د. محمد عزيز العلي د. محمد عزيز العلي

إطلاق الحوارالعام من أجل وحدة الشيوعيين السوريين.... من أجل وحدة عقلانية فاعلة

قد يتساءل البعض: هل يكون ما سبق ـ أياً كان مدى صحته ـ دافعاً أو حجة لرفض التنسيق والحوار والوحدة الحقيقية بين الشيوعيين؟

نحن نعتقد أنه لابد من توحيد الشيوعيين في إطار علمي واقعي بعيداً عن أساليب الوحدة القديمة التي لم تجلب علينا أحزاباً وشعوباً سوى الويلات والخيبات والانقلابات؟!

■ لابد من إيجاد مؤسسة أو هيئة جامعة للأحزاب والفصائل الشيوعية دون أن يعني ذلك حل هذه الأحزاب والفصائل لتحشر أو تدمج في كيان تنظيمي واحد.

■ كل دمج يدمر أي فاعلية متبقية لدى المنظمات والأحزاب الصغيرة خارج السلطة لأنها ستتأثر بجو الفساد والتراخي داخل الأحزاب المتحالفة مع حزب السلطة ولاتكون قدرتها على التأثير في هذا الجو كبيرة.

■ ليس الخطأ في تعددية الفصائل حتى لو كان نشوؤها لأسباب سياسية تناحرية، فللتعددية فوائد كبيرة لم تستنفد حتى الآن، والخطأ دوماً في أساليب العمل والتخطيط وإدارة شؤون الحزب، فنحن شعوب لم تعتد على التنظيم وحسن الإدارة والأداء فالعيب في الإنسان وليس في الخطط.

■ من دراستنا لبعض الأحزاب والحركات  السياسية الصديقة أو المعادية تعلمنا بضعة دروس نستخلص منها الأفكار والتوصيات التالية، لنحقق فعلاً وحدة شيوعية سورية فاعلة وعلمية:

i. لابد من استنفاد كل إمكانيات المرحلة الراهنة )لانقول أن هذا الإطار أو المؤسسة فاشلة، بل نقول إن أسلوبنا هو الفاشل، ولا نقول يجب تبديل هذه المؤسسة أو هذا الإطار أو الشكل لأن تبديل الإطار دون تبديل الجوهر لايبدل شيئاً في الموضوع فالخطأ يقع على أساليب التطبيق أي على من يطبق وليس على المؤسسة أو الحزب).

ii.  من الخطأ أن نضع ثقتنا الكاملة بجهة ما والاحتياط دائماً واجب «من لم يحتط ذل» ومن الخطأ وضع كل الأوراق رهاناً على جهة ما.

iii.  عدم الثقة بالسلطة حتى لو أصبح الحزب نفسه في السلطة لأن السلطة تفسد حتى الألهة بحسب المثل اليوناني القديم.

vi.  في العمل السياسي لمصلحة الفقراء والشعب عموماً يجب تحييد العواطف ـ دون الأخلاق ـ  والاعتماد على العقل. والتعاطف الوحيد المسموح به هو التعاطف مع الفقراء والمظلومين.

vii.  لابد من الإبقاء على منظمات الحزب بل وزيادة عددها وتنويع نشاطاتها كي لا تستطيع أي جهة معادية السيطرة على الحزب أو إعاقته.

من كل ما سبق نميل إلى اقتراح التوصيات التالية بشأن وحدة الحزب الشيوعي السوري:

1. تأسيس هيئة على مستوى قيادات الأحزاب الشيوعية للتنسيق بين مختلف المنظمات والجمعيات وهي التي تقر الاستراتيجية العامة وتترك لكل حزب ومنظمة طريقة وأسلوب عملها الخاص بها ويكون لهذه الهيئة الحق في معاقبة أو طرد قيادة أي منظمة أو حزب تشذ عن الاستراتيجية العامة أو تسيء لسمعة الحركة الشيوعية.

هذه الهيئة يمكن أن تكون بصيغة جبهة شيوعية تضم ممثلين عن كل الأحزاب الشيوعية بحسب تعداد وقوة كل حزب ووجوده في الشارع، وهذه الجبهة الشيوعية من ميزاتها أنها تحافظ على الحزبين الموجودين في الجبهة، وبالتالي يحافظ الشيوعيون على استقلالهم وفي نفس الوقت لهم تمثيل في السلطة )اتصال ـ انفصال) هذه الجبهة الشيوعية تمكن الشيوعيين من حرية الحركة والمناورة السياسية ويمكن تمثيل ذلك بالرسم التالي:

ونعتقد أن هذه هي الصيغة الأفضل لوحدة الشيوعيين السوريين بحيث لايندمجوا في جبهة السلطة ولايكون لهم جبهة منفصلة كلياً عن السلطة حيث يحافظوا على استقلاليتهم وفي نفس الوقت يحافظوا على علاقة جيدة مع السلطة.

2.  إقامة مؤتمر عام سنيو يجتمع فيه ممثلين عن كل المنظمات لتدارس المشاكل والعوائق والمخططات القادمة والشكاوى والمقترحات.