د. جميل: الآفاق مفتوحة والعمل مستمر

د. جميل: الآفاق مفتوحة والعمل مستمر

أجرت قناة الميادين، حواراً مع د. قدري جميل، رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، حول نتائج اجتماع ترويكا أستانا، الذي انعقد في جنيف بمشاركة المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا، في إطار التحضيرات الجارية بخصوص تشكيل اللجنة الدستورية، وذلك بتاريخ، 19-6-2018، تنشر قاسيون فيما يلي نص الحوار:

 

هل فشل اجتماع الدول الضامنة والمعارضة في جنيف بالتوصل إلى نتيجة حاسمة؟ ولماذا برأيك؟
لا أفضل استخدام تعبير فشل، بالرغم من أن هناك صعوبات جدّية يجب تذليلها، وأعتقد أنه في أسوأ الأحوال جرى تذليل جزء منها اليوم، ولكن هناك بقية باقية يجب تذليلها. إن فشل الاجتماع لا يستدعي أن يلحقه اجتماع آخر كما أقرّ! النقاش ما زال مفتوحاً، التقينا ليلة أمس كجزء من مجموعة سوتشي (منصة موسكو- تيار الغد- المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري) واجتمعنا مع الضامن الروسي ومع الضامن الإيراني، وعبّرنا عن رأينا أنه يجب تنفيذ مخرجات سوتشي، ونحن ننظر إلى الضامنين الثلاثة ككتلة متضامنة متكافلة لا يجوز تجزيئ مسؤولياتهم، لأن هذا سيكرر مأساة جنيف 2 حينما اعتبر الغرب نفسه مسؤولاً عن المعارضة، واعتبر أن روسيا مسؤولة عن النظام، ودخلنا في حلقة مفرغة أدت إلى فشل جنيف 2، ليصدر بعده القرار 2254، الذي نسعى إلى تنفيذه اليوم عبر مخرجات سوتشي، التي ليست بعيدة عن روح القرار، وإنما ضمن مظلة 2254. حذرنا اليوم من أنه إذا ما كان ملف المعارضة سيسلم إلى تركيا فقط، فإننا بهذه الحالة نكرر ما حصل في جنيف 2 وتكون «رجعت حليمة لعادتها القديمة»، وندخل مجدداً في حلقة مفرغة. نحن لا نرى ذلك مفيداً بل مضراً للعملية السياسية القادمة في سورية، التي ستبدأ في اللجنة الدستورية. نحن ننظر إلى الضامنين الثلاثة متكافلين متضامنين سويةً.
سلّمتم في الأمس لائحة من مرشحين لشغل مناصب في اللجنة الدستورية إلى الأمم المتحدة والدول الضامنة، ماذا عن هذه اللائحة، وماذا عن اللوائح الأخرى التي يُعمل على تشكيلها، وهل لائحتكم كافية لتمثيل المعارضة بشكل عام؟
نحن سلمنا قائمة بأسماء مرشحينا للجنة الدستورية، وبطبيعة الحال أعضاء اللجنة الدستورية لن يكونوا خمسين شخصاً من المعارضة! بل الدول الضامنة بالتشاور مع دي ميستورا سينتقون الجزء القليل منهم لعضوية اللجنة الدستورية، وهذا العدد هو لتوسيع الخيارات أمام من سيختار الأعضاء في اللجنة الدستورية.
نرى أنه من الضروري أن تمثيل المعارضة في اللجنة الدستورية يجب أن يُغطي أوسع طيف ممكن. الأطياف الأساسية التي نرى أنه يجب تمثيلها مكونة على الأقل ممن حضر محادثات أستانا 9 من الفصائل الذين يجب أن يكون هناك من يمثلهم، والأطراف الذين حضروا سوتشي وساهموا في إنجاحه، وهيئة التفاوض، لأن البيان الختامي لسوتشي يتحدث عنها أيضاً.
هناك محاولة من قبل تركيا اليوم حسب معلوماتنا من داخل الاجتماعات التي جرت في الأمم المتحدة لوضع اليد على لائحة المعارضة، وقد يعني هذا أن تياراتكم الثلاثة التي اجتمعت في جنيف لن يكون لها مكان في هذه اللائحة التي تود تركيا طرحها على اللجنة الدستورية؟
لا أعتقد أن الأمر سينتهي هكذا، من خلال حديثنا مع الضامنين فهمنا أن الطرفين الروسي والإيراني ليسوا ضد أن يلعب الأتراك دور المنسق، بعد الاتفاق مع روسيا وإيران حول تركيب وفد المعارضة متعدد الأطراف، من جميع الأطياف الأساسية. قائمتنا يوجد فيها أكثر من خمسين شخصاً، عملياً يعكسون ولو رمزياً كل طيف المعارضة الذي تحدثت عنه منذ قليل. لماذا نقول أنّ كل طيف المعارضة يجب أن يكون ممثلاً في اللجنة الدستورية؟ لأنه عملياً نُجري نقاشاً حول مستقبل سورية، نُجري نقاشاً حول أدواتنا في الخروج من الأزمة السورية، ومن المفيد جداً أن يشارك أوسع طيف من السوريين، والمعارضة السورية ضمناً، في هذه العملية لأنه يعطيها زخماً وضمانة للنجاح في المستقبل. من هذه الزاوية ننطلق وليس من مصالح حزبية ضيقة وسياسية ضيقة.
ماذا يعني إعطاء موعدٍ ثانٍ لقمة جنيف الثلاثية، أو للقاء ثلاثي في الشهر المقبل، خصوصاً أن استحقاقات كثيرة ستجري من الآن وخلال الأيام المقبلة: اللقاء في أنقرة مع المعارضة، مؤتمر الهيئة في الرياض، اللقاء مع دي ميستورا ومجموعة الدول الغربية والعربية؟
الآفاق مفتوحة، والعمل مستمر، والنجاح حليفنا في نهاية المطاف رغم العرقلة التي تجري.

