ملاحظات أولية حول مشروع القرار الفرنسي

ملاحظات أولية حول مشروع القرار الفرنسي

أولاً: جاء تقديم مشروع القرار الفرنسي لمجلس الأمن، بعد مبادرة دي مستورا التي لقيت رداً روسياً إيجابياً وفورياً، وبالتالي يمكن ببساطة الاستنتاج بأن مشروع القرار الفرنسي هو في جانب منه التفاف على مبادرة المبعوث الدولي

 

ثانياً: إن مبادرة دي مستورا بحد ذاتها، وكما تشير العديد من التحليلات هي استدارة امريكية، وعودة خجولة الى اتفاق الهدنة الموقع مع روسيا، فالرجل لا «ينطق عن هوى» كما هو معروف، ولأن الأمر كذلك فتصبح وظيفة مشروع القرار الفرنسي نسف التوافق الروسي – الأمريكي، وشرطه الأساسي: الفرز بين الجماعات المعتدلة والارهابية، عبر محاولة ايجاد بديل عنه.

ثالثاً: إن مشروع القرار الفرنسي هو في جانب منه محاولة أوربية للبحث عن مكان على طاولة تسوية الأزمة السورية، و هو في نفس الوقت يتناغم كما يبدو مع مصالح قوى الحرب في الإدارة الأمريكية،  التي طالما كانت تبحث عن ذرائع، وتتحين الفرص للتنصل من الاتفاق الأمريكي – الروسي، ومستعدة لتبني أي مشروع بديل عنه، لاسيما وأن مشروع الاليزيه يعوّم جماعات إرهابية، كهدف ثابت لقوى الحرب، ناهيك عن دور الحركة الصهيونية تاريخياً في التأثير على السياسات الفرنسية.

 رابعاً: إن فوضى المبادرات والمشاريع، هي أحدى أدوات قوى الحرب، في الإدارة الامريكية، وامتدادتها في الغرب الرأسمالي، وضمن نخبه السياسية التقليدية، بهدف خلط الأوراق، والتركيز على الجزئيات، ضمن محاولاتها اليائسة بإيجاد مخارج للتنصل من عموم التوافقات والقرارات الدولية القاضية بالحل السياسي للأزمة السورية، بما فيها توافقات جنيف، والقرار 2254 بعد أن استطاعت الدبلوماسية الروسية ضمن ميزان القوى الدولي الجديد التوافق عليها مع القوى العقلانية في الإدارة الأمريكية.