عرفات: غاية الكيان الصهيوني التوتير... لكن الاتجاه العام نحو الحل

عرفات: غاية الكيان الصهيوني التوتير... لكن الاتجاه العام نحو الحل

ننشر فيما يلي جزءاً من حوار أجرته إذاعة «ميلودي إف إم» مع علاء عرفات، أمين حزب الإرادة الشعبية، والقيادي في جبهة التغيير والتحرير، بتاريخ 22/1/2019، تناول فيه الاعتداءات الصهيونية الأخيرة على سورية، وآخر تطورات الأزمة السورية بالترابط مع التغيرات الإقليمية والدولية...

هدف الكيان الصهيوني إضعاف سورية
يرى كيان العدو، مثله مثل غيره، أن موضوع الأزمة السورية ذاهب إلى تطور في مجال الحل، وهو أحد أهم المستفيدين من الوضع السوري والصراع في سورية، ولذلك فإن الهدف من تلك الضربات متعددة الأهداف مؤخراً، هو السعي للحفاظ على توتر عالٍ في الأزمة السورية والوضع السوري تحت حجة وجود القوات الإيرانية وما شابه ذلك- وإن كان لا يمكن الإنكار أن الكيان الصهيوني يرى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية العدو الأساسي كما ترى الجمهورية الإسلامية في الكيان الصهيوني عدواً أساسياً- ونعلم في الظروف الدولية أن الأمريكان يحاولون الضغط على إيران في جميع القضايا، بما فيها موضوع النفط والتعاملات المصرفية وانسحاب الأمريكان من ملف النووي الإيراني، وليس فقط حول سورية.
والكيان الصهيوني في طبيعة الأحوال هو حليف للأمريكيين ويقوم بدوره في هذه المسألة، ولكن ليس كل الموضوع له علاقة بإيران، وإنما بالدرجة الأولى أن «الإسرائيليين» يريدون تأخير الحل في سورية، يريدون فرض واقع محدد: يهمهم أن تكون سورية ضعيفة بالمعنى العسكري وبالمعنى الاقتصادي.
من جهة أخرى، يرى الكيان الصهيوني أنه صاحب الحق في الحلول، وأن له كلمة في الحل السوري، ويهمه أيضاً عبر تصوراته أن يبقي الجولان تحت سيطرته كأحد شروط عدم تدخله أو موافقته أو عدم إعاقته للحل، لذلك كمحاولة إثبات الوجود بعد ابتعادهم فترة غير قصيرة بسبب قصة الطائرة الروسية ودخول سلاح جديد وتوتر العلاقات بينهم وبين الروس.. إلخ، ويبدو الآن أنهم وجدوا حلاً بالمعنى العسكري للمتابعة بالضرب من مسافات بعيدة وبطريقة محددة، ولكن عسكرياً لا يوجد شيء إلا وله حل...الجيش السوري لن يطول به الزمن لإيجاد الحل لهذه القضية... من ناحية أخرى لن يطول الوقت بموضوع الاعتداءات الصهيونية عموماً، فالتوتير لا يتوافق مع الاتجاه العام لموضوع الأزمة السورية، فهي ذاهبة باتجاه الحل، باتجاه التبريد، لذلك لن يكون الأمر سهلاً على تلك الأطراف التي تريد التصعيد وتوتير الوضع... سيكونون خاسرين بالتأكيد.
نحو ردع الكيان نهائياً
لن تذهب الأمور للحرب، لأن لا «الإسرائيليين» قادرون على الاشتباك مع الإيرانيين، وبالعكس...ومن حيث القوة فالإيرانيون أقوى بكثير، ورغم التصريحات العسكرية من قبل الكيان الصهيوني حول دخوله حرباً مفتوحةً على إيران، فإنه ليس من وزن هذه الحرب المفتوحة، وزنه أقل بكثير، وكيان مثل الكيان الصهيوني ليس قادراً على اتخاذ قرار الحرب لوحده، أي ليس قراراً «إسرائيلياً»، هو قرار أمريكي.
