ: «هناك فجوة صارخة في سياسات جميع الشركات التي تمّ تحليلها. حيث أنّ أيّ منها لا ينصّ على حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، ولا يضع شرطاً على سياسات مورديه أن لا يهددوا أو يرهبوا أو يهاجموا المدافعين عن حقوق الإنسان والمجتمعات المحلية».

فقد أدّت الزراعة الصناعية للمركبات الغذائية مثل الصويا وزيت النخيل كمثال، إلى الزحرجة وتشريد المجتمعات المحلية في إندونيسيا والبرازيل وكولومبيا وأماكن أخرى على امتداد العالم. وقد تعرّض النشطاء الذين يقفون ضدّ هذه الصناعات من أجل الدفاع عن الغابات والأنهار والأراضي وسبل عيش المجتمعات المحلية، إلى التهديد والقتل بمعدل متزايد في السنوات الأخيرة.

وقد قُتل أربعة نشطاء بيئيين كلّ أسبوع أثناء عام 2016 من أجل الدفاع عن مجتمعاتهم وبيئاتهم من آثار الصناعات الزراعيّة والتعدين وقطع الأشجار، وذلك وفقاً للتقرير الصادر عن منظمة غلوبال ويتنس (Global Witness) لحقوق الإنسان.

واجه النشطاء الذين يقفون ضدّ تأثير (El Cerrerjón) في كولومبيا، وهو أكبر منجم مفتوح في أمريكا اللاتينية، العنف والتهديد.

وقد نظمت جاكلين روميرو نشاطات مجابهة للنقص بالمياه وللتشريد الذي سببه المنجم المملوك لشركات: (غلينكور وبيليتو والأنغلو-أميركان). وقد قالت جاكلين لغلوبال ويتنس: «إنّهم يهددونك كي يسكتوك. لم أستطع السكوت، ولم أستطع البقاء بصمت في وجه كلّ ما يحدث لشعبي. نحن نكافح من أجل أرضنا ومن أجل مياهنا ومن أجل حياتنا».

وأعلن تقرير أوكسفام بأنّ شركات الأغذية والمشروبات الأكبر في العالم لا تقوم بما يكفي من أجل وقف العنف ضدّ الناشطين في مجال البيئة في سلاسل التوريد الخاصّة بها. وأعلنت: «في العديد من البلدان التي تستثمر فيها شركات الزارعة الصناعية، تتعرض حقوق نشطاء حقوق الإنسان المجتمعيين للهجوم بسبب عملهم في الدفاع عن حقوق مجتمعاتهم: حقوقهم في الغابات والموارد الطبيعية وعلى أرضهم ومياههم وعلى سبل عيشهم وأسلوب حياتهم».

أوضحت أوكسفام: «بدءاً من القمع العنيف للاحتجاجات، مروراً بتجريم حقّ التعبير والاعتقالات التعسفية والاعتداءات، ووصولاً إلى قتل المدافعين عن حقوق الإنسان ووضع القيود على نشاطات منظمات المجتمع المدني، تحاول هذه الهجمات أن تنزع الشرعية عن صوت ومصالح المجتمعات المحلية».

يواجه المدافعون عن حقوق الإنسان، على امتداد العالم من إندونيسيا إلى هندوراس، الشركات متعددة الجنسيات والآثار المدمرة لصناعاتهم على المجتمعات المحلية والأنهار والغابات وأساليب الحياة المحلية.

قُتلت الناشطة الهندوراسيّة والرائدة في مجال العدالة الاجتماعية بيرتا كاثيرس في آذار/مارس 2016 بسبب نشاطها وقيادتها «للمجلس المدني للمنظمات الشعبية والسكان الأصليين» في هندوراس.

وقد شرحت ابنتها التي تسير على نهج والدتها عن إرث المجلس وكيف تحدّى النموذج الاقتصادي الذي يسيّر الشركات العابرة للحدود هي وحلفائها السياسيين. تقول: «إنّه يسعى إلى بناء منطق يعارض تماماً طريقة التفكير المهيمنة التي يعلموننا إياها. لقد كانت رؤية والدتي مختلفة تماماً عن الرؤية الأكاديميّة الأبويّة العنصريّة النظريّة للعالم. وهي تشمل العلاقات بين الناس الأكثر مجتمعية وجمعية، وتلك التي لديها علاقات أقوى بالمشاعات العالمية وبالطبيعة وبتحدي الرؤية الإنسانيّة المهيمنة. إنّها رؤيا تتعلق بالروحانيّة وبالعلاقات التي لدينا ككائنات حيّة: إنّها الرؤية الشاملة للحياة».

وأضافت: «يجد السكان الأصليون أنفسهم في مواجهة مع عمليات الاستخراج ومع الشركات ومع التعدين، ويعود ذلك إلى أنّها هي ساحة القتال حيث الطرق المختلفة للمعرفة والشعور والرؤية الكونية تلعب دورها. هذه هي ثروة الشعوب الأصليين، ولكنّها تمثل أيضاً تهديداً للنموذج الاقتصادي القائم على الربح والمال، والذي يتطوّر عبر القمع والإقصاء».

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء» لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني