لا جلاء ولا استقلال بدون مقاومة بيان من الشيوعيين السوريين بمناسبة عيد الجلاء

المقاومة هي التي حققت الجلاء عام 1946.. وبالمقاومة الآن سنحقق الجلاء الأكبر في الجولان وفلسطين وجنوب لبنان. فمن عز الدين القسام عام 1919 إلى استشهاده عام 1935، إلى معركة ميسلون في 24 تموز 1920 واستشهاد البطل يوسف العظمة، إلى انتفاضات الساحل السوري، إلى الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش التي عمت سورية كلها، ومن معارك المزرعة حتى قلعة راشيا في لبنان قدم شعبنا آلاف الشهداء الأماجد الذين شقوا الطريق المجيد نحو الجلاء، ومن ثم حماية الاستقلال تحت رايات الوحدة الوطنية، ومن شعار: «الدين لله والوطن للجميع» إلى شعار: «سورية لن تركع» الذي نعتز بأننا أول من رفعه، ومازلنا نتمسك به في كل آن!.

وجوه الغزاة والمعتدين تتغير، وأشكال المؤامرات على وطننا العربي تتعدد، من سايكس ـ بيكو، إلى وعد بلفور إلى اغتصاب فلسطين بالدعم الأمريكي، إلى العدوان الثلاثي على مصر، إلى الأحلاف العسكرية، إلى عدوان حزيران 1967، إلى إجهاض حرب تشرين التحررية عام 1973، إلى مؤامرة كامب ديفيد ووادي عربة واتفاق أوسلو، إلى اجتياح لبنان عام 1982، إلى حصار العراق، كلها فصول في مسلسل الإرهاب الإمبريالي الأمريكي ـ الصهيوني ضد شعوبنا وسيادتنا وكرامتنا الوطنية، بالإرهاب الصهيوني والسلاح الأمريكي.. ولكن المقاومة لم تتوقف ولن تتوقف. فالمعركة مازالت مفتوحة على مصراعيها مع العدو الصهيوني وداعمته أمريكا، والشهداء يرسمون الطريق، والجماهير عادت إلى الشارع في العواصم العربية كلها معمدة بالدماء والشهداء في كل من البحرين وعمان والاسكندرية.. ضد التخاذل والخيانة.

ومنذ انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية على جيش الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان يوم 24 أيار 2000 وانسحابه مهزوماً، إلى انتفاضة شعبنا بفلسطين منذ 28 أيلول 2001 إلى المقاومة الأسطورية لأبطال فلسطين، إلى الصمود البطولي في مخيم جنين في وجه الغزو النازي ـ الصهيوني حتى الاستشهاد، وغدا خيار المقاومة الشاملة في فلسطين خط الدفاع الأول عن حركة التحرر الوطني العربية، ورأس حربة في وجه العولمة الأمريكية المتوحشة. وقد هبت شعوب العالم قاطبة تدافع عن شعب فلسطين، وتدين الإرهاب الصهيوني ـ الأمريكي أينما كان، وهاهو ذا شعب فنزويلا يحبط المؤامرة الأمريكية ويعيد رئيسه المنتخب ديمقراطياً إلى سدة السلطة، رغم أنف واشنطن وعملائها في الداخل.

إن الجماهير العربية الآن بكل قواها وطيفها المتعدد الألوان، خرجت إلى الشوارع مستعيدة وعيها على طريق استعادة دورها في تقرير مصيرها، وهي تتمسك بخيار المقاومة الشاملة ضد التحالف الأمريكي ـ الصهيوني، لأن المقاومة انتصار، والسكوت عن الجرائم الأمريكية خيانة عظمى، وهذا هو الخط الفاصل بين خيار الجماهير وتحالف الأنظمة العربية المشين مع الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الإرهاب في العالم، والخضوع الذليل لمطالبها ومصالحها!

إن وزير خارجية العدو الأمريكي كولن باول يطلب بوقاحة من الفلسطينيين إدانة شهدائهم وصمود أبطالهم في مدن جنين ونابلس وطولكرم ومخيم الشهادة، والقدس وبيت لحم وغزة والمخيمات، هذه المدن التي استباحتها 2500 دبابة، وتناوبت على قصفها أكثر من مائتي طائرة أمريكية الصنع وسوَّت القسم الأكبرمنها بالأرض. ولدرجة لا يكلف باول نفسه عناء وقف العدوان الصهيوني على 3.5 مليون فلسطيني، ووقف المجزرة ضد الشعب الأعزل، بل يطالب بتحويل ما قام به العدو إلى نتائج سياسية يرفضها الشعب الفلسطيني والجماهير العربية.

من فلسطين الشهادة والصمود انتقل وزير خارجية العدو الأمريكي كولن باول إلى عاصمتي الصمود والمقاومة بيروت ودمشق في محاولة فاشلة لزحزحتهما عن موقفهما إزاء الثوابت والحقوق العربية، فكان الرد الجماهيري واضحاً قبل أن تطأ قدماه أرض بيروت ودمشق، حيث واجهته المظاهرات الشعبية الحاشدة بشعار: «كولن باول إطلع بره بدي أرض بلادي حرة»، وكان الموقف أبلغ عندما صرخت إحدى أمهات الشهداء في المقاومة الوطنية اللبنانية بوجه مراسل وكالة سي.إن.إن: «ارض الشهادة والعزة ممنوع يدعس فيها باول»!

أيتها الجماهير.. لقد تلطخت أيدي الصامتين من الحكام العرب وشرفهم بدماء شهداء مخيم جنين وكنيسة المهد، وأنه لا سبيل لكنس الاحتلال الصهيوني وتحقيق الجلاء الأكبر إلا سبيل المقاومة الشاملة والمقاطعة الشاملة للمصالح الأمريكية ـ الصهيونية سياسياً واقتصادياً وثقافياً في دنيا العرب.

عاشت ذكرى الجلاء المجيدة!.
وستبقى المقاومة هي القمة!..

دمشق 17 نيسان 2002
لجنة متابعة تنفيذ ميثاق شرف الشيوعيين السوريين

معلومات إضافية

العدد رقم:
173