بعض خفايا "النضال" الذي تخوضه "الرياض" في جنيف...

بعض خفايا "النضال" الذي تخوضه "الرياض" في جنيف...

بين أمس واليوم: أمس أول أيام الجولة الرابعة من جنيف3 واليوم ثانيها، تبدلت الأمور بسرعة...

مراسل قاسيون- جنيف

بالنسبة لقسم من منصة الرياض فإنّ الأمور تتغير بين دقيقة وتاليتها (والمثال الواضح هو المسرحية الهزلية التي مثلوها البارحة حول حضور أو عدم حضور الجلسة الافتتاحية والتي تألفت من فصول عديدة طول كل واحد منها لا يتعدى خمس دقائق)، ولا يعني التغير ها هنا تقدماً أو تراجعاً باتجاه ما، ولكنه يعني في كثير من الأحيان نوساناً متخامداً؛ حيث يعلو صوتهم ثم ينخفض، ليعلو لاحقاً بأقل مما كان عليه في النوبة السابقة... وهكذا.
في الأمس كان الحديث على لسان هادي البحرة، هجوماً مباشراً على منصة موسكو، واليوم فالحديث هو محاولات احتواء، بل ونشر أخبار كاذبة أن عملية الاحتواء المفترضة قد تمت فعلاً... ولكن ما الذي يكمن في لب المسألة؟
كل ما في الأمر أن ما كان مطلوباً في الأمس هو احتواء منصة موسكو لتحقيق هدف واحد ووحيد: إفشال المفاوضات عبر الانسحاب أو التعليق وتحت أية ذريعة على أمل إبليس حول "المناطق الآمنة" الأمريكية المفترضة... وبـ"دروعها" المختلفة.

ولما رفضت منصة موسكو النزول تحت عباءة الرياض، متمسكة بالقرار 2254 القائل بتمثيل المنصات جميعها، وجرى ذلك التمثيل (جزئياً) يوم الافتتاح، فإنّ مجموعة الرياض قد أسقط في يدها، ولم تعد قادرة على الانسحاب، لأن ذلك يعني أنها بانسحابها فقط ستنأى بنفسها عن عملية ستستمر دونها؛ لذلك فمن الواضح أن التعليمات قد وُجهت اليوم للمؤسسات الإعلامية التي ترعى شؤون منصة الرياض محاولة أن تحافظ لها على موقعها (الحصري) المتخيّل، التعليمات قد أصدرت كي تُرمى قنابل دخانية توحي بأن عملية الاحتواء قد تمت... بالتوازي مع عمليات ندب المؤتمر وهو بالكاد بدأ... وهو ما يشير مجدداً إلى رغبة شبه معلنة لدى المتشددين من الأطراف المختلفة بأن تستمر المأساة ويستمر موت السوريين إلى حين (تطوّب) سورية ودماء شبابها (رسمياً) باسم هذا الفصيل أو ذاك.
بالمقابل فإنّ العملية تتقدم فعلياً، وتثبيت حضور الوفود المستقلة مطلع هذه الجولة، هو مقدمة جدية نحو الوفد الواحد (في ظل مرض الإنكار المزمن الذي تعيشه منصة الرياض).