كشف اسباب تأجيل "جنيف- 3"

كشف اسباب تأجيل "جنيف- 3"

تطرقت صحيفة "موسكوفسكي كمسموليتس" الى تصريحات أحد المشاركين في "جنيف – 3 " بشأن تأجيل مفاوضات التسوية السلمية للأزمة السورية، وتساءلت من المذنب في ذلك؟

جاء في مقال الصحيفة:

أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أن المفاوضات التي بدأت مع بداية الأسبوع الجاري في جنيف وكرست لتسوية الأزمة السورية بالطرق السلمية قد تأجلت الى نهاية الشهر الجاري. وتحتاج الأطراف المشاركة فيها حسب قوله الى مساعدة الولايات المتحدة وروسيا.

وقد تأجلت هذه المفاوضات على خلفية النجاحات التي تحققها القوات الحكومية في المناطق الشمالية من حلب، بغطاء جوي روسي. في هذا السياق أعلن مصدر في الأمم المتحدة لوكالة رويتر ان تأجيل مفاوضات جنيف كان بسبب تقدم الجيش السوري هذا. والأمم المتحدة حسب قوله لا تحبذ ان تكون محاولتها بدء الحوار بين الأطراف المتنازعة مرتبطة بـ"تصعيد روسي" في سوريا. كما أن المعارضين الذين يطلق عليهم اسم "قائمة الرياض" لم يترددوا في إلقاء اللوم في تأجيل المفاوضات على الجانب الروسي الذي يستمر في تنفيذ الغارات الجوية في سوريا.

أما أعضاء المجموعة التي يطلق عليها اسم مجموعة "موسكو- القاهرة" فلهم وجهة نظر مختلفة تكمن في أن "دي ميستورا أجل المفاوضات لأن وفد الرياض هدد بمقاطعتها وكان ينوي إعلان قراره هذا يوم 4 فبراير/شباط الجاري" حسب تصريحات قدري جميل رئيس "جبهة التغيير والتحرير" المشارك في المفاوضات. وأكد جميل ان دي ميستورا سبقهم وأعلن تأجيل المفاوضات. وان هذا موقف غير جدي لبعض اطراف المعارضة. فهم لا يشعرون بأي مسؤولية تجاه مصير الشعب السوري. اعتقد ان على دي ميستورا أن يعمل بشجاعة أكثر. وقد تأخر بعض الشيء عن لقاء وفدنا الذي كان مقررا يوم 4 فبراير/شباط الجاري قبل اعلانه تأجيل المفاوضات. واضاف قدري إن لدى الأمم المتحدة بديلا عن مجموعة "السعودية" وهي مجموعة "القاهرة" مشيرا الى أن "دي ميستورا يقيم عاليا اهمية وفد الرياض، وهذا خطأ كبير".

وقال قدري جميل ان المفاوضات قد تبدأ قبل يوم 25 فبراير/شباط الجاري كما أعلن سابقا. وأضاف: "عمليا كانت هذه الأيام مخصصة لتسوية المشاكل اللوجستية، بعد الاعلان عن بداية المفاوضات في جنيف. لم تكن المفاوضات مباشرة. لذلك أضعنا أسبوعا. وقد اشار دي نيستورا الى ان المفاوضات قد تبدأ قبل الموعد المعلن. ولكن لا أحد ينتبه لذلك والجميع يتحدثون عن 25 فبراير/شباط. لذلك عليه ان يعيد النظر في تقييمه لمجموعة "الرياض" لأن ما جرى يعكس كونهم لا يريدون المفاوضات ويفرضون شروطهم".

من جانبه يقول الباحث العلمي في معهد الاستشراق فصيح بدرخان: "تبقى هناك فرصة لاستمرار المفاوضات. ولكن لماذا أجلت؟ أولا- هذه لحظة استراتيجية، حيث ان بعض البلدان يخاف من التراجع عن استراتيجيته التي كانت وصلت عمليا الى نقطة التحقق، لو لم تتغير الأوضاع مع بداية العمليات العسكرية الروسية. إن تسوية الأزمة السورية ليس أمرا سهلا. اعتقد أن هذا غير ممكن حاليا، على الرغم من أن اللاعبين الدوليين أدركوا أن تسويتها يجب ان تكون بالطرق السلمية. ولكن يبدو ان اللاعبين الاقليميين لم يدركوا هذا الشيء بعد أو لا يريدون ذلك.

ثانيا – المعارضة السورية الخارجية، غير المدعومة داخل سوريا، تريد الحصول على أكثر مما تستحق من هذه المفاوضات. ليس لهذه المعارضة موقف ثابت وهي تنتظر ما تمليه عليها السعودية وتركيا وقطر. وثالثا – اللاعبون الاقليميون يحاولون عرقلة عملية التسوية السلمية، لأنهم يتراجعون في ساحات القتال ويبغون الانتقام. كما انهم يخسرون سياسيا، على الرغم من الأموال والإمكانيات التي ينفقونها من أجل ان تكون الحكومة السورية المقبلة دمية في أيديهم، متجاهلين أطراف المعارضة الأخرى الموجودة داخل سوريا. كما ان الأوضاع تغيرت في غير صالحهم بعد بداية الهجمات الجوية للطائرات الروسية على مواقع الارهابيين. وهذا هو العامل الذي أثر في موقف المعارضة السورية الخارجية ومن يدعمها. إذ ليس مستبعدا ان تقول لنا الولايات المتحدة شيئا ولكنها في الواقع تعمل شيئا آخر من خلال اتباعها في المنطقة، ومن ضمنهم تركيا.

 

حاليا لا تتمكن المعارضة السورية من رفض التفاوض، مع ان استمراره ليس في صالحها. وهذه نقطة أساسية. لذلك اعتقد أن على بقية أطراف المعارضة في داخل سوريا الاتفاق مع السلطة وتنفيذ خطة "جنيف – 1"، أو الاتفاق على خطة "جنيف- 3 " الجديدة لكي يسير قطار التسوية السلمية في الطريق المرسوم، مع الاستمرار في القضاء على الارهابيين.

 

آخر تعديل على الجمعة, 05 شباط/فبراير 2016 14:48