صفعة جديدة لواشنطن.. انتظروا القادمات!
عامر الحسن عامر الحسن

صفعة جديدة لواشنطن.. انتظروا القادمات!

بات القطب الدولي الجديد «الروسي – الصيني» ملاذاً لكل من يتمرد على الاستعلاء الأمريكي، حيث أدى صعود الدور الروسي الصيني إلى قدرة دول العالم على اتخاذ قرارات تتوافق مع مصالحها الوطنية، وترفض الاملاءات الامريكية. 

شهد اليومان الماضيان، إجراءات لافته من قبل كل جنوب افريقيا، والرئيس الفلبيني، حيث أعلن الأخير قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، وإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك معها.  

الرئيس الفلبيني الذي ضاق ذرعاً بالغطرسة الأمريكية، وتدخل الإدارات الامريكية في شؤون بلاده الداخلية، والتعاطي معها بنزعة فوقية، لم يأبه مطلقاً بأي رد انتقامي أمريكي، ومن المفارقة أن معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والفلبين، كانت تنص على إعطاء قواعد عسكرية لأمريكا، وزيادة عدد قواتها لمواجهة التوسع الصيني، فجاءت خطوة الرئيس الفليبيني لتلغي هذه المعاهدة بعد اللقاء مع الرئيس الصيني، وبالتزامن مع قرار تأجيل بحث الخلافات حول الحدود البحرية مع الصين، رسالة تحدي واضحة لواشنطن. 

وفي السياق نفسه، كان إعلان دولة جنوب افريقيا انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية، التي يتحكم حلف الأطلسي بقراراتها ،احتجاجاً على مطالبة هذه المحكمة لها باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير أثناء زيارته لها قبل عام للمشاركة في مؤتمر قمة الاتحاد الافريقي، وتوجيه انتقادات عنيفة لها في هذا الصدد، وتصبح بذلك أول دولة تنسحب من هذه المنظمة الدولية العنصرية التي باتت تتخصص في مطاردة الزعماء الأفارقة بتهم جرائم حرب، و كالعادة، عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من انسحاب جنوب افريقيا، وقال المتحدث باسم وزير خارجيتها جون كيربي «نحن قلقون» وطلب من حكومة جنوب افريقيا التراجع عن قرارها، مع العلم أن الولايات المتحدة ليست عضواً في المحكمة، خوفاً من تعرض قيادتها للمحاكمة، باعتبارها من أكثر الدول التي ارتكبت جرائم حرب.

الخبران اللذان لم تسلط عليهما وسائل الإعلام الضوء، يعتبران إشارات مهمة وجديدة، على تراجع الهيمنة الأمريكية، وتحكمها بالقرار العالمي، حيث من المتوقع أن نشهد المزيد من الحالات المماثلة، مع تصاعد دور القطب الروسي – الصيني.