الآن نريد توضيح مسألة، موضوع تغيير العدو: خلال السنوات الماضية كان هنالك عمل كثير يجري من قبل الأمريكيين والصهاينة، ومن قبل بعض الدول العربية لشيطنة إيران وتسميتها العدو رقم واحد، وفي الحقيقة هذا الجهد أثمر عند بعض الأطراف وعند بعض الناس، لننتبه أن إيران ليست العدو، يجوز أن يكون هنالك خلافات بيننا وبين إيران، وحتى بيننا وبين تركيا، ولكن العدو لا يجوز أن نضيعه، هم أمريكا والكيان الصهيوني، لذلك هنالك عمل كبير من هذه الأطراف بإيحاء وإقناع الناس والأطراف المختلفة أن العدو بالنسبة لكم هو: إيران. هذا لا يجب أن يمر. ولنفترض أنه غداً صباحاً قام المستشارون والقوات الإيرانية بالانسحاب، هل ستتوقف «إسرائيل» عن الضرب؟ سيجدون ذريعة أخرى، كمثل دخول أسلحة لـ «حزب الله» عن طريق الأراضي السورية كما كان سابقاً قبل ذريعة القوات الإيرانية، والضربات «الإسرائيلية» على الأراضي السورية كانت من قبل الأزمة السورية، قبل وجود ما يسمى قوات ومستشارين إيرانيين، فقبل عام 2010 كانت هنالك ضربات مستمرة –يجوز أن تكون متباعدة ليست كالآن- تحت ذرائع مختلفة، لذلك لا يجب أن ننسى هذه المسألة.... الآن الكيان الصهيوني يتسابق مع الزمن، فالوضع السوري ذاهب باتجاه الحل والتبريد، بالتالي ستأتي لحظة أمام الأطراف المختلفة وخاصة الكيان الصهيوني أن يُمنع فيها من توجيه أية ضربات.
الفرصة موجودة وعلينا التقاطها
خلال 70-80 سنة ماضية، منذ نشوء القضية الفلسطينية ثم حرب الـ67 وما تلاها، نشأت قضية متعارف عليها دولياً باسم قضية الشرق الأوسط، ونحن نسميها قضية فلسطين، هذه القضية كانت تتعقد ويُمنع حلها نتيجة الوزن الأمريكي، الآن هذا الوزن وصل إلى نهايته، بدأ ينحسر، وبالتالي ستوضع كل القضايا على الطاولة من أجل مناقشتها باتجاه الحل بما فيها قضية الجولان وقضية فلسطين، وما نراه اليوم من حراك في هذه المنطقة هو حراك تحضيري لقضية الشرق الأوسط، وإن كان الأمريكيون يحضرون لشيء اسمه «صفقة القرن» ويتكلمون عنها كثيراً ولكن «مو طالع بإيدن شي» ولا نعتقد أنها ستسير.
وعن التحالفات العربية وآخرها «الناتو العربي» فكم من تحالف جرى منذ السنتين الماضيتين؟ السعوديون أنشأوا «التحالف العربي»، و«التحالف الإسلامي»، والآن يتكلمون بـ«الناتو»، وهذا الأخير سيصبح مثل التحالف الإسلامي والتحالف العربي، مجرد استهلاك لحظي وأحلام، فالآن نحن في وقت لا يمكن أن تنشأ فيه تحالفات من هذا النمط، ومع تغيرات الوضع الدولي الجديدة سوف تنهار كل التكوينات القديمة، أي: خلال الـ 70 سنة الماضية... أولها: نشأ لدينا الناتو، سيذهب. الاتحاد الأوروبي سيدخل مأزقاً، جامعة الدول العربية دخلت مأزقاً، مجلس التعاون الخليجي دخل مأزقاً، كل هذا سيذهب ويتغير، لن يبقى على حاله لأنه نتاج مرحلة سابقة من توازنات القوى الدولية، وهذه التوازنات تغيرت، بما فيها الأمم المتحدة، وبما فيها كيان الاحتلال، حيث هذا الكيان عملياً ستتم إعادة النظر به من وجهة نظر القوانين الدولية، ويجب علينا مراجعة القوانين الدولية وتنفيذها.
