دليقان: ندعو الجميع إلى الذهاب للمفاوضات المباشرة

دليقان: ندعو الجميع إلى الذهاب للمفاوضات المباشرة

أجرت قناتا «العربية/الحدث»، و«الميادين»، خلال الأسبوع الفائت، حوارات مع عضو منصة موسكو، وعضو وفد المعارضة السورية إلى جنيف، مهند دليقان، تحدث خلالهما حول التطورات السياسية بما يخص المفاوضات السورية في جنيف، والمستجدات السياسية في المنطقة، وفيما يلي نعرض جزءاً مما حملته هذه اللقاءات من ردود..

مقاطعة جنيف غير ممكنة..
حول المعلومات عن توقيت توجه الحكومة السورية إلى جنيف، أجاب دليقان: «نرجّح أن الحكومة السورية ستأتي لتتابع المسار في مباحثات جنيف، لأنه من غير الممكن مقاطعة هذه العملية بشكل كامل، لكن عملياً هي تأخرت عن الجزء الأول من هذه الجولة، والآن: تتأخر عن الجزء الثاني منها، ولو أجرينا مقارنة مع الجولات السابقة، كانت بعض أطياف المعارضة هي من تعلن توقيف المفاوضات أو تعليقها، أما الآن انتقل الدور إلى النظام ليلعب هذا الدور، أو على الأقل المتشددون ضمنه، وهو يتذرّع حالياً بمسألة الشروط المسبقة التي حذّرنا منها عملياً، وقلنا: أن الأمور ستذهب بهذا الاتجاه، وسيعملون على مبدأ «أجت والله جابها» بمعنى: قول هذه الشروط المسبقة سيتم استخدامها من الطرف المقابل لتعطيل بدء المفاوضات المباشرة عملياً».
وعن الشروط المسبقة، والمطالب من الحكومة السورية، أكّد دليقان: «نحن موقفنا هو ضد وضع الشروط المسبقة، وقلنا: أن وضع هذه الشروط ضمن البيان سيستخدم كذريعة، وهذا ما جرى للأسف، وبالتالي كنا ولا نزال ضد وضع أية شروط بقضية الرئيس لا رحيلاً ولا بقاءً، وهذه المسألة هي مسألة تفاوضية كبقية المسائل، ويمكن الحديث عنها على طاولة المفاوضات المباشرة، لكن طرحها كشرط قبل الدخول المفاوضات المباشرة هو مسألة معرقلة».
التوافق حول ورقة دي مستورا مطلوب
ولتوضيح ما جرى في لقاء المعارضة السورية مع المبعوث الأممي دي مستورا، قال دليقان: «جرى تركيز البحث عملياً حول النقاط الاثني عشر التي تم تقديمها له سابقاً، وتم تقديم التعديلات عليها، وجرى بحث عام عن أجندة الجزء الثاني من الجولة وفقاً للاحتمالات المختلفة»، وأضاف دليقان: «ليس هنالك أي جديد حول ورقة دي مستورا، بمعنى: أنه هنالك فعلياً تعميق للنقاش حول هذه الورقة، لأنه فعلياً المطلوب الوصول إلى ورقة مشتركة بين الطرفين. السيد دي مستورا يطرح ورقة يرى من خلالها المشتركات حسب رؤيته، وينبغي للطرفين أن يعطيا ملاحظاتهم على هذه الورقة، حيث تتحول في النهاية إلى ورقة متفق عليها من الطرفين على شكل سورية المستقبل بوصفها ضوءاً في نهاية نفق المفاوضات بتحديده يمكن الدخول إلى مفاوضات وإضاءة هذا الطريق للخروج منه.
لا حل إلا بالتفاوض..
وعن خيار المعارضة في حال لم يأتِ وفد الحكومة، أكّد دليقان: «متابعون في الجولة حتى النهاية، هنالك الكثير من الأوراق ينبغي العمل عليها سواء في سلة الدستور، أو في سلة الانتخابات، ولكن بطبيعة الأحوال نتمنى أن نذهب إلى المفاوضات المباشرة، وندعو الجميع للتحلي بالشجاعة والمسؤولية الوطنية والمرونة للذهاب نحو المفاوضات المباشرة، لأنه لا حل للأزمة السورية دون المفاوضات».
