لافروف: العملية السلمية لن تنتهي في "جنيف-2" بل ستتواصل في جولات أخرى من التفاوض

لافروف: العملية السلمية لن تنتهي في "جنيف-2" بل ستتواصل في جولات أخرى من التفاوض

شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن المؤتمر الدولي الخاص بسورية لن ينتهي يوم 22 يناير/كانون الثاني، مشددا على أن عدة جولات من المفاوضات المباشرة يجب أن تجري في إطار "جنيف-2".

وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك بعد المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو الخميس 16 يناير/كانون الثاني 2014 أن المفاوضات المباشرة ستبدأ بعد الافتتاح الرسمي للمؤتمر في 22 يناير/كانون الثاني.
وتابع قائلا: "لا يعرف أحد الوقت الذي ستتطلبه العملية، ويجري حاليا التنسيق بشأن الأطر الزمنية للجولة الأولى. لكن من الواضح أنه ستكون هناك أكثر من جولة، ولذلك لن ينتهي "جنيف-2" في 22 يناير بل سيبدأ".
وذكر لافروف أن موسكو قلقة للغاية من محاولات تضييق قائمة أطياف المعارضة التي ستشارك في "جنيف-2". وقال: "إن نجاح "جنيف-2" مرهون بإبداء الجميع إرادة طيبة، وهو ما يتطلب ضمان تمثيل مؤثر خلال المؤتمر. وذلك يتعلق بالأطراف السورية، وقبل كل شيء، بالمعارضة، لأننا قلقون للغاية من محاولات تضييق قائمة أطياف المعارضة التي سيكون لها تمثيل في "جنيف-2". لكن مسألة التمثيل تشمل أيضا قائمة اللاعبين الخارجيين".
واستغرب لافروف من طرح شرط إضافي لمشاركة إيران في "جنيف-2"، قائلاً إنه لا يدرك لماذا توضع شروط إضافية للحضور الإيراني للمؤتمر.
موضحا أن القبول بالبيان الذي صدر عن مؤتمر جنيف الأول في 30 يونيو/حزيران عام 2012، ضروري لجميع المشاركين في المؤتمر، كما أن بيان جنيف يشكل أساس المؤتمر الجديد، معتبرا أن القبول بالدعوة إليه يعني أوتوماتيكيا القبول ببيان جنيف نفسه. واتفق معه ظريف، مشددا على أن بلاده لن تقبل بأية ظروف خاصة، لم تفرض على المشاركين الآخرين في المؤتمر.
وأعاد الى الأذهان أن طهران سبق أن رحّبت بالاتفاقيات التي تم التوصل اليها في مؤتمر "جنيف-1".
وشدد وزير الخارجية الروسي على أن المحادثات التي يجريها اليوم مع نظيره الإيراني وسيجريها غدا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم لا تعني وجود أي مشروع ثلاثي أو موقف منفرد للبلدان الثلاثة.
وقال: "ليس هناك شيء نخفيه، وليس لدينا أي جدول أعمال سري".
وتابع لافروف قائلا: "ندعو الى أن تكون سورية دولة ذات سيادة، والى ضمان وحدة أراضيها والحقوق المتساوية لجميع المكونات الإثنية والطائفية والفرق الأخرى التي تقطن هناك، لتعيش سورية بسلام وأمن مع جيرانها. وطبعا نحن، مثل الشعب السوري وإيران، نهتم باجتثاث بؤر الإرهاب في الأراضي السورية".
وأضاف: "هذا هو موقفنا المشترك، ويشاطره المجتمع الدولي برمته. وهذه هي الأهداف التي نسعى لتحقيقها، عندما نساهم في تسوية الأزمة السورية. أما السبل لتحقيق هذه الأهداف، فليس بمقدور أحد أن يقرها، باستثناء الأطراف السورية نفسها".
وجدد لافروف موقف موسكو الخاص بضرورة مشاركة كل من إيران والمملكة العربية السعودية في مؤتمر "جنيف-2" المرتقب.
وقال: "آمل أن يتم توجيه الدعوات في وقتها، لتمكين جميع المشاركين من الحضور". وأوضح أن موسكو تنطلق من أن الجانب الإيراني سيكون جزءا من الجهود المشتركة لتسوية الأزمة السورية في أي حال من الأحوال. وذكر لافروف أن طهران مهتمة بحل القضية السورية بطرق سلمية، ولها تأثير على العمليات التي تجري داخل سورية.
وأكد الوزير أن موسكو وواشنطن لن تمارسا أي ضغط على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فيما يخص توجيه الدعوات للجهات المشاركة في مؤتمر "جنيف-2" الذي من المقرر أن يفتتح يوم 22 يناير/كانون الثاني في مونترو. وأوضح: "يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بتوجيه الدعوات، وذلك وفق ما اتفقت عليه روسيا والولايات المتحدة بصفتهما الطرفان اللذان بادرا بعقد "جنيف-2". ولا يجوز أن يكون هناك أي ضغط على الأمين العام لا من قبل روسيا أوالولايات المتحدة ولا من أية جهة أخرى".
وتابع أن موسكو وواشنطن تثقان بالأمين العام للأمم المتحدة باعتباره سياسيا مسؤولا يدرك جميع الظروف في المنطقة ويعي مسؤوليته عن نجاح "جنيف-2". وشدد على أن هذا النجاح مرهون بإبداء الجميع إرادة طيبة، كما أنه يتطلب ضمان تمثيل واسع خلال المؤتمر.

لافروف: يجب الامتناع عن خطوات قد تؤثر سلبا على سير تسوية قضية النووي الإيراني
وفي تطرقه الى موضوع البرنامج النووي الإيراني، قال لافروف إن موسكو تدعو جميع الأطراف الى الامتناع عن تصريحات وخطوات تخرج عن أطر اتفاق جنيف وقد تلحق الضرر بعملية تسوية القضية النووية الإيرانية. وقال: "من المقرر أن يبدأ تنفيذ بيان جنيف يوم 20 يناير/كانون الثاني، وذلك سيوفر الظروف اللازمة لوضع اتفاقيات مناسبة تؤدي الى تسوية نهائية وشاملة لهذه المسألة. ونعتقد أنه من المهم مواصلة التعاون البناء بين جميع المشاركين في العملية من أجل الحفاظ بل وتعزيز روح العمل المشترك التي تبلورت في جنيف.