دار حضانة للكبار
عامر الحسن عامر الحسن

دار حضانة للكبار

أعرب السيناتور الجمهوري، بوب كروكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ عن خشيته من «تحول البيت الابيض إلى دار حضانة للكبار» وذلك على خلفية والتصريحات المثيرة للجدل التي يطلقها الرئيس الامريكي بين يوم وآخر، والمشاحنات، والخلافات بين أركان الادارة، وكأنه «يدير برنامجاً تلفزيونياً» كما قال كروكر نفسه، و هو الذي كان أحد مرشحي ترامب لوزارة الخارجية، ونيابة الرئيس، أثناء عملية تشكيل الإدارة.

وبرصد سريع للتصريحات الرسمية الامريكية، حول الملفات الدولية، نجد تكرار يكاد يكون يومي لتلك المفارقات المضحكة:

- «سنتخلى عن الاتفاق النووي الايراني» – «لن نتخلى عن الاتفاق النووي»

- «سندمر كوريا» - «ينبغي ألا تقوم حرب في شبه الجزيرة الكورية» 

- «قطر تدعم الارهاب» – «قطر لا تدعم الارهاب»

- «سننقل السفارة إلى القدس فوراً» – «من غير المفيد نقل السفارة الى القدس الآن»

- «حلف الاطلسي أصبح عبئاً» – «حلف الاطلسي ضرورة استراتيجية»

- «الاسد يجب أن يرحل» - «الاولوية الامريكية في سورية محاربة الارهاب – الحل سياسي»

الحديث عن التخبط، و التناقض والارتجال، في تصريحات سيّد البيت الابيض، بات حديثاً يومياً في وسائل الإعلام العالمية ومنها الأمريكية، ولكن أغلب هذه الوسائل الاعلامية تقدم لنا هذه الظاهرة على انها تعود لعدم كفاءة سيد البيت الأبيض الذي نجح في انتخابات الرئاسة الامريكية، بعد معركة قاسية، رغم كل نخب العالم ضده اثناء حملته الانتخابية..!؟

ما تتجاهله هذه المتابعات، هو أن ما يجري في أروقة البيت الأبيض، هو انعكاس لما هو أعمق من كفاءة الرئيس من عدمها، وتعكس في جانب منها تفسخ مجمل المنظومة الحاكمة، ومحدودية خياراتها في التعاطي مع الملفات الدولية العديدة، وحالة العجز التي تعاني منها الولايات المتحدة..

آخر تعديل على الأحد, 22 تشرين1/أكتوير 2017 17:21