CNN: الولايات المتحدة الأمريكية هي الخاسر الأكبر
ترجمة قاسيون ترجمة قاسيون

CNN: الولايات المتحدة الأمريكية هي الخاسر الأكبر

نشرت شبكة «سي إن إن»، يوم الأربعاء 23 تشرين الأول، مقالاً بعنوان «بوتين وأردوغان اتفقا بما يخص سورية... الولايات المتحدة الأمريكية هي الخاسر الأكبر»، والذي يعالج التراجع الأمريكي في المنطقة وتبعات الاتفاقية الروسية التركية الأخيرة التي جرى الإعلان عنها في 22 تشرين الأول في مدينة سوتشي الروسية، ويعد المقال مثالاً على ما يقال اليوم في وسائل الإعلام الغربية التي تعبِّر عن خيبة أملٍ جرَّاء خسارة واشنطن في سورية.

تقدم قاسيون فيما يلي ترجمة للمقال المنشور في CNN
التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي في جنوب روسيا، يوم الثلاثاء لنقاش جدول أعمال مشترك لوضع ملامح المرحلة الأخيرة من الحرب الأهلية التي استمرت ثماني سنوات. وكشف الرئيسان عن مذكرة تفاهم من 10 نقاط، وكان بيت القصيد فيها أنه لا مكان للولايات المتحدة الأمريكية في صياغة مستقبل سورية.

على ماذا اتفق بوتين وأردوغان؟

أعلنت روسيا وتركيا اتفاقية واسعة النطاق تقدم حلاً لمخاوف تركيا الكبرى وهو «وجود قوات حماية الشعب الكردية بالقرب من الحدود»، وتعترف الوثيقة أيضاً بوجود تخوف كبير لدى الأكراد بأن تقوم المجموعات المسلحة السورية المدعومة تركياً بإطلاق حملة من التطهير العرقي ضدهم وضد غيرهم من «الأقليات».
وحسب الاتفاق ستدخل الشرطة العسكرية الروسية وحرس حدود سوريين إلى الجزء السوري من الحدود السورية- التركية، في ظهيرة يوم الأربعاء 23/10. وخلال الساعات الـ150 اللاحقة، سيقومون بنقل قوات حماية الشعب وأسلحتها، إلى 30 كم بعيداً عن الحدود. وابتداءً من الساعة السادسة من يوم الخميس 24/10، ستقوم الشرطة العسكرية الروسية والجيش التركي بتسير دوريات على طول هذا الخط.
هنالك بعض التوقعات أبرزها أن مدينة القامشلي لن تكون جزءاً من منطقة الـ 10 كم، ولم يكن هناك إشارة واضحة إذا كانت الاتفاقية ستنفَّذ على طوال الحدود السورية- التركية أو فقط في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد السوريون.
وتعترف الاتفاقية أيضاً، ببعض الحقائق المفروضة على الأرض، فستبقي تركيا سيطرتها على المناطق التي استولت عليها في معاركها الأخيرة في الشمال السوري.

ماذا يعني هذا بالنسبة للأكراد؟

على الأكراد تقديم تنازلات. فالاتفاقية تطلب من قوات «حماية الشعب» أو من قوات «سورية الديموقراطية»– قوات مقاتلة مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية مشكلة بنسبة كبيرة من قوات حماية الشعب– تقديم تنازلات خارج منطقة الصراع الحالية. فينبغي على قوات حماية الشعب حسب الاتفاقية الانسحاب من مدينة منبج وتل رفعت.
وتقول الاتفاقية ضمنياً، بأن للأكراد ضامناً جديداً، إذ بعد أن قام الرئيس دونالد ترامب بالتخلي على الأكراد، من خلال إصدار الأوامر فجأة بانسحاب القوات الأمريكية من سورية وترك قوات حماية الشعب تواجه التقدم التركي، أصبح على الروس اليوم أن يلعبوا هذا الدور (ضامناً للأكراد).
ويجب على موسكو الآن أن تقوم بنشر المزيد من القوات والمعدات في سورية كجزء من مهمة موسعة. ولكن السؤال الذي يبقى مطروحاً: مع وجود عدد قليل من القوات الروسية على الأرض، ستكون البدائل محدودة بالنسبة للأكراد إذا لم يسمحوا للجيش السوري المدعوم روسياً بالدخول إلى مناطق السيطرة الكردية.

