منصور الأتاسي - حمص

أعتقد أن هذا الاجتماع قد ناقش بكل جدية وموضوعية الكثير من المسائل الهامة، وظهر حوار جدي.

هناك عدة نقاط أريد التحدث حولها لكي تتوضح أكثر.

أولاً ـ فيما يخص طبيعة الاجتماع: الاجتماع مكون من لجان التنسيق في المحافظات بالإضافة إلى ضيوف قلائل، أي أن الاجتماع لم يدع رفاقاً من أحزاب أخرى، وماجرى ، كما أعرف وأعتقد، رفاقنا في حمص لديهم رفيقان من حزب العمل الشيوعي وهم أعضاء في لجان التنسيق، ونجتمع معهم بشكل دوري وقد شاركوا في كافة النشاطات، وللأمانة، لكونهم أعضاء في لجنة التنسيق فقط، تمت دعوتهم إلى هذا الاجتماع، عندما كان الرفيقين في لجان التنسيق ولم يكن هناك حزب عمل شيوعي بعد والتزموا به، أصبح لديهم حالة جديدة، نحن لم نشترط عليهم شيئاً، فهم أعضاء لجان تنسيق ولم نمنع عنهم أي اجتماع بل على العكس نحن حريصون بأن نتفاعل مع الجميع.

وبالمناسبة إن لجنة التنسيق في حمص يتواجد فيها كل الشيوعيين من كل الأطياف من فصيل يوسف وفصيل أم عمار وفصيل رياض ومن أناس لم يدخلوا التنظيم ولكنهم ماركسيون، وهذه اللجنة تجتمع بشكل دوري، وهم ليسوا متفقين على كل شيء. يجري الحوار والتناقش ونتابع نشاطنا ولدينا نفوذ جدي، ولكن هذه اللجنة لاتتبع لأحد.

النقطة الثانية ـ لدينا شعار «التداخل بالقضايا الثلاث، الديمقراطية ـ الوطنية ـ الاجتماعية الاقتصادية». والإخلال بإحداها يخل بالشعار كاملاً.

في المعارضة تقدم الديمقراطية على الباقي، وفي السلطة يقدمون القضية الوطنية على الباقي، نحن مصرون على دمجها مع بعضها بعضاً، لدينا انتقادات أنه على قدم واحدة لانستطيع أن نصل وهذا عنصر الحوار بين الأطراف جميعها بالنسبة لنا، في المعارضة يتبنون الديمقراطية ونحن معهم، وفي السلطة يتبنون الوطنية ونحن معهم كذلك، ولكن الاثنين لايعيرون القضية الاجتماعية الاقتصادية أهمية كبيرة ولكننا نفعل وهذه هي خصوصيتنا.

أنا برأيي أن الانتقادات التي وجهت إلى اللجنة الوطنية وإلى لجان التنسيق بأنها لم تتكامل في عملها هي انتقادات صحيحة. على اللجنة الوطنية القادمة أن تتنبه لخطأ أنها في النضال السياسي والديمقراطي والطبقي يجب أن يكون هناك تكامل ويجب ألا يتراجع قسم على حساب قسم فنصبح إما جزءاً من هنا أو جزءاً من هناك، بمعنى الأداء السياسي وليس الحوار السياسي. خصوصيتنا في طرحنا للقضايا الثلاث ويجب دائماً أن نتابع هذه الخصوصية حتى نتميز ونعمل بشكل جدي.

هناك ملاحظات جدية طرحت ومهمة جداً، والحقيقة أن هذه الأوراق لو أرسلت سابقاً، لوصلت الاقتراحات وأصبح النقاش منتجاً أكثر، ولكن بالرؤية الانتقادية، إن الورقة التنظيمية لم تصل لبعض الرفاق لأسباب مختلفة، لكن لم يأتنا أي اقتراح لندخله في مجال التصويت، المشكلة أننا نرسل ولا تأتي الإجابات إلا في الاجتماعات، المطلوب منا ضمن هذه الرؤية الانتقادية أن يكون هناك تفاعل أكبر بين لجان التنسيق وبين اللجنة الوطنية، لو كان هناك تفاعل بين لجان التنسيق واللجنة الوطنية، لما كانت أسئلة كالتي طرحت اليوم.