الأمريكيون لا أصدقاء لهم
إن الانسحاب الأمريكي ناتج بالدرجة الأولى عن ظروف أمريكية، الظروف الداخلية من انقسام وصراع تفرض على الولايات المتحدة الأمريكية تراجعاً عاماً، وعندما يريد أحد التراجع يبحث على الأماكن الأكثر صعوبة له كي يتخلى عنها، لذلك صدر قرار الانسحاب من سورية ومن ثم أفغانستان، لأنها مناطق صعبة تلحق أضراراً بالنسبة له، ولكن الأمريكي لا ينسحب دون أثر، هو ينسحب ويحاول أن يخلف آثاراً، بحيث إنه يريد أن يعرقل الوضع بالنسبة لخصومه، ويولد وضعاً معقداً للأطراف الأخرى: للحكومة السورية، للشعب السوري، لحلفاء السوريين، وحتى لتركيا التي هي دولة مجاورة بحيث أنه يحرك بها التناقضات الموجودة، وبالتالي قرار الانسحاب بالمعنى العام هو مؤشر جيد ولكن الآثار التي يسعى الأمريكان لخلقها في المنطقة ينبغي احتواؤها، ونحن متفائلون بأن الأمريكيين لن يخرج من أمرهم شيء، لأن الأطراف المختلفة- رغم التعقيد ورغم التناقضات- سوف تتمكن من الوصول للتفاهمات والاتفاقات على وضع ما بعد الانسحاب... إضافة إلى أنه هنالك مشكلة وينبغي فهمها: الولايات المتحدة الأمريكية طرف مكروه بشدة في المنطقة، ومن كل الأطراف، لدرجة أنه في حال بقائهم لفترة طويلة فلن يعلموا من أين سيأتيهم الضرب، يوجد أعداء بكثرة لأمريكا في سورية وفي المنطقة وفي العالم، أي: يمكن أن يأتوا ليصطادوا الأمريكيين، وبالتالي هم يفهمون هذه المسألة، ليسوا أغبياء، وأحد محددات الانسحاب هي توقعاتهم بأن يتوتر الوضع اتجاه القوات الأمريكية، ففي النهاية هذه قوات أجنبية بالنسبة لأي مواطن سوري، وقد أتوا دون دعوة... وبالنسبة للأتراك مثلاً: الأمريكيون هم أصحاب فكرة الـ 30 ألف عسكري على الحدود منذ أيام عفرين، وعادوا ليفعلوها اليوم، هذا استفزاز للتركي، ثانياً: تشجيع بعض الأطراف التي لديها نفس انفصالي بين الأكراد، أو لديها نفس الفيدرالية، تشجيع هذه القضايا التي تهدد سورية في وحدتها، ومثل هذا السلوك سيولد ردود فعل لتصل الأمور لمنتهاها من الناحية المحلية، ولكن في نفس الوقت فإن التناقضات الأمريكية مع الدول الأخرى يمكن أن تؤدي لتشجيع الأعمال العسكرية ضد القوات الأمريكية، لذلك لن نستغرب إذا رأينا هجمات عسكرية في سورية وفي العراق حيث تتواجد القوات الأمريكية.
تراجعهم أمر مفروض ولا بديل عنه
إن موضوع الانسحاب الأمريكي لا علاقة لترامب وأوباما ولا لأي شخص آخر به، وهذا الانسحاب سياسي- عسكري، سببه بالدرجة الأولى اقتصادي، فالموازنة العسكرية للولايات المتحدة تريليون دولار، الدخل الوطني الأمريكي 18 تريليون، أي: 6%، وكان ترامب يضغط على حلفائه كي تصل مصروفاتهم العسكرية إلى 2% من الدخل الوطني: أي: أن أمريكا تصرف حوالي 6% من دخلها الوطني لوزارة الدفاع هو رقم كبير، ومع وجود أزمة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية فسيكونون مضطرين فيها لتخفيض النفقات العسكرية، حيث لديهم مئة مشكلة، وجميع الاقتصاديين الآن يقولون: الأمريكيون والعالم كله على وشك أزمة اقتصادية كبرى، والأمريكي يحضر نفسه لهذه الأزمة كي يستقبلها، والوضع الذي هو به اليوم بالمعنى العسكري غير مناسب ولا بأي شكل من الأشكال لاستقبال هذه الأزمة، بمعنى مصاريف عسكرية كبيرة، إنفاق عسكري، جنود منتشرين في العالم كله، وبالتالي هذا الوضع من أصعب الأوضاع للأمريكيين، لذا نتكلم عن ضغط داخلي سيكون الأمريكيون مضطرين فيه لسحب قواتهم من عدة مناطق في العالم.
