الوصاية الأوروبية على الأتراك انتهت
إبراهيم قره غُل إبراهيم قره غُل

الوصاية الأوروبية على الأتراك انتهت

أشارت صحيفة تركية إلى أن الدول الأوروبية لن تتمكن بعد اليوم من ممارسة الضغط على تركيا أو إرغامها على فعل شيء أو حتى إدارة أزمة مع تركيا لفترة طويلة، مشدّدة على «نهاية الوصاية الأوروبية على الأتراك».

وقالت صحيفة «يني شفق»، في مقال تحليلي لرئيس تحريرها إبراهيم قره غُل، إن مسألة الاتحاد الأوروبي انتهت بالنسبة لتركيا، ففي الوقت الذي فشل فيه الاتحاد في حماية وجوده لم يعد لديه أي شيء يعطيه لتركيا.

واعتبرت الصحيفة أنه من الآن فصاعداً ستكون علاقة تركيا مع أوروبا على مستوى الدول كلا على حدة، ليجري تنسيق العلاقة مع أوروبا والصداقات والشراكات أو حتى العداوات على أساس العلاقات الثنائية.

ولهذا، فإنه في إطار هذه الحقيقة لم يعد الاتحاد الأوروبي أو الدول الأعضاء يمتلك أحلامًا للوصاية على تركيا. كان آخر تدخلاته في الشأن التركي أحداث «غيزي بارك» ودعمهم عملية 17-25 ديسمبر 2013 وهجوم 15 يوليو 2016.

وأضافت: "لن تجد أوروبا وقتًا ولا إمكانيات سوى لمواجهة نزاعاتها الداخلية؛ إذ ستصبح عاجزة عن تصدير أزماتها إلى بلادنا"، داعية إلى "التأمل في تطور الأزمة بين تركيا وألمانيا وفق هذه الأحداث.

ذلك أنّ ألمانيا ستضطر لامتصاص آثار أزمتها مع تركيا لأنها مجبرة على مواجهة المشاكل الجادّة التي تعاني منها أوروبا".

وتابع كاتب المقال: "أقترح عليكم أن تبدؤوا من الآن نقاش لا انهيار الاتحاد الأوروبي، بل انقسام أوروبا وتمزقها وحتى اندلاع حرب أهلية أوروبية. فالمنطِقة التي أطلقت شرارة حربين عالميتين ستتحول إلى مناخ سياسي يطلق حربين عالميتين".

ولفتت الصحيفة إلى عودة حقبة "الإقطاع" من جديد، مضيفة أن تركيا سوف تنمو وتتغلب على جميع المصاعب، "أما هم فَسيتراجعون وينقسِمون أكثر وأكثر. سنبدأ مرحلة نموّ وتطور، أما هم فسينحدرِون ويتخلّفون. فالتارِيخ يتغير على هذه الشاكلة".

جدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ينتقد في كل مناسبة تغاضي الدول الأوروبية عن مآسي شعوب الشرق الأوسط ومسلمي الروهِنغيا في ميانمار، ويشدّد على أن تركيا ليست بحاجة لأوروبا بل العكس.

ويقول الرئيس التركي إن دول الغرب لا تزال تكيل بمكيالين وتستخدم معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب، في إشارة إلى الدعم الأوروبي والأمريكي لمنظّمات مناهضة لتركيا ومصنفة في قوائم الإرهاب.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء» لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني