منصة موسكو: غايتنا الوصول إلى المفاوضات المباشرة

منصة موسكو: غايتنا الوصول إلى المفاوضات المباشرة

أجرى أعضاء منصة موسكو للمعارضة السورية، وأعضاء وفد المعارضة المفاوض إلى جنيف، لقاءات إعلامية عدة خلال الأسبوع الفائت، وذلك للحديث حول المعطيات الجديدة فيما يخص الجولة الثامنة من جنيف، والحل السياسي للأزمة السورية. فيما يلي، نقدم أبرز الأفكار والردود التي حملتها تلك اللقاءات..


الوفد الواحد تقدمٌ في مسار جنيف
حول ما حققته الجولة الثامنة من جنيف، أوضح عضو وفد المعارضة المفاوض في جنيف، مهند دليقان في 14/12/2017: « لا نستطيع القول أن شيئاً فعلياً قد تحقق من هذه الجولة كمحصلة نهائية، ولكن هنالك بعض التقدم الذي جرى على الأقل في مسألة تشكيل وفد واحد للمعارضة، وزيادة درجة الانسجام ضمن هذا الوفد: ولكن غايتنا في النهاية هي: الوصول إلى المفاوضات المباشرة، وهذا ما لم نصل إليه حتى هذه اللحظة. وتابع: «في الحقيقة ما جرى هو التذرع في مسألة الشروط المسبقة والتذرع في بيان الرياض. نحن قلنا منذ البداية: إن النظام سيتذرع في هذه المسألة وللأسف جرى ما قلنا عنه، رغم أن وفد المعارضة حاول أن يسير خطوة إلى الأمام من خلال التصريح الصحفي للمكتب الإعلامي للوفد التفاوضي قبل يومين، إن ذكرتم ذلك التصريح، كان التصريح واضحاً أن الوفد موجود للنقاش على أساس مرجعية 2254 ودون أيةِ شروط مسبقة ودعونا الوفد الحكومي للانخراط في عملية المفاوضات المباشرة على هذا الأساس».

التنازلات للشعب السوري فقط..
وفي التعليق على تصريحات رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري حول الاتهامات الموجهة للمعارضة، أكّد دليقان: «في الحقيقة إن هذا النوع من التصريحات غير مفيد إطلاقاً، في النهاية سنصل إلى طاولة مفاوضات مباشرة، وهذه اللغة هي لغة غير جيدة، وفي النهاية نحن جميعنا سوريون، والعلاقة بين السوريين ينبغي أن تكون علاقة سياسيين وليسوا أعداء، وبالتالي هذا الكلام بالضد من الحل السياسي وهو لا يرتقي إلى الضرورة الملحة التي نحن أمامها الآن لإنهاء الكارثة الإنسانية، التي نحن فيها، والدخول إلى عملية التغير الجذري المطلوبة والمستحقة منذ زمن بعيد. في الأحوال كلها ما جرى حتى الآن هو أن مسألة الشروط المسبقة ما زال التذرع قائماً فيها لأنها لم تحل حتى النهاية، نحن نعمل على سد الذرائع جميعها وسنصل إلى هذه الحالة حيث سنسد الذرائع كلها ونذهب إلى المفاوضات المباشرة، ونتفهم أن في الطرف الحكومي يوجد من لا يريد الدخول في المفاوضات المباشرة، لأنكم كما تعلمون بمجرد الدخول في المفاوضات المباشرة سنصل إلى حالة يكون فيها هنالك تقديم تنازلات مؤلمة بطبيعة الحال، تنازلات من الأطراف جميعها، وهذه التنازلات المقصود فيها تنازلات عن التصورات الأولية التي كانت موجودة لدى الأطراف كلها، ولكن ما يهمنا فعلاً هو: أن التنازلات التي ستقدم من الجميع ضمن المفاوضات على أساس مبدأ التوافق، هي تنازلات لمصلحة الشعب السوري، وليست تنازلات من المعارضة للنظام أو من النظام للمعارضة».

