سيعودون وسيملؤون ساحات الوطن...  تصريح صحفي من منصة موسكو

سيعودون وسيملؤون ساحات الوطن... تصريح صحفي من منصة موسكو

أطلقت روسيا يوم الأربعاء الماضي مبادرتها حول إنشاء مركز لاستقبال اللاجئين السوريين العائدين إلى بلدهم، وأردفت ذلك خلال الأيام التالية بجملة تحركات دبلوماسية مع الدول التي تضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين وبالتنسيق دائماً مع مؤسسات الأمم المتحدة وخصوصاً المفوضية العليا للاجئين. ورداً على هذه الخطوة بدأت جهات متعددة محلية وخارجية هجوماً بات معتاداً على روسيا مع كل خطوة جديدة تسير بها صوب الحل السياسي في سورية. وفي هذا السياق فإنّ جبهة التغيير والتحرير ومنصة موسكو للمعارضة السورية تبين موقفها من هذه المبادرة بالنقاط التالية:

أولاً: إنّ بداية عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم وإلى مناطقهم هي بداية فعلية لإنهاء الكارثة السورية وخاصة لإنهاء معاناة اللاجئين الموجودين في مخيمات اللجوء ويعيشون ظروفاً قاهرة بشكل يومي.
ثانياً: إنّ هذه العودة تترافق مع التلاشي المتسارع لمناطق الصراع المسلح، بما يعني أنّ الشرط اللازم لها قد تحقق، ولكنه ليس الشرط الكافي؛ فالعودة تحتاج إلى ضمانات ليست أمنية فحسب بل وأيضاً ضمانات اقتصادية ليتمكن العائدون من العيش بكرامة في مناطقهم وعلى أرض وطنهم. ولذا فإننا ندعو الأمم المتحدة إلى تلقف المبادرة الروسية والعمل لتحقيقها بأفضل صورة ضمن تعاون دولي حقيقي يشمل تأمين الضمانات ورفع العقوبات الاقتصادية التي لم يتضرر منها سوى الشعب السوري، في حين تمكن المتنفذون من إيجاد سبلهم للالتفاف عليها، بل وللاستفادة منها.
ثالثاً: إنّ مواقف بعض قوى المعارضة الرافضة للمبادرة الروسية، والتي نصّبت نفسها بديلاً عن اللاجئين السوريين مقررة أنهم ينبغي أن يبقوا في حالة اللجوء حتى تحقق الحل السياسي الناجز، وهي القوى نفسها التي كانت بالأمس فقط تصرخ ضد «التغيير الديمغرافي» الذي من شأن هذه المبادرة إنهاؤه (حيث وجد)، إنّ مواقف هذه القوى تدل وضوحاً على أنها تتعامل مع السوريين ومع الجغرافيا السورية بوصفها أوراقاً تفاوضية؛ فالمساحة السورية التي (تحت أيدينا) والسوريون الذين (ضمن سيطرتنا)، هم ورقتنا التفاوضية بوجه النظام، وهو ما يعكس مشروع هذا النوع من القوى الذي يندرج ضمن مستويين: فإما اقتسام للسلطة على أساس (كم الأوراق بيد كل طرف)، وإن لم يكن فمحاولة التأثير على الانتخابات القادمة عبر تشتت ملايين السوريين في عدد من الدول كل منها لها أجندتها الخاصة تجاه مستقبل سورية.
رابعاً: إنّ بداية عودة اللاجئين السوريين، تعني أيضاً: تخفيضاً جدياً لمستوى تدويل الأزمة السورية، ومستوى تدخل دول عديدة تتعامل مع اللاجئين السوريين أيضاً بوصفهم أوراقاً بيدها.
أخيراً: إنّ المتشددين من كل الأطراف ليسوا طَربين البتة لعودة السوريين إلى بلدهم، لأنهم يعلمون علم اليقين أن القمع والسلاح اللذين سرقا هتافاتهم وآمالهم التي لم تنته ولن تنتهي حتى تحقيق التغيير الجذري الشامل، ستملأ مجدداً الأرض السورية، ولكن هذه المرة مع مستوى وعيٍ وتنظيم أعلى بكثير دفع السوريون ثمنه غالياً جداً.
25/7/2018