عبدي يوسف عابد عبدي يوسف عابد

برعم الأمل

شيوعيون حقيقيون، منظمون ومبعدون، مؤمنون بالماركسية اللينينية ومرتبطون بحزبهم المجيد، ذي التاريخ النضالي العريق، وفدوا من جميع المحافظات، تحدوهم رغبة صادقة إلى لقاء الإقلاع بميثاق شرف الشيوعيين السوريين.

الهدف كبير ونبيل: توحيد طاقات وإرادات جميع الشيوعيين في حزب واحد وحيد. لا حزب جديد يضاف إلى فصائلها السابقة، بل بديل عنا جميعاً.
حزب ماركسي لينيني قلباً وقالباً، يقف على أرضية صلبة في الساحة النضالية، ويضطلع بمهامه الوطنية والطبقية والأممية، ويواصل تراثه النضالي، ويستعيد دوره الطبيعي الفعال، وهيبته وموقعه لدى الجماهير الشعبية.
حزب مبدئي يعود إلى تقاليده التنظيمية السليمة ـ بعد انحلالها بحيث ضاعت الفوارق بين الرفيق والصديق ـ وإلى الأخلاق الشيوعية النقية، وقوة وصلابة العقيدة وروح التضحية والإيثار، التي تميز بها الشيوعيون.
حزب يبعث بمنتسبيه إلى الفخر والاعتزاز بدوره الآتي ـ بالإضافة إلى ماضيه ـ الفعال المساهم في الحياة السياسية والاجتماعية، لا بتاريخه فقط.
عشرات الحاضرين تحدثوا بقلوب نازفة عن المصير المأساوي الذي وصلت إليه الحركة الشيوعية السورية، من الانقسام والتشرذم والاقتتال الداخلي والضعف العام، الذي تحولت معه إلى واجهةوإطار ليس  إلا..تحدثوا، ولاتزال نصال اللامبدئية تدمي أفئدتهم، عما لاقوه من اضطهاد قياديين في حزبهم، الذي انتسبوا إليه لرفع الاضطهاد والغبن عن المجتمع.
سحابة سعادة غامرة خيمت على اللقاء التاريخي، في جو سادته روح الرفاقية الشيوعية الحميمية، التي افتقدوها من زمان، وعبروا بشعور عال من المسؤولية، عن قناعاتهم الثابتة، ومساهمتهم الفعلية في هذا المسعى النبيل، الذي جسد طموحهم العارم المزمن.
لقد تلاقت آمال وأماني وطموحات مئات الشيوعيين الحاضرين ـ ممثلين لرفاقهم ـ في توحيد الشيوعيين السوريين في حزب واحد، وصبوا إرادتهم بتواقيعهم على الميثاق في مجرى الإقلاع به، فتجسدت بذلك الخطوة الأولى من المسيرة الظافرة، وبرعم الأمل المنتظر. ومسافة الألف ميل، كما قيل، تبدأ بخطوة.
لكن، يجب أن لا ننسى بأن هذا الأمل العظيم الكبير، لا يتحقق إلا بالعمل الصبور الدؤوب الجاد والنفس الطويل.
إن الشيوعيين الحقيقيين ـ أينما كانت مواقعهم ـ الحريصين على سمعة حزبهم وتراثه النضالي العريق، وذكرى شهدائه الأبرار، مدعوون لرفد هذه المسيرة ودعمها بإرادتهم وطاقاتهم وجهودهم المنتظرة، لبناء حزب شيوعي واحد وحيد، معافى الجسم سليم الرأس.
إن اللامبدئية مهما طال أمد تسلطها على مقدرات الحزب، فهي أخيراً، لابد من ان تنهار وتنهزم تحت ضغط تجمع وتراص وإصرار إرادة الشيوعيين المبدئيين لإنقاذ الحزب من كل زيف يشوبه.

معلومات إضافية

العدد رقم:
178