وأريد أن أطرح قضية أخرى، وهي أن بعض لجان التنسيق لاتجتمع وهي تتراجع في عملها وهذه من مهام لجان التنسيق، إن هذه اللجان غير فاعلة في المحافظات ولاتبادر، على اللجنة الوطنية كما في المقترحات أن تزورها وتتابعها وعليها أن تزيد من فاعليتها. أحياناً هذه النقاط تخلق نوعاً من الجفاء بيننا وبين جميع الشيوعيين، هذه نقطة ضعف يجب أن ننتبه لها ونتابعها.

قضية أخرى: حول وضع الإمبريالية الأمريكية:

إن الإمبريالية الأمريكية تريد تغيير البنية، فهل السلطة الحالية بدون دفع النشاط في القضية الوطنية إلى الأمام قادرة على الحفاظ على البنية؟ هذا السؤال يجب أن نجد جواباً له.

من هنا نحن نقول: أن المهمة الرئيسية هي توسيع الحوار من أجل الوصول إلى الوحدة الوطنية القادرة على بناء بنية قادرة على التصدي للإمبريالية، وإلا فنحن نسير باتجاه تغيير البنية.

هناك أفكار طرحت بأن نقدم حلول بديلة وواضحة لا أن نقوم برؤية انتقادية فقط، وبرأيي هذه القضايا تتطلب من اللجنة الوطنية القادمة جهداً استثنائياً.

إذا لم نقدم قضايانا الخاصة في المفهوم الديمقراطي والاجتماعي والاقتصادي فلن تكون لنا هويتنا الخاصة. وبهذا المعنى عندما نتحدث الآن عن وحدة وطنية ومسألة اليسار واليمين، والمعارضة والسلطة في ظل الوضع الحالي الذي تمر به سورية مسألة متجاوزة بهدف الحفاظ على الوطن وهذا رأي كل القوى الوطنية.

أنا أناضل من أجل وحدة وطنية ضمن الحفاظ على خصوصيتي، فأن أكون في المعارضة في ظروف الصراع الحالية، فهذا شيء خاطئ جداً.

ففي ظروف الوطن الحالية أن نختار وقوفنا في المعارضة كما يطرح رفاقنا في حزب العمل الشيوعي هو اندفاع قاتل، وقد يلبي رغبة ذاتية ولكن لايلبي حاجة وطنية الآن.

وماتبقى من نقاط هامة جداً، مثل فصل السلطات ودور كل مكتب وخضوع المكاتب للهيئات المركزية، وضوح الكلمة المهمة جداً والأساسية جداً والبرنامجية لنا، والتي تكلم عنها الرفيق سهيل قوطرش حول شكل التفاعل مع الحركة الجديدة للطبقة العاملة، نحن الآن متخلفون عن التفاعل مع حركة الطبقة العاملة الاحتجاجية.

 

ونحن نتوجه من هنا لجميع لجان التنسيق أن يكونوا فعلاً على صلة وثيقة جداً مع حركة الطبقة العاملة في كل محافظة وأن يكونوا على رأس نشاطاتها، حتى نستطيع أن نكون فعلاً ممثلي الطبقة العاملة وإلا فإن هذه الحركة ستتلاشى بدون حزب سياسي يدعمها وستصبح حركة عفوية لاقيمة لها، والتفاعل بيننا هو الذي يحول الحركة العمالية الاحتجاجية إلى برنامج سياسي ملموس وقادر على الفعل. وإلا فلن يكون لها أي دور وسوف يضعف دورنا نحن أيضاً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
232