وبالتعليق على مسألة القضية الكردية، وموضوع تمثيل الأكراد في المفاوضات السورية، بيّن دليقان: «أمريكا منافقة في عدة قضايا، وهذه واحدة من القضايا التي لطالما نافقوا فيها. بدأت قضية النفاق الواضح في موضوع الأكراد في مسألة تمثيلهم ضمن المعارضة. الاتحاد الديمقراطي عملياً هو قوة أساسية ضمن القوى الكردية، ودائماً كان يجري التذرع بفيتو تركي على تمثيلهم، لكن الفيتو الحقيقي من تحت الطاولة هو فيتو أميركي، لأن الرعاة الأساسيين لعملية جنيف هم روسيا وأمريكا، ولو توافقا على حضوره لحضر ضمن المعارضة، بالتالي هم عملياً يتعاملون مع مختلف هذه القضايا على أساس محاولة البحث عن فوالق مختلفة بغرض تغذية النزاعات البينية، دون أن يكونوا موجودين بشكل مباشر». وتابع دليقان: «الاتجاه العام لأمريكا اليوم وفي منطقتنا، هو اتجاه انسحابي، ومن المؤكد أنكم سمعتم أنهم قاموا بسحب 400 جندي أمريكي من الشمال السوري، ما يجري عملياً بما يخص الأكراد في سورية، وكذلك فيما جرى بمسألة الاستفتاء في العراق، أنهم كانوا يحاولون بعد أن انهارت عملياً أداة «داعش» وأداة النصرة وما شابهها_ وهي أدوات الفوالق الداخلية- العمل على مسألة الفالق القومي (الكردي_ العربي) و(الكردي_ الفارسي) و(الكردي_ الكردي) وإلى ما هنالك، ولكن حتى الآن الظاهر وبشكل واضح أنهم يفشلون في هذه العملية، وهم غير قادرين على الاستمرار بإشعال الفتائل».
النصر للشعوب..
وحول من ينتصر فعلياً ومن ينهزم في المنطقة وفي العالم كله، أوضح دليقان: «من ينتصر فعلياً هو محور الشعوب بالمعنى العام الدولي لأن ما يجري تهديمه اليوم هو علاقات التبادل اللامتكافئ بالمعنى الدولي، وهو ما يجب تدميره، لأن المركز الغربي الاستعماري قام بنهب هذه الشعوب. وحتى الدول الصاعدة في الميزان الدولي، حتى اليوم في الميزان التجاري، هي دول منهوبة من قبل دول المركز الرأسمالي، لذلك الانتصار الفعلي هو لمحور الشعوب على المستوى العالمي».
مسألة الرئيس مسألة تفاوضية..
وعن التغيرات في المواقف الإقليمية فيما يخص الأزمة السورية، قال دليقان: «مجمل المعسكر الغربي، والسعودية وتركيا يعيشون اليوم حالة انتقال. السعودية اليوم تجري انعطافاً صعباً جداً بالنسبة لها، وهي تتراوح بين التشدد حيناً والتراخي حيناً، ومن يقرأ الأرقام التي تخص الأزمات السعودية، فهم خلال ثلاث سنوات من حرب النفط التي كُلّفوا بها، كلفتهم عجزاً بميزانهم التجاري 202 مليار دولار، أي: بنسبة 22% من الموازنة لعام 2017. وتابع: «نستطيع القول: أن السعودية بدأت بتغيير مواقفها وهنالك تغيَّر لمسناه على الأقل حين اقترحنا عليهم اقتراح الصمت الإعلامي، في مسألة شرط الرحيل للرئيس السوري، بأن موقفنا فيها لا بقاء ولا رحيل كشرط مسبق، وليس فقط لا رحيل، ولكن فليصمت الجميع إعلامياً اليوم تجاه هذه القضية، وحين نصل إلى طاولة المفاوضات المباشرة فليطرح كلٌّ رأيه في هذه القضية. عندما طرحنا هذا الأمر وافق السعوديون على هذا الطرح، وبالتالي لمسنا بهذا المعنى اتجاهاً نحو تغيّر في الموقف، ولكن لا نستطيع أن نقول إنه حتى الآن اتجاه حازم ونهائي لأن ما تبع ذلك من عمل سعودي ضمن المسألة اللبنانية لا يشير إلى انحراف جدّي عن المسار الأمريكي».
نقل العاصمة
تغطية للانسحاب الأمريكي
وحول القرار الأمريكي الأخير بنقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، أكّد دليقان: «أن خطوة ترامب هي من حيث الشكل هجومية، ولكن من حيث الجوهر والمضمون هي خطوة تراجعية. من يقرأ التوازنات الدولية والاتجاه العام لهذه التوازنات يرى فعلياً أن الغرب ككل هو في حالة تراجع وانكفاء، ولذلك في حالات التراجع والانكفاء يقوم المتراجع بالتركيز على نقاط ارتكاز أساسية. وبالنسبة لأمريكا الاتجاه الآن نحو الشرق الأقصى؛ حيث العدو الأخطر بالنسبة لهم أي الصينيون، أما في منطقتنا، فالمطلوب هو: تراجع تحت النار مع إبقاء نقاط ارتكاز أساسية. ونقاط الارتكاز الأساسية هي عملياً: ضمن الخليج العربي، وفي فلسطين عبر الكيان الصهيوني. حملة ترامب الانتخابية وتوجهه السياسي العام، يوضح الانسحاب في ملفات كل من تركيا وسورية والعراق، ومن مختلف أرجاء المنطقة، وبالتالي ما يجري هو تغطية للانسحابات بالجملة التي تجري من المناطق الأخرى».