دليقان: اتخاذ مواقف متعجلة من «سوتشي» أمر غير حكيم

دليقان: اتخاذ مواقف متعجلة من «سوتشي» أمر غير حكيم

أجرت كل من قناتي «الغد العربي» و«سكاي نيوز»، خلال الأسبوع الفائت حواراً مع عضو منصة موسكو، وعضو وفد المعارضة السورية إلى جنيف، مهند دليقان، للحديث حول المستجدات السياسية الأخيرة بما يخص الحل السياسي للأزمة، ومؤتمر «سوتشي»، نعرض فيما يلي أبرز ما حملته هذه الحوارات من ردود..

لم توجه دعوات رسمية لـ«سوتشي»..
حول «سوتشي» والمواقف التي ظهرت من الأطراف حتى اللحظة، أوضح دليقان: «أنه كان هنالك اجتماع عام لهيئة التفاوض لنقاش هذه المسألة بالذات، وكان هنالك مواقف أولية متباينة من الأقصى إلى الأقصى ولكن جرى توافق على أن اتخاذ موقف متعجل من هذه القضية لا يعد أمراً حكيماً، استذكاراً لمواقف سابقة سواء بيان جنيف أو أستانا أو حتى قرار 2254 التي رفضته بعض الجهات المعارضة بشكل متسرع في اللحظات الأولى من ظهوره ثم عادت لتوافق عليه، ولذلك جرى توافق عملياً أنه من الواجب أن يكون القرار حكيماً ورزيناً على أساس معطيات كافية وضمن هذه العملية ينبغي التواصل مع رعاة هذه المؤتمر، وبشكل خاص الراعي الأساسي الروسي، للاستفهام منه، ولمعرفة المعطيات أكثر عن هذا المؤتمر، وبالتالي بعد ذلك يتخذ قرار واضح». وتابع: «بالنسبة للذين تسرعوا بعملية الرفض منذ البداية، يمكن أن أصنفهم بين خانتين أساسيتين؛ فهنالك مواقف رفض لا تنبع عملياً من نوايا سيئة، بل من عواطف محددة أو مشاعر محددة. ولكن ما يلاحظ من خلال الحملة المركزة التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية، أن هناك من مواقفه ليست مواقف فردية جرت من هنا أو هناك وإنما هناك موجة من عمليات الرفض توحي وكأن هنالك مركز قرار ما اتخذ هذا القرار»...«الأن تجري عمليات مسبقة لهذا المؤتمر، نحن ندعوا الجميع إلى التريث واتخاذ مواقف عاقلة والاستفهام بشكل أفضل عن هذا المؤتمر، لأنه فعلياً حتى هذه اللحظة لم توجه دعوات رسمية لأحد وأنا مسؤول عن كلامي، مازال الكلام هو كلاماً سياسياً عاماً في الإعلام، وجدول الأعمال غير محدد، والمكان غير محدد بشكل نهائي والمدعوون غير محددون بشكل نهائي. وبالتالي من غير المفهوم عمليات الرفض المتسرعة لهذا المؤتمر».

لا حل إلا عبر الحوار
وبما يتعلق بتصريحات بوغدانوف حول «سوتشي» قال دليقان: «ما فهمته من التصريحات حول مسألة الرئيس السوري أنها لن تكون موضع نقاش في هذا المؤتمر، لأن غايته هي تعزيز وتدعيم مؤتمر جنيف، لأنه فعلياً واحدة من الاشكالات الأساسية التي تعيق التقدم الجدّي في مسار جنيف هي هذه المسألة، طرح شروط مسبقة واتخاذها كذرائع من جهة، وتراشق الاتهامات من الطرفين بشروط وشروط مسبقة والمحصلة النهائية أن المفاوضات المباشرة لم تعقد حتى هذه اللحظة، وبالتالي يبدو أن هناك محاولة لنزع فتيل هذه المسألة من خلال الدخول إلى مسألة الحوار الوطني والاستباق على هذه المسألة».

لا يمكن إنكار وجود معارضة حقيقية
وبالحديث حول وجود معارضة حقيقة في الداخل السوري، أكّد دليقان: «هنالك معارضة في سورية، وأساس مفهوم المعارضة الجدّية يفترض أن لا تكون بشكل دائم خارج البلاد، وتلقي البيانات السياسية من خارج البلاد. المعارضة هي فعل جدّي على الأرض، لا أقول أن هنالك مستوى حريات سياسية حقيقي في سورية كما هو مطلوب، على العكس هناك مستوى حريات سياسية متدني جداً بالمعنى التاريخي، ولكن مع ذلك القوى الجدّية كانت تجد لنفسها المخارج والطرق لكي تمارس عملها مع الناس ابتداءً من المستويات المطلبية وصولاً إلى المستويات السياسية، وبالتالي المعارضة موجودة بالمعنى التاريخي في سورية ولم تغب يوماً عن التواجد في سورية والصورة المقدمة عن سورية، وكأنها صندوقاً أسود يشبه كوريا الشمالية هو جزء من «بروباغندا» إعلامية، لأن هنالك قوى جدّية لا يمكن إنكار نضالاتها».