دليقان: لا يجب أن تتشكل لجنة «ميتة سريرياً»

دليقان: لا يجب أن تتشكل لجنة «ميتة سريرياً»

أجرى موقع جيرون تقريراً تضمن عدة لقاءات مع وجوه من المعارضة السورية، لمناقشة ملف اللجنة الدستورية، والآراء حولها. وكان للرفيق مهند دليقان ممثل منصة موسكو في وفد التفاوض تعليقات حول موضوع اللجنة، منها: التغيرات في موقف النظام، ومشكلة تشكيل الثلث الثالث ودور السوريين في تشكيلها، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه المجموعة المصغّرة بقيادة أمريكية، وأخيراً الموقف الروسي من تشكيل اللجنة.

اللجنة يجب أن تشكل بين السوريين

قال مهند دليقان، عضو هيئة التفاوض وممثل منصة موسكو فيها: «من خلال الرسالتين اللتين أرسلهما النظام للأمم المتحدة، ووفقًا لما قرأناه في وسائل الإعلام، يظهر أن هنالك حلحلة جزئية في موقف النظام تجاه مسألة اللجنة الدستورية؛ إذ لم نَرَ ضمن ما سرب، الإصرار السابق نفسه على مسألة الأعداد والأغلبية والإجماع.

وأضاف: «فيما يتعلق بطريقة اختيار الثلث الثالث، فإنّ موقف النظام هو أن اختيار ذلك الثلث ينبغي أن يتم بالتوافق بين الدول الضامنة، وبين الطرف السوري الحكومي، ورأينا أن اختياره ينبغي أن يتم بين السوريين في ما بينهم، نظاماً ومعارضة؛ ليس من حق النظام، ولا من حق المعارضة، التخلي عن حق سيادي سوري، في تشكيل لجنة الدستور السوري، لأي طرف كان، سواء أكان ذلك الطرف هو ترويكا أستانا أم المجموعة المصغرة أو الأمم المتحدة».

ورأى دليقان: أن «منح هذا الحق لغير السوريين، (وللأمم المتحدة ودي ميستورا الميال للمجموعة المُصغرة) وكما تسعى تلك المجموعة، مخالف للقرار 2254، ولبيان سوتشي»، واصفاً كل الادعاءات الغربية، بأن من حق الأمم المتحدة تعيين الثلث الثالث، بأنها «باطلة؛ والوثائق تُبين ذلك بوضوح»، وعقّب: «إضافة إلى أن تعيين الأمم المتحدة للثلث الثالث يتعارض مع 2254 وبيان سوتشي، فإنه يتعارض قبل ذلك مع ميثاقها الذي يكفل سيادة كل دولة عضو، بل إنه ينتهك تلك السيادة في مسألة بحجم صياغة دستور ذلك البلد!».

المُصغّرة ونفاق  الموقف الأمريكي

وفق دليقان، فإن «السبب الأساس لتعطيل تشكيل اللجنة، هو ما يسمى المجموعة المُصغرة، التي تتصرف حتى اللحظة وفقًا للعقلية الاستعمارية التقليدية، فتحاول فرض رأيها بما ينبغي أن يكون عليه دستور سورية، بل وكيف يجب أن يكون النظام السياسي السوري، من أكبر التفاصيل إلى أصغرها»، وتابع: «في جوهر، ذلك يكمن الموقف الأميركي المنافق، الذي لم تتغير «إستراتيجيته منذ اليوم الأول، وهي إستراتيجية إدامة الاشتباك والحرب، وصولاً إلى التفتيت، إنْ أمكن»، عادّاً أن «التصريحات الأخيرة المتكررة لجيفري حول الرئيس السوري، ليست سوى تأكيد على أنّ الأميركي لم يكن صادقاً البتة في الشعارات التي رفعها، وإنما كان يعمل على تغذية النيران وتأجيجها، ضمن حساب معقد، الهدف منه عدم انتصار أحد، واستمرار الحرب بما يؤدي إلى خسارة الجميع».

الاستفادة من ثُغرة سوتشي

حيال الموقف الروسي من قضية اللجنة الدستورية، قال دليقان: إن «الروس حريصون- باعتقادنا- على الاستفادة من الثُغرة التي أحدثها مؤتمر (سوتشي) في جدار الأزمة، وحريصون على ألّا تتشكل لجنة ميتة سريرياً على غرار الشكل الذي تسير فيه محادثات جنيف؛ حيث يُسيطر عليها متشددون من الجهتين، لا يريدون حلّ الأزمة، كُلٌّ لأسبابه»، وأضاف: «الاستعجال الغربي الذي ظهر مؤخراً في تشكيل اللجنة، القصد منه هو تحويل اللجنة إلى نسخةٍ ثانيةٍ عن تركيبة جنيف الحالية، وإنْ جرى ذلك فإنه لن يعني فشل اللجنة الدستورية فحسب، بل فشل عملية جنيف بأسرها، وسيؤدي إلى تعقيدات إضافية كبرى».