د. جميل لقناة اليوم:
يجب عدم تكرار خطأ جنيف
في السياق نفسه، تحدث د. جميل لقناة اليوم بتاريخ 20\6\2018، وأوضح بعض القضايا المتعلقة بالموقف من طريقة تشكيل اللجنة الدستورية، ودور ضامني أستانا الثلاثة:
بدايةً نود استيضاح الأسباب والدوافع للاتهامات الأخيرة التي وجهتها حقيقةً حضرتك لتركيا بما يخص لجنة مناقشة الدستور...
الإعلام وصف كلامي بالاتهامات، بينما كنت اُناقش قضية، وهي: المعارضة يجب ألّا تكرر خطأ جنيف 2، أي أن تكون بيد راعٍ واحد، بما أن سوتشي يوجد فيها ثلاثة رُعاة، المعارضة يجب تكوين قائمتها بالتعاون مع الأمم المتحدة بمشاركة مع الرُعاة الثلاثة، دون تمييز أي واحد منهم عن الآخر، لأننا ننظر إليهم ككل متكاملين متكافلين متضامنين، ونخشى من انفراد أي طرف في تشكيل قائمة المعارضة، لأنه يوجد شيء يوحي بأن البعض ظنَّ أن روسيا وإيران ستشرف على قائمة النظام، بينما تركيا ستشرف على قائمة المعارضة، وكان هذا المنطق هو مقتل جنيف 2، نحن في جنيف 3 على أساس 2254 وهذا واقع جديد. سوتشي بالضامنين الثلاثة لعبت دوراً مهماً بدفع العملية السياسية إلى الأمام، لذلك نحن حساسون جداً ضد انفراد أي طرف بأي جانب من جوانب ملف الأزمة السورية.
ذكرت منذ قليل أن هذه الظنون التي دارت خلال جنيف 2 ومنعت تقدمه تشابه ما قد يجري باعتبار تركيا هي المسؤولة عن المعارضة وموسكو عن القسم الآخر، هل ترى أن هذا سيؤدي إلى انقسام قرار المعارضة في النهاية؟
تكتنف هذه العملية على خطوة إن تمت، وهي لن تتم هكذا. حيث سندخل بحلقة مفرغة تشبه جنيف 2 تؤدي إلى فشل المفاوضات، عبر جعل كل طرف من الأطراف الدولية والإقليمية مشاركاً في حل الأزمة السورية. المسؤولية عن جانب في الملف دون جانب آخر يعقد الأمور ولا يحلها، لذلك نريد من الجميع أن يكونوا متكافلين متضامنين بمستوى المسؤولية ذاته في جميع جوانب الملف السوري.
ولكن البعض يرى أن المخاوف التي تطرحها مبالغ بها، فالسيد ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص وصف بأن هناك أرضية مشتركة مهيئة الآن لدفع عملية جنيف من أساسه وأيضاً لجنة مناقشة الدستور.
كلام دي ميستورا متفائل وجيد، ولكن لو أن جميع الأمور محلولة لكان اجتماع الضامنين الثلاث في جنيف قد حسم المسألة! ولكن من جانب آخر، يجب عدم التشاؤم كما يفعل البعض، إذ يقولون أن الاجتماع فشل، أنا لا أرى أنه قد فشل، وإلا لما كان قد تحدد موعد آخر لاستكمال النقاش الذي جرى ليلة أمس. إن تحديد موعد قادم للاجتماع كما تكلم دي ميستورا، يعني توفر أرضية ما لاستكمال النقاش وإنجازه لاحقاً، لذلك لا نريد أن نتطرف، لا سلباً ولا إيجاباً، سلباً بمعنى أن الاجتماع فشل، وإيجاباً بالقول بأنه قد حقق أهدافه، لا لم يحقق أهدافه، لكنه لم يفشل، سنسير إلى الأمام ونحقق التقدم والنجاح.

آخر تعديل على الثلاثاء, 26 حزيران/يونيو 2018 22:04