لوزان ..اختبار حُسن سيرة وسلوك

لوزان ..اختبار حُسن سيرة وسلوك

كانت قراءتنا للدخول العسكري الروسي المباشر في الأزمة السورية، قبل ما يقارب العام،  أنه ليس مجرد عمل عسكري،  بل الأهم وظيفته السياسية، المتجسدة بالدفع باتجاه تفعيل العملية السياسية السورية، وقلنا في حينه، إن هدير سوخوي السياسي، ربما سيكون أعلى من هديره الحربي.. 

وكان ما كان.. كان إعلان فيينا، و قرار مجلس الأمن 2254، وكانت سلة القرارات الدولية التي ثبتت الحل السياسي كحل وحيد للأزمة، وبإقرار كل الأطراف الدولية، والإقليمية ، والمحلية، وكان أيضاً اتفاق الهدنة الروسي – الأمريكي الذي سارع البعض إلى نعيه، بعد المحاولات الأمريكية وتحديداً - قوى الحرب في الإدارة الامريكية-  بالالتفاف عليه، وفي ذروة الإرهاب الإعلامي الذي مارسته فضائيات الدم لدى العجم والعرب قلنا: إن الاتفاق لن يفشل، وإذا ارتكبت قوى الحرب في واشنطن حماقة التنصل منه، فإنها، ستذهب مكرهة إلى اتفاق آخر وهي في موقف أضعف..

لم تدم  محاولات السلبطة الإعلامية على المشهد الميداني والسياسي أكثر من أسبوع، حيث أشاع دجالو الماكينة الإعلامية أجواء التهديد بالحرب، بما  فيها النووية، حتى جاء التأكيد من واشنطن نفسها مرة أخرى بأن خيار الحرب ليس مطروحاً، رغم استمرار الحرب الروسية على الإرهاب، ليخرس ويتخبط مرة أخرى كل «الرداحين» العاجزين عن فهم تطور الأحداث، و معرفة محرك كل العمليات الجارية «ميزان القوى»، وخصوصاً بعد الإعلان عن اجتماع لوزان، الذي عقد من أجل «السعى لتفعيل الجهود المشتركة بخصوص سورية» كما صرح مارك تونر الناطق باسم الخارجية الأمريكية، وهي الجهة نفسها التي كانت قد أعلنت تجمبد العمل مع موسكو قبل حوالي عشرة أيام، في حين جاء اللقاء بالنسبة للكرملين بمثابة اختبار حسن سيرة وسلوك للطرف الآخر، حيث صرح لافروف، وهو الخبير بالمشاغبات الأمريكية وحلف أمريكا المتداعي، محدداً وظيفة الاجتماع بالقول: «القيام بعمل ملموس ومعرفة إلى أي مدى سيكون الشركاء على استعداد لتطبيق قرار مجلس الأمن».  

نعتقد أن اجتماع لوزان اليوم السبت، والاجتماع الذي سيعقد يوم غد الأحد في لندن، هي مقدمات لاستئناف جولة جديدة من مفاوضات جنيف، وعلى ما يبدو أن الطرف الروسي الذي تمكن كعادته من تأريض، وامتصاص الحرب الإعلامية الدنكيشوتيه، يمضي قدماً في دفع الحل السياسي، مسلحاً بالقرار 2254، ومسلحاً بالسوخوي إذا تطلب الأمر، واضعاً هذه في خدمة تلك، ليلجم كل من يحاول الخروج عن قرارات الشرعية الدولية.

 

آخر تعديل على السبت, 15 تشرين1/أكتوير 2016 23:36