الشعب يستعجل اتفاق الأطراف السياسية

الشعب يستعجل اتفاق الأطراف السياسية

أجرت صحيفة «إزفيستيا» الروسية مقابلة مع د. قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، ورئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، في يوم الثلاثاء 5 تشرين الثاني، حول انطلاق التسوية السياسية في سورية وعمل اللجنة الدستورية.




• ماهي المدد التقريبية الممكنة للوصول لتوافقات بشأن التعديلات الدستورية في سورية؟

سؤال معقد، الجميع قال إنّ ليس هناك أُطر زمنية لذلك.


• لكن الانتخابات الرئاسية في البلاد ستكون في عام 2021، ما مدى واقعية الوصول إلى اتفاق خلال هذه الفترة؟

بادئ ذي بدء من المهم أن نفهم بأن اللجنة الدستورية هي عبارة عن مجرد مفتاح لحل الأزمة السورية وبداية الحل السياسي، وهكذا مِن دون الأخير (الحل السياسي)، اللجنة بحد ذاتها لن تكون ذات أهمية بالغة. بهذا الشكل إطلاق اللجنة الدستورية يجب أن يُفهم منه أنه تسريع للحل السياسي بكل المجالات.


• كيف كان وقع بداية عمل اللجنة على المشاركين المباشرين؟

لا أستطيع التحدث عن جميع المشاركين، أتحدث فقط عن ممثلي منصة موسكو المشاركة في هيئة المفاوضات المعارضة، نحن نسعى جاهدين لإكمال هذه العملية بأسرع ما يمكن من أجل السوريين، الذين يوجد 8 ملايين منهم يعيشون خارج بيوتهم. الشتاء قادم على الأبواب، الجوع، البرد... لذلك يجب حل المسائل بأسرع ما يمكن. الشعب السوري لا يمكنه الانتظار أكثر إلى أن تتفق المعارضة والنظام.


• أعضاء اللجنة بتركيبتها الموسعة والمصغرة بدأوا بالعمل من خلال مقترحات وملاحظات محددة، في هذا المجال، ماذا تقترح منصة موسكو؟

حالياً يقوم الطرفان بوضع العربة أمام الحصان من خلال السؤال التالي: هل هو «تعديل دستوري» أم كتابة «دستور جديد»؟ في حين أنه في مؤتمر سوتشي جرى الحديث عن «إصلاح دستوري»، ماذا يعني بالضبط؟ يجب تعريف المصطلح: تعديل الدستور أم كتابة دستور جديد؟ يجب الاتفاق على ذلك وهذا بذاته ليس أمراً بسيطاً.



• وأنتم ميّالون لأي طرف من هؤلاء، تعديل الدستور أم كتابة دستور جديد من الصفر؟

نحن بحاجة لإصلاح دستوري، ماذا سيسمونه بعد ذلك ليست التسمية ذات قيمة، في هذا السياق علينا حل ثلاث مسائل مفتاحية:
1. كيفية توزيع الصلاحيات بين الرئيس والحكومة والبرلمان.
2. تناسب المركزية واللامركزية في ظروف سورية المحددة، إذ ليس بإمكان أحد كتابة وصفة لنا، الحل يجب أن يقرره السوريون.
3. ثالثاً وأخيراً، في الظروف الحالية، كيفية إجراء انتخابات للهيئات التمثيلية على كافة المستويات، ماهي الآليات والطرق التي ستعمل بها، لأن الآليات الحالية القائمة في سورية مأخوذة من الفرنسيين في بداية 1950.

• هل أثّر التصعيد في منطقة الشمال الشرقي السوري على إطلاق اللجنة الدستورية؟

الوضع في شمال شرقي سورية، وليس فقط هناك، يشكّل وضعاً ساخناً جداً في إدلب، كان هناك خطر على إطلاق عمل اللجنة، لكن المشكلة حُلّت، لذلك يمكن القول إنّ ما يحدث في المنطقة لم يؤثر على مصير اللجنة الدستورية، على الأقل حتى الآن، ماذا سيحدث لاحقاً؟ العملية السياسية مرتبطة بمجالات كثيرة في حياة السوريين، لذلك ستؤثر الخطوات المتبعة بهذه المجالات على عمل اللجنة الدستورية. اللجنة الدستورية فقط لوحدها لا يمكن اعتبارها الوجه الوحيد للعملية السياسية، هناك حاجة للسير بخطوات متوازية، كي يصدّق الناس بانطلاق العملية السياسية.


• ماذا تقصد بالعملية السياسية، الانتخابات الرئاسية؟

العملية السياسية هي تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وإجراء الانتخابات هي نهايتها المنطقية. لذا البداية هي إطلاق عمل اللجنة الدستورية، أما ما بينهما؟ تغيير هيكلية السلطة السياسية، كيف سيحدث ذلك؟ هذا السؤال بحاجة إلى التوافق، لأن بقاء الوضع السابق غير ممكن.


• هل هناك أساس للحديث عن أن البلدان الغربية عرقلت إطلاق اللجنة الدستورية؟ وإذا كان الجواب نعم، هل هناك مخاوف من استمرار زعزعة الاستقرار حتى بعد أن بدأت اللجنة أعمالها؟

 من الجدير أن يُسأل السؤال الذي طرحه جوزيف ستالين بشأن تأثير بابا الفاتيكان: كم يملك ألوية عسكرية؟ بمعنى ما هو الوزن الحقيقي للدول الغربية في سورية؟ أعتقد أنه يتناهى إلى الصفر. اليوم مجموعة أستانا أصبحت الحلقة القائدة للعملية السياسية في سورية، في الوقت الذي يفقد الغرب تأثيره. طبعاً هم حاولوا عرقلة العملية السياسية في حينها، لكن الآن هل يستطيعون فعل ذلك أم لا؟ إن ذلك يصبح أصعب وأصعب لمنع هذه العملية. ماذا يفعل الأمريكان؟ حالياً يقولون سنغادر وأحياناً يقولون سنبقى... بالمحصلة اتجاه  التطور يُظهر أن موقفهم يضعف في القضية السورية. لذلك أعتقد أن روسيا وإيران وتركيا كلاعبين خارجيين يملكون وزناً نوعياً كبيراً، حتى يقوموا بلعب الدور القيادي في تحقيق نجاح العملية السياسية في سورية. ‎

معلومات إضافية

العدد رقم:
000
آخر تعديل على الإثنين, 11 تشرين2/نوفمبر 2019 11:13