«ثرثرة أمريكية فوق المتوسط»..!

رافضاً تحديد «عدو بعينه»، ذكر الكومودور البحري الأمريكي كارل مويسر لمراسل رويترز على متن المدمرة الأمريكية هيجينز المنتشرة في سواحل المتوسط على بعد 19 كيلومتراً داخل المياه الدولية، ومن دون تحديد قبالة أي بلد، أنه و«بغض النظر عن التهديد وبغض النظر عن الأرض التي نحاول الدفاع عنها فيمكننا تغطية مساحة كبيرة استناداً إلى مصلحتنا الوطنية»!

وتعد المدمرة هيجينز واحدة من 18 سفينة أمريكية منتشرة في أنحاء العالم مزودة بنظام ايجيس الاعتراضي القادر على تفجير صواريخ ذاتية الدفع فوق الغلاف الجوي، حيث تشير خريطة للمنطقة أصدرتها وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية في الشهر الماضي إلى هذا النظام المتمركز في البحر المتوسط يمكن أن يغطي جنوب تركيا ولبنان و«إسرائيل» والأراضي الفلسطينية وشمال مصر في حالة نشوب حرب صواريخ. وهناك سفينة أخرى متمركزة في الخليج يمكن أن تحمي كذلك دول المنطقة.

وبالنسبة للكيان الإسرائيلي الذي رست به المدمرة هيجينز يمثل نظام ايجيس عاملاً حيوياً حيث يوجد داخل الكيان بالفعل رادار استراتيجي أمريكي ويمكن تشغيل نظام ارو 2 لاعتراض الصواريخ الذي شاركت واشنطن في دعمه مالياً بشكل متزامن مع ايجيس.

وهذا الإطار أعرب اوزي روبن مصمم نظام ارو عن اعتقاده أنه «من المهم للغاية أن تجعل الولايات المتحدة السفن المزودة بنظام ايجيس متاحة في حالة وقوع هجوم من إيران لتنضم نيرانها إلى نيراننا»، علماً بأن طهران تنفي وجود نوايا هجومية لديها في حين أن إسرائيل التي تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط صرحت جهاراً نهاراً باحتمال أن توجه ضربة «استباقية» لإيران.

ولكن المأزق الأمريكي الإسرائيلي يكمن في أن السفن المزودة بنظام ايجيس لا تستطيع أن تحمل أكثر من 24 صاروخاً اعتراضياً من طراز (اس.ام-3) باهظ التكاليف، ما يعني أن هذا النظام سيفقد فاعليته إن تم إرباكه بوابل كبير من الصواريخ الإيرانية أو السورية.

وبينما طالب مويسر بمزيد من السفن لمواجهة هذا السيناريو، قال روبرت هيوسون، محلل أنظمة قتالية لدى مجموعة «جينز انفورميشن» إنه لا يعتقد «أن بوسع الولايات المتحدة من الناحية المادية أن توفر عدد السفن والأسلحة اللازمة لتحقيق تغطية لإسرائيل على مدى 365 يوماً».

بموازاة ذلك ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة ساهمت بأكثر من ثلثي مبيعات الأسلحة الخارجية في 2008 (68.4 بالمئة) وهو عام تراجعت فيه المبيعات العالمية لأدنى مستوى لها منذ ثلاثة أعوام.

 

وقفزت مبيعات الأسلحة الأمريكية نحو 50 في المئة في عام 2008 على الرغم من الركود الاقتصادي العالمي من 25.4 مليار دولار في العام السابق إلى 37.8 مليار دولار، وكل ذلك حسب الأرقام المعترف بها، أي من دون أن تشمل الصفقات السرية..!!