ما مصير الدولار.. بعد قرارات روتشيلد؟!

ما مصير الدولار.. بعد قرارات روتشيلد؟!

العالم اليوم يعوم على (مياه مجهولة).. هذا ما كتبه اللورد جاكوب/يعقوب روتشيلد رئيس المجموعة المالية (RIT CAPITAL PARTNERS)، محذراً من أن البنوك المركزية الغربية في (أكبر اختبار للسياسة النقدية، تجربة تاريخية لا نستطيع أن ندرك عواقبها)..

المصدر: سبوتنيك
ترجمة: قاسيون

نشرت المجموعة المالية العائدة لواحدة من أكبر أسر رأس المال العالمي، تحذيراتها من المخاطر التي تسود الاقتصاد العالمي اليوم، وأعطت السمت للمستثمرين العالميين، بعد أن وضحت بأنها تتخلى عن الدولار، والجنيه الاسترليني، وتتجه نحو الذهب والعملات الأخرى..

جاء في التقرير المالي نصف السنوي للمجموعة المالية المذكورة، والموجهة للمستثمرين عالمياً، أن الاقتصاد العالمي سيواجه عواقب من المستحيل التوقع بحجمها، كنتيجة للسياسة النقدية العالمية حالياً.. وقد انتقد روتشيلد البنوك المركزية الغربية قائلاً: (إننا نعوم في مياه مجهولة، ومن المستحيل أن نتوقع النتائج المفاجئة، لمعدلات الفائدة المنخفضة، مع 30% من الدين الحكومي العالمي بعوائد سلبية، مترافقة مع سياسة التيسير الكمي بمبالغ طائلة).

روتشيلد نبه إلى محدودية الانتعاش الوهمي الذي تنتجه هذه السياسة النقدية قائلاً: (على الرغم من أن السياسة النقدية تؤدي إلى انتعاشات سريعة في سوق الأوراق المالية العالمية، إلا أن هذا النمو لا يستطيع أن يدوم للأبد، طالما أن القطاع الحقيقي لا يزال هزيلاً، بطلب منخفض، وركود تضخمي في العديد من الدول المتقدمة).

تحدث روتشيلد عن الأوضاع الجيوسياسية العالمية التي تدل على عمق الأزمة، وتعمقها، مشيراً إلى تباطؤ النمو في الصين، والأجواء المشحونة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، بالإضافة إلى استمرار اتقاد الصراع في الشرق الأوسط. وصولاً إلى أوروبا حيث أن كلاً من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، قد أصبحت مستهدفة بالعمليات الإرهابية، وانتهاء بتصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي الذي زاد من تعقيد الأوضاع حسب تعبيره، وقد أراد روتشيلد من هذا الاستعراض للوحة السياسية العالمية أن يقول: (في أوقات كهذه، يصبح حفظ رأس المال في الأصول المادية، مسألة هامة وموضوعية..).

وقد وصلت المجموعة المالية في تقريرها لصياغة وتبني مجموعة من المعايير الموجهة للمستثمرين عبر العالم. حيث كان أهمها أن روتشيلد قد أعلن أن مجموعته المالية تنعطف من الجنيه الاسترليني، والدولار الأمريكي إلى الذهب والعملات الأخرى: (إن احتياطي الدولار الأمريكي الذي كنا نحتفظ به، يتناقص الآن، فتبعاً لارتفاع الدولار، رأينا فرصاً هاماً في التوجه نحو العملات الأخرى، وكذلك في الذهب، وهذا ناجم أيضاً عن قلقنا من السياسة النقدية العالمية، والانخفاض الاستثنائي في العوائد الحقيقية).

حيث زادت المجموعة من أصولها بالذهب والأحجار الكريمة بنسبة 8%، مع نهاية النصف الأول من العام الحالي 2016.
هذا وقد كان جورج سورس الملياردير العالمي، قد أشار سابقاً إلى توجه مجموعته الاستثمارية، نحو الاستثمار بالذهب، دون أن يشير الإشارة المباشرة للتخلي عن الدولار كما يفعل رتشيلد.

آخر تعديل على الأحد, 21 آب/أغسطس 2016 13:36