منذ بدء رحلته انطلاقاً من تونس، محطّته الأولى، وما تلاها في مصر وغيرها، بدا أنّ قطار التغيير ماض ولا سبيل بعد الآن لإيقافه. حقيقةٌ أدركتها نُظُمٌ عدّة، عربيّة وإقليميّة فاعلة في المنطقة. على رأسها المملكة السعوديّة، «الراعي الرسمي» للنظام العربي الرسمي. وقطر، الإمارة النفطيّة الصاعدة بقوّة اقتصاديّاً، والسّاعية إلى وراثة دور السعودية الإقليمي، بعدما ورثت عنها استضافة الحجم الأكبر من القوّات الأميركيّة في الخليج، منذ الحرب على العراق في 2003. كذلك إيران ذات الحضور الإقليمي القويّ، والبرنامج النووي الإشكالي. وإن كان للأخيرة أسلوب مختلف في التدخّل والتأثير، تبعاً لمصالحها وتحالفاتها، ممّا يستدعي أن يُفرد لها حديث آخر لا مجال له في هذا المقال.