الياس دبانة الياس دبانة

منبر النقاش حول: «ميثاق شرف الشيوعيين السوريين»

تتابع «قاسيون» النقاش حول «ميثاق شرف الشيوعيين السوريين».  ويمكن للراغبين بالمشاركة إرسال آرائهم على عنوان الصحيفة، أو عبر البريد الالكتروني..
نلفت النظر إلى أن الآراء المنشورة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن  رأي «قاسيون» ، بل تعبر عن آراء أصحابها في كل الأحوال.

أسئلة.. وأسئلة..

لو بدأنا بالممارسات والتصرفات التي مورست بحق الرفاق مابعد المؤتمر التاسع.. هل الأخلاقية والممارسات تلك هي جديدة أم طارئة على عقلية القيادة؟!
وهل هذه الأزمة هي الوحيدة، أم أنها جزء من سلسلة أزمات بدأت منذ عام 1969 عام المؤتمر الثالث للحزب وأوصلت الحزب الى ماوصل اليه؟!
ولنعد الى عام 1969 عام المؤتمر الثالث لنسأل أيضاً: هل هذه الأزمة التي هزت الحزب هي أزمة طارئة أم أنها نتاج لتراكمات عمرها أكثر من عقدين ونيف، أي منذ المؤتمر الثاني للحزب عام 1944؟، والذي يعتبره الرفاق اللبنانيون المؤتمر الأول. هل كان بالإمكان أن تكون الأزمة التي ظهرت عام 1969 أخف وطأة على الحزب والوطن لو أن عام 1969 كان عام المؤتمر السابع أو الثامن مثلاً، لا المؤتمر الثالث؟.

وثمة سؤال هو: كيف كان الحزب يعمل بغياب السلطة العليا فيه، أي المؤتمر العام، خلال الـ 25 سنة التي مرت؟، ومن كان السلطة العليا فيه؟!
وهل أن الظروف التي كانت سائدة خلال عام 1944 أفضل من الظروف اللاحقة، حتى تتعطل المؤتمرات كل هذه الفترة؟!
لكن هنالك سؤال: هل الرفاق القادة، وتحديداً الذين انتفضوا على واقع الحزب وقدموا برامج بديلة وشكلوا تنظيمات موازية، هل استطاعوا أن يقدموا النموذج الأفضل وأعادوا للحزب مكانته التي يجب أن تكون؟!

وهل إن التنظيمات الشيوعية والتي هي ثلاثة أو أكثر والموجودة والمفترقة، ألا تشكل إجابة متعنته على أن مواضيع الخلاف في الحزب قد حسمت وأن كل تنظيم يعمل على أنه التنظيم الشرعي وهو حزب مستقل رغم أن معطيات الواقع تؤكد غير ذلك، وأن هذه التنظيمات لاتحمل شيئاً من ملامح المستقبل، لاتلك الموجودة في الجبهة ولا خارجها..
ألا تدل هذه الحالة بإحدى دلالاتها على عقم قيادات هذه التنظيمات، وأن موضوع وحدة الحزب المؤجل الى أجل غير مسمى، أحد أسبابه هو مصلحة هذه القيادات وأوضاعها. ولا أدل على ذلك من موقف هذه القيادات السلبي من اعلان ميثاق الشرف والذي يعتبر حالة من حالات البحث عن بديل، والذي كان من المفروض أن يكون محاوراً على الأقل. قد تكون حجتهم أن جماعة الميثاق طرحت نفسها بديلاً عن هذه التنظيمات. لكن هذا الطرح ليس بمشكلة طالما أن الحزب المقترح، السلطة العليا فيه للمؤتمر، وهنالك إقرار بالخلاف في وجهات النظر وما الى ذلك...

السؤال: هل أن هذه القيادات التي أصبحت عقبة بحد ذاتها، أليست نتاج الظرف الموضوعي الذي مر به الحزب. أليست مفرزاً من مفرزات أزمة الحزب المتراكمة والتي تمتد بعيداً في تاريخه؟!
ألم يكن بالامكان أن يتوفر كادر أفضل. ألم ينجب الحزب كوادر فعالة ومثقفة ونظيفة تستطيع أن تتعامل بفعالية أكبر مع أزمات الحزب وأن تخفف قدر الامكان من وطأة هذه الأزمات على الحزب والوطن؟!
برأيي أن الحزب أنجب كوادر فعالة ومثقفة وأدباء كباراً. لكن ظروف الدكتاتورية المتسلطة التي ابتلى بها الحزب عبر تاريخه وضعت هذه الكوادر خارج الحزب بصورة أو بأخرى ولم يبق في الحزب إلا الكادر الذي استطاع أن يتأقلم مع هذه الظروف وهو الأقل كفاءة من جميع النواحي.

لذلك فإن بناء حزب شيوعي موحد، حزب المستقبل، يحتاج الى الكثير من الجهد والنقاش والحوار والعودة الى تاريخ الحزب خاصة ودراسة تاريخ الحزب بشكل مفصل. فهنالك الكثير من الجوانب والقضايا مازالت غافلة عنا. وما زالت معلوماتنا عن تاريخ الحزب فيها الكثير من التشويش والضبابية. ولا زال الحديث عن ماضي الحزب يحمل الكثير من السطحية ولغة المنتصر الذي أثبتت الحياة صدق مقولته.. وما الى ذلك..

معلومات إضافية

العدد رقم:
179