هل يكرر البرادعي دور السادات

هل يكرر البرادعي دور السادات

 البرادعي وصديقتي: في نقاش مع صديقة قبل ايام قلت بأن هناك أُناسا تقدميون بالفطرة وهؤلاء يبقون ثوريين إلى النهاية. استغربت ذلك ورأته نمطا من التفكير الغيبي. من هؤلاء الناس من اسماهم ماركس وكاسترو وشافيز ب الديمقراطيين الثورريين مثل  سيمون بوليفار. والآن اضيف بأن هناك أناسا رجعيين وانتهازيين بالفطرة، ومنهم البرادعي.

 

ومع ذلك ليس هذا ما أود قوله. ما أود قوله هو أن كثيرا من الوطنيين والقوميين والثوريين لا يتمتعوا بالجرأة على كشف المشتبه به في بداية تكوينه أو صعوده مما يعطيه فرصة الاستعصاء وربما فرصة الانتصار.

ففي الوقت الذي ارسلت امريكا البرادعي في بعثة للتجسس على العراق صمت ربما الجميع، وحين عاد إلى مصر لم يتنبه لهذا سوى القليل من الناس. وقد كتبت في النشرة الإلكترونية كنعان ضده عدة مرات لأنني توقعت له دورا خطيرا.  والصمت هذا كثيرا ما حصل مع قناة الجزيرة التي كان عُتاة القومة يتبطحون على شاشتها إلى أن طعنت سوريا علانية، إنه لضوء لا سيما لمن لا يعرف النور. وبعد طعن سوريا تصدر هؤلاء الهجوم على الجزيرة بعدما قضت هي منهم وطراً.

ها هو يتسلل بخبث الجبناء إلى التوسط بين قوى في النظام الجديد (الخليط) وبين الإخوان لإعادة الإخوان إلى السلطة. طبعا هو كلبرالي لا يهتم قطعا برجعية الإخوان تجاه المرأة، وكأمريكي يعمل لتعميق تبعية مصر لأمريكا، وبما هو لا عروبي يؤيد اتفاقات كامب ديفيد، لذا زار الكيان مؤخرا وبشكل سري؟

هو يحاول امتطاء النظام الحالي عبر استجلاب وفود المصالحة الأمريكيين والأوروبيين كأعداء لمصر، من هؤلاء يستمد الدعم ومن تذبذبه للإخوان. ولا اشك في أنه يفتح حوارا مع انظمة الخليج سواء الإخوانية أو الوهابية.

والمثير لشكوك أوسع أن الرجل يحاول نهش وزير الدفاع وتركيعه للضغط الأمريكي. طبعا قد يقول البعض أن السيسي رجل أمريكا. أنا لست عالم غيب، وهذا ستبديه السام، ولكن يكفي انه تحالف مع الشباب وأزاح رئيسا طائفيا وفيا لشمعون بيرس ومعادي للمرأة ومؤمن بعقيدة السوق والتبعية. البرادعي ينسق جبهة ممن ذكرناهم إلى جانب حازم ببلاوي اللبراالي الإسلامي  اقتصادياً، وعمرو موسى وعمرو حمزاوي اللبرالي الأمريكي المتلون جدا ((كمعترضة قبل خمسة اعوام كنت مقابله على قناة المنار، وكان جوهره الأمريكي واضحاً، وقد عجبت من الموظفة التي أعطته وقتا أكثر مني، مما اثارني حيث لم تفهم خطابه فقلت لها انت منحازة- طبعا هذا الوضوح لا يعجب أهل الفضاء!!!!)

حين يلعب البرادعي كل هذه الأدوار، وحين لا يقول كلمة عن الإرهاب في سوريا، وحين يحاول إعادة الإخوان للسلطة بعد أن سرقوا حراك 25 يناير وبداية الثورة في 30 حزيران فماذا يختلف عن القاعدة؟ وجبهة النصرة؟ ولهذا حديث آخر.

إذا قرأنا كل هذا، يمكننا القول، بأن هذا الرجل يجب إعادة تصديره إلى امريكا حيث هواه هناك، وإلا سيكون أنور السادات الآخر؟

المصدر: نشرة كنعان

 

آخر تعديل على الإثنين, 12 آب/أغسطس 2013 20:46