ق.ج ق.ج

24 تموز

صادف يوم 24 تموز الماضي الذكرى السنوية لمعركة ميسلون والذكرى السابعة لرحيل الرفيق خالد بكداش الشخصية الوطنية الكبيرة والشيوعية المعروفة عالمياً. وإذا كان الاحتفال بذكرى ميسلون هو مناسبة لتعميق روح المقاومة والتأكيد على أهمية القيم الاستشهادية التي أرسى أساسها في تاريخنا الحديث أبطال مثل يوسف العظمة وجاء شهداؤنا الكبار ليسيروا على معالم هذا الطريق فالمثل الذي ضربه فرج الله الحلو ورفاقه أمثال حسين عاقو وسعيد الدروبي وأحمد الزعبي وعمر عوض وناصر عيسى وحكمت قطان وغيرهم وغيرهم، سيبقى نموذجاً تستلهم منه أجيال الشباب القدوة في المعارك التي تخوضها اليوم ضد قيم السوق والسوء المتمثلة بأصحاب العولمة المتوحشة ومن لف لفهم من خانعين ومتخاذلين الذين بحجة الواقعية السياسية، هم مستعدون للتنازل عن الوطن والمصالح الوطنية.

إن منطق يوسف العظمة هو منطق السباحة ضد التيار وإذا لزم الأمر التضحية بالذات من أجل الحفاظ على الكرامة الوطنية، كرامة الأرض والشعب...

وخالد بكداش كان ابن تلك المرحلة التي وضع أساسها يوسف العظمة، فوسم بشخصيته تاريخ الحركة الشيوعية في سورية، وبغض النظر عما يقوله مؤيدوه أو خصومه تبقى قضية لايمكن إنكار دوره فيها هي الشجاعة السياسية التي كان يتحلى بها في اللحظات الانعطافية في تاريخ الوطن والحزب، والتي كانت تعبر عن أحد جوانب جوهر الأسلوب الذي أثر فيه على مسار الحركة كله حتى يومنا هذا.

لقد قال ميثاق الشرف إن الشيوعيين يحترمون شهداء الحزب وبناته، وخالد بكداش أحد هؤلاء البناة الذين سيقول التاريخ كلمته فيهم بكل موضوعية، طال الزمن أو قصر. ولكن الشيوعيين لن يقبلوا أن يحول البعض خالد بكداش أو غيره إلى أيقونة لها شكل ومفرغة من المحتوى. ويسير في هذا الاتجاه مع الأسف عمداً أو عن غير عمد أولئك الذين يتحدثون كثيراً عن «البكداشية» وكأن هناك طريقة أو مذهباً بهذا الاسم، وعلى حد علمنا فإنه كان يعتبر نفسه مناضلاً ثورياً ماركسياً ـ لينينياً لاأكثر ولاأقل، وكان سيضيره ذلك النوع من المديح الذي يؤدي إلى ابتذال الفكرة المراد الدفاع عنها في نهاية المطاف، والمعروف أن طريق جهنم مفروشة بالنوايا الحسنة، والشيء الذي لابد من ذكره أخيراً أن تعقيدات المرحلة التي عاش فيها أدخلته وغيره في معارك كثيرة، ليس هنا مجال تقييمها، ولكنه كان يأبى الإسفاف في هذه المعارك وينأى بنفسه بعيداً عن الهجوم المبتذل إن كان ضد أفكار أو ضد أشخاص. إن تقاليد الصراع المكتوب في الحزب الشيوعي السوري لم تصل بفضله وبفضل غيره إلى ذلك الدرك الذي يحاول البعض اليوم أن يجر الحركة إليه غير آبه بما يمكن أن يسبب ذلك من أضرار على مجمل الحركة وسمعتها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
179