واليوم، الأمريكيون يصنفون الأعداء بمستوى محدد: يرون أنّ الصينيين العدو الأهم، والصينيون يعني المحيط الهادئ، لذلك يجري نقل قواهم إلى هناك... الشرق الأوسط ليس أولوية بالنسبة لهم لذلك سيخرجون منه بالمعنى العسكري، ويتلوه بالمعنى السياسي ثم الاقتصادي، فعندما تأتي الأزمة الأمريكية سيكون الأمريكيون خارج المنطقة. وإذا افترضنا نجاح التيار الآخر داخل أمريكا، فسيكون كارثة أكبر عليهم، سيدخلون على أزمة وهم في وضع بمنتهى السوء، فإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستبقى «ولايات متحدة» يكون أهم عناصر بقائها هذا هو انسحابها من العالم، فاذا دخلت الأزمة وقواتها خارجاً ودخلت مأزقاً وحروباً سيكون هنالك خطرٌ أساسيٌّ يفتت الولايات المتحدة الأمريكية، هذا هو الفرق بين ما يطرحه ترامب وخصومه الذين يدعون الأمور باتجاه يمكن أن يؤدي لتفتيت الولايات المتحدة الأمريكية.
المشكلة الكردية مسألة وطنية
قلنا سابقاً: أنه لا زالت هنالك مشكلتان في سورية: إدلب وشرق الفرات. وهاتان القضيتان موضوعتان الآن على طاولة الحل، والانسحاب الأمريكي أصبح مقرراً، ما العمل؟ الأتراك يرون في وحدات الحماية وقوات «قسد» عدواً، لا يقبلون بوجود قوات من هذا النوع على حدودهم تهدد الأمن القومي التركي، وبالتالي يهددون بالاجتياح، إن لم يجدوا حلّاً سوف يدخل الأتراك، نحن ضد، والحلفاء ضد، والكثير من الناس ضد دخول القوات التركية، فلا بد من حل، والحل الوحيد أن هذه المنطقة تعود للسيادة السورية عبر دخول الجيش السوري ووجوده على هذه الحدود، ومن ناحية أخرى الموضوع الكردي يلزمه حل، الآن لا يُحل لأنه مرتبط مع كل الموضوع السوري، فالمطالب الكردية من حيث الأساس لا يمكن حلّها إلا ضمن المسألة السورية، لذلك يجري الآن العمل على حلول مؤقتة قبل إنجاز الحل السياسي العام في البلد، لا شك أن الأكراد لهم حقوق وينبغي تحديدها والاتفاق عليها والإقرار بها، وهذا الاتفاق ينبغي أن يكون بين كل السوريين، لا يجوز للموضوع بأن يُحل فقط بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، الموضوع يلزمه نقاش على المستوى الوطني، ونسبة الاتفاق عالية جداً، ولا يوجد حل غير هذا، فلا يجوز أن تبقى الأمور على حالها.
