عشية استلام مهامه: ترامب ينعي حلف الناتو والاتحاد الاوربي!

عشية استلام مهامه: ترامب ينعي حلف الناتو والاتحاد الاوربي!

اعتبر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) «عفا عليه الزمن»،  وذلك في مقابلة اجراها مع صحيفتي «تايمز» و«بيلد» الصادرتين أمس (الأحد). وقال ترامب: «قلت منذ زمن بعيد إن الحلف الأطلسي لديه مشكلات. هو (منظمة) عفا عليها الزمن لأنها أنشئت بالدرجة الاولى منذ سنوات»، واشار إلى أن وصفه «الحلف الأطلسي» بأنه منظمة عفا عليها الزمن، مرده إلى أن الحلف «لم يهتم (بموضوع) الارهاب». لكن ترامب قال لصحيفة «بيلد» انه إذا تم استثناء كل مكامن الضعف هذه، فإن الحلف «يبقى في نظري مهماً جداً»، على حد تعبيره.

 وتوقع ترامب نجاح عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي، وأعرب عن رغبته في أن يوقع اتفاقاً تجارياً مع لندن بشكل سريع. وتتناقض تصريحات ترامب مع سلفه باراك اوباما الذي اعتبر سابقاً أنه إذا غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي فستجد نفسها «في آخر الصف» قبل أن تتمكن من توقيع اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة.  

 وخلال هذا اللقاء الصحافي الذي استمر على مدى ساعة في برج ترامب تحدث الرئيس الامريكي، عن إمكان التوصل الى اتفاق مع موسكو لتقليص الاسلحة النووية في مقابل رفع العقوبات عن روسيا. وقال: «هناك عقوبات ضد روسيا. لنرى إذا كان بالإمكان القيام باتفاقات جيدة مع موسكو. أعتقد أنه يجب تقليص الاسلحة النووية بشكل ملحوظ». وأضاف الرئيس المنتخب، أن «العقوبات سيئة للغاية بالنسبة الى روسيا، لكن أعتقد أنه يمكن التوصل الى شيء ما يكون مفيدا لكثيرين».

وفي ما يتعلق بالعراق قال إن «غزوه (في 2003) قال: «كل ذلك ما كان يجب أن يحدث» مشددا على القول إنه «كان واحدا من أسوأ القرارات، وربما أسوأ قرار اتخذ في تاريخ بلادنا على الاطلاق (...)إنه اشبه برمي أحجار على خلية نحل، إنها واحدة من (لحظات) الفوضى العارمة في التاريخ».

ربما يكون من السذاجة القول، ان تصريحات ترامب في هذه الملفات الأساسية على المستوى الدولي، ستنفذ بين ليلة وضحاها، ولكنها بالتأكيد، تأتي دليلاً جديداً على تقدم خيار الانكفاء الامريكي، بعد ان بات تراجعها أمراً ملموساً، مفروغاً منه.

 ربما يكون الاهم في تصريحات ترامب، هو الجانب الاجرائي، وحجم الممانعة داخل النخبة الامريكية على تنفيذ هكذا توجهات، مما يفتح الباب على المزيد من التصدع ضمن النخبة الأمريكية، وفي هذا السياق يمكن فهم تصريحات تلك النخبة، عشية الانتخابات الامريكية بضرورة الحفاظ على وحدة الولايات المتحدة؟!

بقي أن نسأل عن مصير أيتام النيوليبرالية من القوى التي ما زالت تبني سياساتها على أساس دوام الهيمنة الأمريكية، في العالم وفي منطقتنا، بعد أن بات المركز الأم بصدد إعادة النظر بخياراته.