نداء إلى السوريين: يا أبناء الشعب السوري!

نداء إلى السوريين: يا أبناء الشعب السوري!

تكاد تدخل الأزمة عامها الثامن، ولم يزل سفك الدم السوري مستمراً نتيجة أوهام المتشددين - من كل حدب وصوب- بإمكانية الحسم العسكري للأزمة، وكذلك نتيجة دعم القوى الخارجية المعادية للشعب السوري لجماعات «داعش» و«النصرة» الإرهابيتين.

منذ بدء الأزمة، وخصوصاً منذ اللقاء التشاوري (تموز 2011) بمجمع صحارى، وحتى اليوم، كنا في حزب الارادة الشعبية نتوجه إلى أبناء شعبنا السوري كله، بمعزل عن أماكن سكناهم وأعمارهم ومعتقداتهم ووضعهم الاجتماعي، بروح الحوار، وتبيان مخاطر تدويل الأزمة، وانفجار المواجهات المسلحة وتبعاتها وشعارات الحسم والإسقاط، وما ستجره على البلاد من ويلات وكوارث غير مسبوقة...
ومن نافل القول إن الشعب السوري لم يؤخذ رأيه بكل ما جرى ويجري، وكانت المحصلة المؤسفة والبادية للعيان هي معاناة الملايين من السوريين تهجيراً ونزوحاً، سواء بالداخل أو الذين أصبحوا خلف الحدود ووراء البحار. وبالإضافة إلى ذلك، خسارة جزءاً كبيراً من البنى التحتية، وتدمير المنشآت التعليمية والصحية والثقافية، وفوق هذا - وقبل كل شيء- خسارة مئات الآلاف من أبناء شعبنا في الزمان والمكان الخطأ، ولا ينطبق هذا على أفواج المرتزقة الإرهابيين الذين دخلوا بلادنا برعاية الاستخبارات الأجنبية لتعميم الفوضى، وصولاً إلى تقسيم البلاد.
من السهل توجيه الاتهامات حول من يتحمل مسؤولية بدء الكارثة والمواجهات المسلحة، لكن استمرار سفك الدم السوري وإعاقة الوصول إلى حل سياسي هو كارثة مضاعفة. ومن هنا، نؤكد  مجدداً عدم وجود أي خيار للخروج من الأزمة، إلا عبر المفاوضات والحوار بين السوريين.
ولهذه الأسباب، رحبنا بما حققه مسار آستانا على صعيد مناطق خفض التصعيد، وأكدنا على ضرورة أن يترافق مسار التهدئة مع البدء بالمفاوضات المباشرة بين وفد واحد للمعارضة ووفد الحكومة، وخلق الظروف المؤاتية لأوسع مشاركة ممكنة من ممثلي المجتمع السوري بكل مكوناته السياسية والقومية والدينية والطائفية بالحوار الوطني السوري، وترسيخ قاعدة المصالحة الوطنية وضمان الحقوق والمساواة للجميع.
والآن، مع ازدياد وتيرة التصريحات المؤيدة أو الرافضة لمؤتمر سوتشي - حتى قبل معرفة جدول أعماله- ندعو جميع السوريين إلى التفاعل الإيجابي مع هذا الجهد الدولي، ونؤكد على حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أن أي وطني سوري حقيقي يجلس إلى طاولة التفاوض، سواء في جنيف أو آستانا أو سوتشي، يجب أن ينطلق من قاعدة أساسية، وهي أن أمامه مصير دولة وشعب، ويجب أن يكون بعيداً كل البعد عن أية مصالح أو أطماع شخصية أو لحساب الغير، لا سيما وأن كل ما سمعناه من الجهة الداعية لمؤتمر سوتشي عبر وسائل الإعلام، يؤكد أن هذا المؤتمر لن يكون بأي حالٍ من الأحوال بديلاً عن مفاوضات جنيف، بل ستكون نتائجه فرصة هامة لتفعيل هذه المفاوضات حول جميع المسائل، وصولاً لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 دون شروطٍ مسبقة من أية جهةٍ كانت، حتى يتمكن الشعب السوري في نهاية المطاف من المشاركة الحقيقية في صنع مستقبل بلده على الصعد كافة، وخصوصاً أن هذه المبادرة أتت من الدولة التي قدمت كل الإمكانيات، وشاركت بشكل مباشر بالقضاء على الإرهابيين، وتؤكد بشكل دائم على وحدة الأراضي السورية، واحترام سيادتها، وتربطنا بها على مدى التاريخ علاقة الصداقة والتعاون على أساس المصلحة المشتركة في كافة المجالات وخاصة السياسية والعسكرية والاقتصادية.


معاً لإنقاذ سورية والسوريين.
حزب الإرادة الشعبية
14\1\2018

آخر تعديل على الأحد, 14 كانون2/يناير 2018 21:52