من ربح ومن خسر من هذه الاتفاقية؟

ظهر بوتين وأردوغان كوسطاء للقوة الجيوسياسية الأساسية في المنطقة. وعلى الرغم من أن تركيا وروسيا دعمتا أطرافاً متناقضة في الحرب الأهلية السورية: فموسكو قدمت قوة جوية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، في الوقت الذي دعمت تركيا المجموعات المسلحة التي تسعى إلى إسقاط النظام في سورية، ولكن يبدو أن بوتين وأردوغان يفضِّلان الوصول إلى نتيجة لا تقضي بإعادة رسم الحدود الدولية، وهذا لا يشجع الحركات الانفصالية، وهو ما واجهه كلا البلدين.
وقال بوتين إن روسيا وتركيا اتفقتا على دعم «سيادة وسلامة أراضي سورية» الشيء الذي يمكن أن يعلن عنه بوصفه نجاحاً في السياسية الخارجية. وتضمن موسكو الآن، وهو نقطة إضافية لصالح بوتين، بأنه يجب على أنقرة التفاوض بشكل مباشر مع النظام في دمشق.
حولت القوات الجوية الروسية مجرى الحرب إلى صالح الأسد. ولكن أنقرة سعت إلى نتائج تفضي إلى إزالة ما تراه تهديداً كبيراً لأمنها القومي: حزب العمال الكردستاني، والمجموعات الانفصالية الكردية المتصلة بقوات حماية الشعب التي تعتبر منظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
الأكراد السوريون على المحك، وهناك الكثير لنراه بعد حول كيفية تطبيق الاتفاق الروسي التركي على أرض الواقع. ولا يزال من غير الواضح كيف يمكن أن تعامل تركيا أو عملاؤها أياً من التشكيلات الكردية المسلحة التي بقيت داخل المنطقة العازلة. وأية ممارسات عنيفة ضد السكان المدنيين الأكراد ستكون في الواقع فشلاً روسيّاً.

أين يضع هذا الولايات المتحدة الأمريكية؟

واشنطن هي الخاسر الأكبر بالمعنى الجيوسياسي في هذه الصفقة. فالخروج السريع للولايات المتحدة الأمريكية الذي عرَّض الأكراد للخطر كان بمثابة هدية لبوتين، والصحفيون الروس الذين كانوا يتجولون في القواعد الأمريكية المهجورة حديثاً استغلوا اللحظة لحدودها القصوى و(أظهروا الضعف الأمريكي).
اتفاقية يوم الثلاثاء 22/10 زادت من إذلال الولايات المتحدة. فكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هو الذي أعلن بوضوح أنه حان الوقت لخروج الأمريكان من سورية، وقال شويغو بأن الولايات المتحدة لديها أقل من ساعتين للإمتثال لاتفاقية وقف إطلاق النار التي توصل إليها أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي مايك بينس في الأسبوع الماضي، الاتفاق الذي انقضى في 10 مساءً في توقيت موسكو يوم الثلاثاء 22/10.
وقال بينس كجزءٍ من الصفقة بأن الولايات المتحدة سوف ترفع عقوباتها التي فرضتها على تركيا في الأسبوع الماضي عندما يتم تحقيق وقف دائم لإطلاق النار. وكان شويغو قد أشار مساء يوم الثلاثاء 22/10 بأن الأمريكان لديهم «ساعة و31 دقيقة متبقية» للخروج من سورية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
937
آخر تعديل على الإثنين, 28 تشرين1/أكتوير 2019 13:39