الفرنسيون يحلمون
إن الفرنسيين يبحثون عن موطئ قدم، فهم يعلمون أن الأمريكيين يتراجعون من كل المنطقة، وبرأيهم أن الفرصة مناسبة ليحلوا محل الأمريكيين كلياً أو جزئياً، باعتبار أن العقل الاستعماري لا زال يعمل، ويعتقدون بأن لديهم إمكانية وحظوظاً، ولكنهم لا يستطيعون، هذا النشاط لن ينجح اليوم، فالقوة المؤثرة بالحل السوري هي الصياغات الخاصة بالحل السوري، الغربيون دورهم فقط التعطيل وليس أكثر من ذلك، التعطيل لنيل مطالبهم، وهذا لن ينجح، فالفرنسيون لن يكونوا طرفاً بالمعادلة السورية كما يعتقدون إلا إذا دفعوا الأمور بالاتجاه الذي يسير، أي: مثل ما تسير الترويكا، فاذا انضموا لهذا الاتجاه الذي يقول عن الوحدة السورية أرضاً وشعباً، وأن الشعب السوري يقرر مصيره وينبغي تأمين الظروف بكل ذلك فـ «أهلاً وسهلا»، يصبح لهم دور، ولكن ليس دوراً استعمارياً وليس حصةً.
محاولات لإفشال الترويكا
في ما يخص إدلب فإن «النصرة» يعني أمريكا قولاً واحداً ولا شيئاً آخر، وإذا كان الأتراك يعتقدون أنهم «يمونون» على النصرة فتبينت الأمور أنهم واهمون، أن الاتراك دعموا النصرة وإلخ هذا صحيح جزئياً، لكن تنبغي رؤية أن تركيا ليست طرفاً موحداً، فقبل سنتين كانت هنالك محاولة انقلابية، وهنالك تصفيات، إن النظام يصفّي خصومه في الجيش وقوات الأمن ومن الاستخبارات وأجهزة الدولة، بما يعني أن هنالك أطرافاً أخرى قادرة على التأثير الجدّي في تركيا وقادرة على التأثير الجدّي أيضاً في سورية، وهؤلاء موجودون في كافة مجالات جهاز الدولة ومنذ زمن بعيد، ولذلك لا نستبعد وجود أطراف تركية داعمة للنصرة، لكن بنهاية المطاف النصرة أداة أمريكية، وبالتالي السعي من أجل إفشال اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا حول إدلب هو سعي جدّي أمريكي، عسى ولعلّ أن يعلقوا الأتراك والروس، فالهدف من هذه العملية، التي يعمل عليها الأمريكيون سواء في شرق الفرات أو إدلب، هو فرط الترويكا، وخصوصاً العلاقة التركية الروسية.
حول المبعوث الدولي الجديد واللجنة الدستورية
إن أحد توجهات بيدرسون أنه لا يتحدث كثيراً بالإعلام، وقد كان يعترض على طريقة ديمستورا لما فيها من ظهور إعلامي مبالغ به، فقد قال: أدعوا كل الأطراف لعدم التحدث كثيراً أمام الإعلام، عندما ننتهي من الاجتماع نتحدث عما جرى بتصريحات مقتضبة من دون هذه المطولات... إلخ، ليس لديه هذه الصفة ولا نعرف بعد إذا كانت ميزة أو علّة، سنرى في المستقبل، الآن الرجل يقوم بالتعرّف على الملف بشكل مباشر رغم قيامه بقراءة الأوراق وكل شيء، فيذهب ويلتقي بجميع الأطراف التي لها علاقة بالملف السوري مباشرةً، ويسمع منها أكثر من محاولته للحديث، إلى الآن يأخذ ولا يعطي، هو يذهب إلى معرفة دقة المعلومات التي بين يديه، ثانياً: وكما سمعنا مما قيل هنا وهناك، أنه سوف يركّز على طرفي الأزمة، أيّ: سوف يرى الداعمين الإيرانيين– الروس– الأمريكيين– الأتراك، ولكنه يرى أنَّ تركيز الحل عند الحكومة وعند المعارضة، وهو متفائل بموضوع الحل، ونحن منذ زمن متفائلون... ينبغي الانطلاق بموضوع اللجنة الدستورية والسير بها، لأن عدم إنجازها يعني التراجع عن كثير من المسائل الذي يمكن إنجازها، إذا اتفقت الأطراف المختلفة يمكن أن تتم بأول الشهر، لأن اللجنة تشكلت تقريباً.