افتتاحية قاسيون 925: أستانا 13... خطوة جديدة على طريق الحل

افتتاحية قاسيون 925: أستانا 13... خطوة جديدة على طريق الحل

اختتمت الجولة 13 من أستانا أعمالها يوم الجمعة الفائت، مثبّتة الخط العام لاجتماعات أستانا، والساعي إلى استكمال فكفكة العقد العسكرية لفتح الباب واسعاً أمام الحل السياسي.

ثبّتت الجولة الأخيرة اتفاق سوتشي حول إدلب ومحيطها، وضرورة تأمين منطقة خالية من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والعناصر المصنفة إرهابية بعمق 20 كم، تمهيداً لفتح الطريقين M4 وM5. وجرى ذلك من خلال العمل على محورين متوازيين: وقف إطلاق نارٍ لا يشمل النصرة ومن يتحالف معها، بمعنى أنه يرفع الغطاء عمّن يضع نفسه في صفوف النصرة مواربة أو علناً، بما يُسرّع عملية فصل النصرة عن غيرها، إضافة إلى رفع الضغط على الأتراك مع تحديد مهلة زمنية قصيرة لتنفيذ المطلوب، وهو ما سيظهر في وقت قريب عِبر إجراءات ملموسة.

إنّ ما يساق من دعاية ضد الجولة الأخيرة من أستانا، من باب عدم إنجازها لملف اللجنة الدستورية، ليس سوى تضليل مفضوح؛ فثلاثي أستانا لم يدّع لنفسه يوماً، أن من صلاحياته البت منفرداً في ملف سياسي كملف اللجنة الدستورية، بل أكد مراراً أنّ الهدف الأساس من هذه الاجتماعات هو حلحلة الشؤون العسكرية، بما يسمح بالتقدم بشكل متوازٍ في الشؤون السياسية.

إنّ الخلط بين المسارين، إذا تركنا جانباً أولئك الذي يستخدمون الموضوع لأغراض الدعاية السياسية البحتة المعادية لأستانا، له ما يفسره؛ فقد بات من المعتاد أن تجري دفعة صغيرة للملف السياسي بعد كل جولة من جولات أستانا، وهذا ناجم مباشرة عن أن كل خطوة تجري في أستانا لتقليص حجم المعيقات العسكرية، تنعكس سريعاً تقدماً سياسياً.

إنّ ما ينبغي أن يكون واضحاً بخصوص اللجنة الدستورية، هو ارتباطها العميق بالملفات الأخرى، وخاصة إدلب والشمال الشرقي، ولكن هذا الارتباط لا يعني اشتراط أحدها للآخر بشكل كامل؛ أي أنه لا يعني أنّ اللجنة الدستورية لن تظهر حتى تنتهي تلك الملفات، ولا يعني أيضاً أنّ تلك الملفات لن يبدأ حلها قبل أن تظهر اللجنة الدستورية. الواقع، هو أنّ الحل يجري كما أكدنا سابقاً، خطوة خطوة وعلى التوازي في كل الملفات. ولكن هذا لا ينتقص من أهمية إعلان اللجنة التي ستشكل مفتاحاً للعملية السياسية بوصفها أول إجراء سياسي ملموس ضمن التنفيذ الشامل للقرار 2254.

بالتوازي أيضاً، فإنّ ملف الشمال الشرقي، وإن لم يُقل الكثير بشكل علني حوله في أستانا، إلا أنّ التصريحات المختلفة، تشير إلى أنّ حجم التوافق بين ثلاثي أستانا حول هذا الملف، يكاد يكون أعلى من حجم توافقاتهم على كل الملفات الأخرى، وبهذا المعنى، فإنّ كل حديث عن «منطقة آمنة»، بالتوافق مع الأمريكي أو ضد إرادته، هو حديث لا مكان واقعياً لتنفيذه، بل سيؤدي ضمن سلّة أدوات أخرى، إلى تعزيز الضغط على الأمريكي وحلفائه، لتسريع إخراجه الكامل من سورية، والذي بات محسوماً بمعنى موازين القوى، والبحث جارٍ عن طريقة تنفيذه.

في ظل ذلك كله، فإنّ الخيبة الغربية المتعاظمة مع كل اجتماع جديد لأستانا، بات من الطبيعي النظر إليها، كنتيجة دائمة لكل اجتماعٍ من هذه الاجتماعات...

معلومات إضافية

العدد رقم:
925
آخر تعديل على الأحد, 04 آب/أغسطس 2019 22:41