المطلوب ليس تسجيل النقاط
وتابع دليقان: «دي مستورا يتحمل مسؤولية أساسية عما جرى في هذه الجولة، لأنه كان موجوداً في اجتماع الرياض، ولم يتدخل في منع وضع الشروط المسبقة ضمن بيان الرياض، ولذلك لا يحق له كثيراً أن يعلق على هذا الطرف أو ذاك بهذا المعنى، ولكن في جميع الأحوال بما يتعلق في التوقعات، والضغوطات، أعتقد أن الضغوطات ستمارس على الجميع للوصول إلى طروحات عقلانية وواقعية تسمح للخروج الحقيقي من الأزمة السورية»... «المطلوب الأن ليس تسجيل النقاط من طرف على آخر، وإنما المطلوب أن يجرىَ الضغط على الجميع للوصول إلى المفاوضات المباشرة. هنالك من يفكر في عقلية ضيقة في تحقيق انتصارات جزئية، ها هنا تقدم هذا الطرف وكان أكثر إيجابية وها هنا تراجع طرفٌ أخر، ليس همنا. همنا الحقيقي هو: ليس تسجيل النقاط بل حل الأزمة بشكلٍ فعلي، والذهاب إلى مفاوضات مباشرة».

القول بـ«فشل جنيف» بث للروح السوداوية..
وبالرد على سؤال حول «هل فشل جنيف؟» أوضح عضو وفد المعارضة المفاوض إلى جنيف، سامي بيتنجانة، عبر لقاء على قناة «العربية/الحدث»: «أنا ضد هذه الكلمة التي تُردد دائماً على الإعلام «فشل جنيف.. فشل جنيف»، هذا الضخ الإعلامي الذي يبث الروح السوداوية في هذه المفاوضات، بالطبع المفاوضات دائماً صعبة وبالطبع ما يحصل لن ينتهي بيوم وليلة، على العكس هنالك تقدم حصل، اليوم وفد المعارضة هو وفد واحد، وبالطبع هو غير موحد، هنالك رؤى متباينة، ولكن اليوم نتناقش ونتحاور معاً وهناك الكثير من المشتركات وهناك عدد من الخلافات، ولكننا على الأقل نحن نلتقي مع الجميع على أننا نريد تطبيق القرار 2254 الذي هو حل للمشكلة السورية، وهو ما سيؤمن البيئة الآمنة وهو ما سيعيد المهجرين. هناك للأسف تيارات متشددة ما زالت في المعارضة، وهناك مخربون كثر وهناك جهات تدعم باتجاه التخريب، وهذا ما ندفع ثمنه اليوم، بصراحة نحن حذرنا كثيراً في منصة موسكو وقلنا: أنه يجب ألا يُطرح أي شرط مسبق قبل المفاوضات، وإلا ستُنسف المفاوضات، ولكن أصر البعض على الشروط المسبقة وعلى التصريحات الاستفزازية».
وبخصوص التقدم في المباحثات مع وفد النظام، تابع بيتنجانة: «للأسف هذا الشيء لم يحصل، وليس هناك تقدم في المحادثات مع وفد النظام، لكن هناك تقدمات حصلت، وما حصل في هذه الجولة قد يكون خطة للجولة القادمة لتكون أفضل.. لم تحصل الآن مفاوضات مباشرة بسبب أن هناك ذرائع أخذها النظام مما حصل من قبل في بيان الرياض2».

تمثيل «قوات سورية الديمقراطية» هام
وفيما يتعلق بتمثيل قوات سورية الديمقراطية، بينت المستشارة لدى وفد المعارضة المفاوض في جنيف، عروب المصري: «نحن نتمنى أن يزداد التمثيل لقوات سورية الديمقراطية وللأطراف الكردية جميعها داخل المعارضة وداخل النظام كذلك، ونعتقد أنه يمكن أن يكون هناك زيادة لنسب التمثيل في المرحلة القادمة». وتابعت: «إشراك طرف عسكري في جنيف ليس شيئاً جديداً، لأنه سلفاً توجد أطراف عسكرية».

رؤية منصة موسكو واضحة..
وحول المشاورات بشأن الدستور والانتخابات، بيّن العضو المستشار لدى وفد المعارضة المفاوض فهد حسن: «نحن كوفد شكلنا لجان ونقدم أوراقاً ودراسات، ونقدم رؤيتنا في هذه المواضيع ونضعها بين يدي دي مستورا والفريق الدولي، وننتظر موقف الوفد الحكومي من هذا الموضوع. نحن جاهزون لكل شيء، رؤيتنا وقراراتنا واضحة، جئنا بـ2254 كحد أدنى بالنسبة لنا كمنصة موسكو لنذهب إلى الحل السياسي عبر المفاوضات المباشرة مع وفد الحكومة».

آخر تعديل على السبت, 16 كانون1/ديسمبر 2017 22:06