السلاح أمريكي.. الإجرام صهيوني.. والتواطؤ رسمي عربي

• لم تعد تنفع أية صرخات أو نداءات مثل «أين أنتم يا عرب؟»، فالعرب عربان، الجماهير في واد والحكام على النقيض منهم بعد أن ارتضوا لأنفسهم الذل والهوان وخيانة الأرض والأوطان والمقدسات.. وتجرؤوا على وصف المقاومة بالمغامرة. وهم في هوانهم هذا يهرعون لتلبية أي طلب أمريكي للاجتماع بوزير خارجية أو أي مسؤول أمني خلال أقل من أربع وعشرين ساعة، بينما يرفضون عقد أي مؤتمر طارئ لوقف المجازر الصهيونية إلا بعد أسبوع على الأقل..

• قبل بدء العدوان الصهيوني- الأمريكي الشامل على قطاع غزة بيوم واحد، كانت تسيبي ليفني تجتمع مع حسني مبارك وتخرج لتعلن «أن إسرائيل جاهزة لسحق حماس»، ولم يتجرأ نظيرها أبو الغيط على الرد ولو بكلمة «دبلوماسية».
في الأربع والعشرين ساعة الأولى من العدوان وحملة الإبادة الشاملة، تجاوز عدد الشهداء الثلاثمائة، وكان الرد على دعوة سورية لعقد قمة طارئة، تحديد يوم الجمعة في 2 كانون الثاني 2009 موعداً لعقدها، وذلك لإعطاء الفرصة للعدو الصهيوني الإمبريالي ليكمل – إن استطاع – مخطط تصفية المقاومة!
• منذ كامب ديفيد والنظام الرسمي العربي يتنازل ويفاوض، ثم يتنازل مجدداً ويفاوض، وحسب الخارجية الإسرائيلية هناك 13 نظاماً عربياً يملك علاقات مع الكيان الصهيوني، سواء في السر أو في العلن.. المفاوضات لم تحرر شبراً واحداً من الأراضي المحتلة، ولم تمنع المساومات والتنازلات الرسمية العربية أي عدوان على البلدان العربية. وحدها المقاومة استطاعت ليس فقط تحرير الأرض في جنوب لبنان، بل ضربت المفهوم الاستراتيجي لنظرية الردع الإسرائيلية.
• بعد انتصار المقاومة في حرب تموز 2006، وبعد فشل الحصار الإسرائيلي – الرجعي العربي على قطاع غزة، لم يعد أمام الكيان الصهيوني إلا شن الحرب المفتوحة على المقاومة الفلسطينية واستخدام سياسة الأرض المحروقة ضد أكثر من مليون ونصف فلسطيني في القطاع بهدف «استعادة هيبة الردع الإسرائيلي» في المنطقة وتعزيز هذا الدور في خدمة المخطط الأمريكي من شرق المتوسط حتى بحر قزوين.
• هاهي أوهام المعتدين تتحطم على صخرة صمود المقاومة، وشعب فلسطين الذي يدشن الآن عصر الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، ويفتح الطريق أمام تحرك شعبي – جماهيري في مختلف البلدان العربية، يعلن التزامه خيار المقاومة الشاملة ضد التحالف الإمبريالي – الصهيوني – الرجعي العربي، وهذا ما يعمق الفرز بين تيار المقاومة وبين تيار المساومة والتفريط المرتهن فعلياً وعلى الأرض للمخطط الإمبريالي – الصهيوني.
• بعد مجازر غزة ووضوح الموقف الأمريكي وموقف دول الاعتلال العربي، لم يعد مقبولاً من أية دولة عربية أو من حزب سياسي أو من شخصية وطنية، أقل من التزام خيار المقاومة الشاملة، والإقلاع عن أية أوهام بوجود أية فرصة للسلام عبر أي شكل من أشكال المفاوضات مع العدو الصهيوني، وهذا ينطبق على قضية تحرير كل الأراضي العربية المحتلة من الجولان، إلى الأرض الفلسطينية، إلى مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.
• لا نعول إلا على الجماهير ودورها في المواجهة المرتقبة مع التحالف الإمبريالي – الصهيوني. ومن هنا لا نراهن على أية قمة عربية مرتقبة يشارك فيها رؤساء عرب ينتظرون الأوامر من واشنطن وتل أبيب في إطار التآمر على المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، وضد سورية وإيران.
• المجد للمقاومة الفلسطينية وصمودها الأسطوري..
• المجد للشهداء..
• المجد للشعوب التي أعلنت انتفاضتها ضد النظام الرسمي العربي..
• وتبقى المقاومة هي القمة..

دمشق 28/12/2008
اللجنة الوطنية لوحدة

معلومات إضافية

العدد رقم:
386
آخر تعديل على الجمعة, 16 كانون1/ديسمبر 2016 16:42